بقلم: أوري مسغاف
(المضمون: اذا كان من يسعى الى استبدال نتنياهو وحكومته مثيرا للشفقة فأنا أول الفخورين بأن أكون كذلك - المصدر).
كتب روغل ألفر في « هآرتس » بتاريخ 4/12 أن تعطش اليسار لاستبدال نتنياهو هو أمل مثير للشفقة. وفسر ذلك بأن نتنياهو هو رئيس حكومة له شعبية وأن الشعب يؤيده وأنه اذا استُبدل فلن يتغير أي شيء هنا وأن رفيف دروكر سيكون على رأس المعارضة. أنا أكفر بالفرضيات الثلاث الاولى ولا أخشى من الرابعة. وعمليا يجدر التشكيك بنقطة الانطلاق: الرغبة في استبدال نتنياهو لم تعد مسألة شخصية لليسار، بل من المفروض أن تكون رغبة كل مواطن نزيه في الدولة. في هذه المرحلة المتقدمة من حكمه السيء – إما أن يسقط نتنياهو أو تسقط اسرائيل. فليس هناك طريق ثالثة.
إن نتنياهو رئيس حكومة غير محبوب، ولم يكن محبوبا أبدا. الليكود حصل في الانتخابات الاخيرة برئاسته على 30 مقعدا. فقط واحد من كل اربعة اسرائيليين صوت له. وهذا هو انجاز حياته الانتخابي بعد كسب في اللحظة الاخيرة عدة مقاعد من البيت اليهودي. وركب موجة التحريض والتخويف ضد العرب، وهو يحظى في السنتين الاخيرتين بتقدم غير مسبوق ولا تفسير له لنسبة التصويت في معقل الليكود، وتنافس على رئاسة الحكومة أمام اسحق هرتسوغ. ومن منحه بعد الانتخابات القدرة على تشكيل الائتلاف كان نفتالي بينيت وآريه درعي وموشيه كحلون ويعقوب لتسمان، وفيما بعد افيغدور ليبرمان، هؤلاء الذين يتحفظون منه شخصيا وفضل المصوتون لهم عدم التصويت له.
الغريب هو أن الفر يسقط في الاطار القائل « الشعب يقف من وراء نتنياهو »، وهذا غير صحيح. فلا يوجد شعب واحد في اسرائيل، بل عدة شعوب. والقول إن الشعب يؤيد نتنياهو يعني تقديس « شعب » واحد معين: شعب مؤيدي نتنياهو. وكأنهم يساوون أكثر. فهم « الشارع » وهو « اكثر تصميما » وهم يمثلون « حكمة الجمهور الواسع ». وهذا عمليا نظرة متعالية. في الديمقراطية تتساوى الاصوات. لا يوجد فرق بالنسبة لنتنياهو بين الظل وبين الزمرة. الاصوات التي تؤيد نتنياهو لا تزيد أو تقل وزنا عن الاصوات التي تعارضه. فهو ليس اكثر مواظبة، بل اكثر صراخا. ومصوتو نتنياهو ليسوا من طينة واحدة ايضا، ونسبتهم في السكان ليست قدَراً. فاز عليه اهود باراك في السابق، وفاز عليه اريئيل شارون في الليكود. واهود اولمرت سبب له التراجع والحصول على 12 مقعدا.
الافتراض بأن تغيير نتنياهو لن يغير أي شيء هو افتراض غير صحيح. فقد أثبت التاريخ عكس ذلك تماما. والأمم والمجتمعات يمكنها أن تُحدث تغيير دراماتيكي في التوجه، عندما تتم تنحية قائد مركزي وشعبي يعمل على تركيز الصلاحيات والقوة وافراغ المؤسسات الديمقراطية من محتواها وإفساد سلطة القانون.
يصعب تخيل تغيير كهذا. ويصعب الآن تخيل التغيير لدينا: لقد أفسد نتنياهو كل شيء جيد، والعالم آخذ في الغرق في حقبة ظلامية من القومية المتطرفة والشعبوية. في هذه الظروف يمكن أن الديمقراطية الاسرائيلية لن تستطيع أبدا التعافي من اضرار نتنياهو. ومع ذلك، يجب علينا أن نجرب. اذا كانت هذه القناعة مثيرة للشفقة، فأنا فخور بأن أكون مثيرا للشفقة.
أنا أتفق من اعماق قلبي مع ألفر في شيء واحد: قيادة المعارضة السياسية، مثل هرتسوغ ولبيد، أفلست وهي تستحق الاستنكار. وذلك لأنهم تملقوا الشعب الوهمي وزحفوا من اجل الحكومات المتبدلة لنتنياهو. والاثنان يمثلان الاندثار والفراغ من أي مضمون.
إن الفراغ الذي خلفاه يقوم اشخاص مثل رفيف دروكر والداد ينيف وايلانا ديان ومني نفتالي وامنون ابراموفيتش ويغئال سيرنا وآخرين بملئه. وهذا غير مخيف.