خبر لا صلة بالامريكيين -هآرتس

الساعة 11:32 ص|05 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في كل ما يتعلق بمستقبل المستوطنات، لدى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان سياسة واضحة – سياسة سارقي الجياد. ففي ندوة سبان اقترح ليبرمان تأجيل التصويت على قانون تبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية الى ما بعد دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض. هذا ليس موقفا جديدا. فقد اعتقد قبل بضعة أسابيع بانه ينبغي البناء في الكتل الاستيطانية فقط بتنسيق مع الامريكيين، لان العلاقات مع الولايات المتحدة هي الذخر الذي ينبغي الحرص على حمايته.

لا ينبغي أن نتشوش. فليبرمان لا يقول انه ضد تبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية، وهو يحاول فقط اقناع سامعيه بان التوقيت حرج، وان من يريد مواصلة البناء في المناطق، أو على حد قوله « الحرص على مستقبل الاستيطان »، ينبغي أن يكيف خطواته مع خطوات الرئيس الامريكي.

في حالة فضلى، يؤمن ليبرمان بان ترامب سيكون شريكا في المخالفة، أو على الاقل سينسى أن يهتم بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فغض النظر الامريكي مثله كالقبول باللغمز. في حالة افضل، يتوقع ليبرمان أن يقترح ترامب على اسرائيل وثيقة توافقات في صيغة الرسالة التي أصدرها الرئيس جورج بوش لاريئيل شارون في العام 2004، والتي حسب التفسير الاسرائيلي، تتضمن « الاعتراف بالواقع »، أي بحق اسرائيل في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية.

هذان الموقفان سيئان بقدر متساوٍ. فمحظور أن يكون مستقبل البناء في المستوطنات منوطا بنزوة أو بتوافقات بين حكومة اسرائيل ورئيس امريكي، لا يزال ليس ضالعا في تعقيدات النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فوقف البناء اليهودي في المناطق هو قبل كل شيء مصلحة اسرائيلية، ينبغي الكفاح في سبيلها حتى لو أيد رئيس امريكي تأييدها.

أما توسيع المستوطنات فهو ضمانة لخلود النزاع واستمرار نظام الاحتلال دون أمل في وضع حد له. وهامة بقدر لا يقل هي المعارضة لقانون تبييض البؤر الاستيطانية، والذي لا يتعلق فقط بالبناء في المناطق بل بمجرد بقاء سلطة القانون في دولة اسرائيل. وبشكل تقليدي، ربطت الولايات المتحدة سياستها تجاه اسرائيل باستعدادها لان تبدي، للاسف، رغبة في إدارة مفاوضات مع الفلسطينيين، ورأت في كل بناء في المستوطات زرع لغم في طريق المسيرة السلمية.

لقد شكلت واشنطن حتى الان كابحا، ليس مجديا بما فيه الكفاية، في وجه مسيرة الانتحار السياسي لاسرائيل. ليس واضحا بعد ما يقترحه ترامب، ولكن الاستناد اليه كمن سيمنح اسرائيل الاذن لمواصلة البناء في المستوطنات مثله كمثل الامل في ايجاد الطبيب الذي يسجل وصفة المخدرات المحظورة المنشودة. ينبغي أن تكون لاسرائيل سياسة واضحة تسعى الى السلام وتعترف بالعوائق الهائلة التي تضعها المستوطنات، وليس سياسة تنتظر تغيير الوردية في البيت الابيض كي ترتكب الجرائم.

 

كلمات دلالية