خبر حنان الحروب : أطفالنا يرفضون العنف ويريدون العيش بسلام

الساعة 04:29 م|06 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

قالت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب التي فازت بجائزة « فاركي »لأفضل معلم (أو معلمة) في العالم، التي تمنحها مؤسسة « فاركي » سنويا لمعلم متميز قدم مساهمة بارزة لمهنة التعليم أن أطفال فلسطين يرفضون العنف ويؤيدون العيش بأمن وسلام ويستمتعون بطفولتهم شأنهم شأن كل الأطفال في العالم.

وقالت الحروب التي تم تكريمها في واشنطن بمناسبة احتفال اليوم العربي الأميركي الذي تنظمه سنوياً بعثة الجامعة العربية في واشنطن أمام حشد كبير من المواطنين الأميركيين والعرب في العاصمة الأميركية مساء الاثنين « إنني أقول لطلابي الأطفال الذين أعلمهم كما أقول لكل من يسمعني يجب علينا أن لا نسقط الأمل من نفوسنا » مؤكدة ، « كمعلمة تحمل معها آمال معلمي العالم، أجدد التأكيد على أن رسالتنا هي رسالة محبة وأمل، وطموحنا أن يسود العدل، وأن تنعم الأجيال الصاعدة بفرص العيش الكريم. أجيال تعيش بعيداً عن الويلات وتنتصر للقيم الإنسانية ».

وتحدثت المعلمة المبدعة حنان الحروب في كلمتها أمام الحضور عن طفولتها في مخيم للاجئين الفلسطينيين والفقر والتحديات التي واجهتها كلاجئة مشيرة إلى أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ 50 عاماً يحرم أطفال فلسطين- بمن فيهم أطفالها الخمسة- من تحقيق أحلامهم ويجزئ أوصالهم ب« جدران الفصل العنصري الذي يتمدد كل يوم ونقاط التفتيش التي تنتشر في كل مكان » مشيرة إلى أنها كمعلمة في مخيم اللاجئين والمواطنين الفلسطينيين يتابعون قضايا اللاجئين حول العالم، ويشعرون معهم بالمآسي اللانهاية لها مشددة على « ضرورة توفير الفرص لهم لمواصلة التعليم، وإنهاء اللجوء والاقتلاع ».

يشار إلى أن حنان الحروب هي معلمة فلسطينية اختطت لنفسها منهجا خاصا في التعليم يساعد الأطفال على تجاوز الصدمات التي يعيشونها ويشاهدونها وتدفع بهم إلى العنف، ونالت بسببه على جائزة « أفضل معلمة في العالم » لعام 2016 التي تقدمها مؤسسة فاركي البريطانية.

وتعمل حنان الحروب معلمة في مدرسة بنات سميحة خليل بمحافظة رام الله والبيرة.

يشار إلى أنه ومنذ تدشين مسارها المهني، عملت حنان الحروب على خلق مفهوم خاص للتعليم يراعي ما يعيشه الفلسطينيون جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني برمته.

وتتحدث حنان أن منهجها الخاص في التعليم الذي يعتمد اللعب لغرس قيم الأمل والطموح والجد في نفوس الأطفال الذين انعكست الأوضاع الأمنية الصعبة سلبا على نفسياتهم وتصرفاتهم كون أن الطفل الفلسطيني تحديدا لا يكاد يشعر بطفولته لكثرة ما يراه من أحداث القتل والعنف والاعتداءات اليومية داخل أحياء المدن والقرى والمخيمات والحواجز، مما انعكس سلبا على شخصيته التي أصبحت « ميالة إلى العنف بكل أشكاله ».

وبدأت حنان تجريب منهجها الجديد على أطفالها الذي عاشوا صدمة عنيفة على إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليهم وعلى أبيهم خلال عودتهم من المدرسة، فأصابت أباهم بجروح.

وقد حقق المنهج الجديد نتائج إيجابية جدا مع أطفالها حيث تجاوزوا مرحلة الصدمة والخوف، وعادوا لطبيعتهم كأطفال يلعبون ويمرحون مع أصدقائهم، ويحققون نتائج إيجابية في دروسهم، وتقوت ثقتهم في نفوسهم، بل إنهم بدؤوا يكررون نفس الألعاب مع أصدقائهم في الحي.

وتؤكد حنان الحروب أنها حاولت تعميم التجربة رغم الصعوبات التي لاقتها في البداية حيث لم يرغب كثيرون في مشاركتها في تبني المنهج الجديد، غير أنه مع النجاحات العديدة التي حققتها انتشر منهجها في التدريس انتشار النار في الهشيم، وبدأ زملاء لها ومعلمون ومستشارون يستفيدون من دورات تدريبية تنظمها.

وبحسب موقع « جائزة المعلم العالمية » فإن الحروب، « احتضنت شعار »لا للعنف« وتستخدم نهجا متخصصا طورته بنفسها، مفصل في كتابها، »نلعب ونتعلم" .

كلمات دلالية