خبر اللعبة الأردنية- يديعوت

الساعة 11:27 ص|07 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

قطط في القمة

بقلم: جلعاد شارون

(المضمون: تحسن صنعا العائلة الملكية الهاشمية لو تعاملت مع إسرائيل باحترام وأدب. كان يمكن ان نتوقع انكارا للجميل اقل بقليل ممن يعيش بقدر كبير بفضلنا. وان لم يكن من أجل الامتنان بالجميل، فعلى الاقل كي لا تطرح لدينا فكرة منطقية حقا ما - المصدر).

المرة الأكثر شهرة التي أنقذت فيها إسرائيل الحكم الملكي في الاردن كان في العام 1970. كان هذا عندما حاول الفلسطينيون اسقاط الملك حسين، ولما كانت المشاكل تأتي تباعا – فقد بدأ السوريون أيضا في اجتياح شمالي المملكة. وبالضبط حين بدا بان الروح التاسعة للملك القطي تتبدد، وقفت إسرائيل، « العدو » من الغرب، فأنقذته. هذه لم تكن المرة الوحيدة.

يمكن أن يقال بثقة تامة انه بدوننا فان المملكة الهاشمية، وهي مثابة صيغة انسانية لـ « قطط في القمة »، كانت منذ زمن بعيد ستفر الى لندن وتنقل مقرها الى أحد قصور الملجأ التي اشترتها ليوم عاصف. في الغابة الوحشية للشرق الاوسط يشبه الحكم الاردني قطا سياميا ذا سلالة فاخرة، ينجح في البقاء بين كل الحيوانات المفترسة فيما يناور بينها، يصالحها جميعها ويخرمش قليلا حين يشعر بانه حشر في الزاوية.

السلام مع الاردن هام لنا جدا. وللتنسيق والتعاون الاستخباري مع الاردنيين قيمة استراتيجية جمة. وفي الاحاديث المغلقة يقولون ماذا يفكرون حقا عن الفلسطينيين، وهذا لا يختلف عما يفكر به السعوديون والمصريون. « كلب » وصف في حينه الرئيس المصري عرفات امام الكاميرات. ووزير الدفاع السوري كان حتى أقل ضبطا للنفس: « ابن 60 الف زانية »، دعاه. وحتى لو كان الاردنيون لا يعترفون بذلك علنا، فانهم يفضلون ان نكون نحن على الحدود معهم على نهر الاردن – وهم يعرفون جيدا جدا لماذا.

حتى هنا جيد وجميل. المشكلة هي أن الاردن يخرج ضدنا في المحافل الدولية. فهو يهاجم المرة تلو الاخرى إسرائيل في الامم المتحدة، يؤيد علنا وتلقائيا قرارات مناهضة لاسرائيل يبادر اليها الفلسطينيون (اولئك الذين حاولوا اسقاطهم)، ويحدث جلبة كبيرة على لا شيء في كل ما يتعلق بالحرم.

أن الضرر الدبلوماسي والضغط على اسرائيل في موضوع الفلسطينيين يشكلان وزنا مضادا لفضائل الاسرة المالكة بالنسبة لنا. فحين نرى كل هذا، يمكن ان نتفهم من يعود الى ان يطرح عندنا فكرة ان تقوم دولة فلسطينية في الدولة التي توجد فيها أغلبية فلسطينية. فحدود معادية أخرى ليست أمنية، ولكن يوجد فضل كبير للالتفافة في الحكاية الفلسطينية. كما ان في ذلك قدرا كبيرا من العدل التاريخي. ففي 1922 قسمت بلاد اسرائيل الى تلك الغربية والى شرق الاردن. فلماذا ينبغي التقسيم مجددا لبلاد اسرائيل الغربية، والتي هي مجرد ربع المساحة؟ فهل أن يحصل الفلسطينيون على ثلاثة ارباع مساحة الانتداب، لا يكفيهم؟ فبعد كل شيء، يستحق اليهود أيضا شيئا ما.

بشكل شخصي أنا لا يجن جنوني على العائلات الملكية. ففيها شيء ما متعفن. تجلس لها عائلة اصلها يعود الى شبه الجزيرة العربية (السعودية اليوم)، انزلها البريطانيون وتلقت مملكة كترتيب عمل ومن أجل الحفاظ لهم على المصالح في المنطقة وتتصرف وكأن حكمها هو حق الاهي ما. تحسن صنعا العائلة لو تعاملت مع إسرائيل باحترام وأدب. ومع ذلك، كان يمكن ان نتوقع انكارا للجميل اقل بقليل ممن يعيش بقدر كبير بفضلنا. وان لم يكن من أجل الامتنان بالجميل، فعلى الاقل كي لا تطرح لدينا فكرة منطقية حقا ما.

كلمات دلالية