خبر قلق « إسرائيلي » من اصطفافات الجالية اليهودية في أميركا

الساعة 06:17 ص|05 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

حذرت أوساط إسرائيلية ويهودية أميركية من خطورة تداعيات « الاستقطاب الحاد » داخل الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، في أعقاب الانتخابات الرئاسية وفوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، مشيرة إلى أن هذا الاستقطاب سيقلص من قدرة إسرائيل على الاستفادة من الحضور اليهودي في تحقيق مصالحها في الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته حذرت المزيد من الأوساط اليمينية الإسرائيلية من « خطورة » اصطفاف معظم اليهود الأميركيين ضد ترامب، ومسارعة عدد من قادتهم إلى التنسيق مع الأقليات العرقية والمسلمين في العمل ضد الرئيس الأميركي المنتخب.

ونقل موقع صحيفة « يسرائيل هيوم » عن البرفسور جونثو سيرنا، أبرز الباحثين في مجال تاريخ اليهود الأميركيين، قوله إن نتائج الانتخابات الرئاسية أسفرت عن « تصفية » الوسط الحزبي في الولايات المتحدة، إذ تعاظم حجم وتأثير الهوامش المتطرفة في اليمين واليسار، وهو ما انعكس على أنماط اصطفاف اليهود الأميركيين. وأشار إلى أن تلاشي « الوسط » الحزبي في الولايات المتحدة يقلص هامش المناورة أمام إسرائيل والمنظمات اليهودية التي تسعى إلى تأمين مصالحها في الولايات المتحدة.

وتوقع سيرنا أن يسيطر الجناح اليساري على الحزب الديمقراطي الأميركي بعد فشل مرشحة الحزب، هيلاري كلينتون، في الفوز في الانتخابات الرئاسية، معتبراً أن هذا الأمر يمثّل تطوراً « بالغ السلبية » لإسرائيل، على اعتبار أن قيادات هذا الجناح تتبنى مواقف « معادية » لإسرائيل، ناهيك عن أن بعض قياداته الشابة تمثّل العمود الفقاري لحركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل « BDS ». وأضاف: « الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي أخطر بكثير من مجموعة Alt Right، التي تمثّل اليمين الأميركي المتطرف، والتي عبّر أعضاؤها عن توجّهات تشبه التوجهات النازية، على اعتبار أن Alt Right لم تعلن الحرب على إسرائيل كما يفعل اليسار المتطرف في الحزب الديمقراطي ».

وأشار سيرنا إلى أن فوز ترامب يدفع قطاعات واسعة من الديمقراطيين إلى تبنّي مواقف متطرفة لمواجهة كل ما يطرحه الرئيس الجديد، وضمن ذلك مواقفه الإيجابية من إسرائيل. وبحسب سيرنا فإن قيادات اليسار التي تحظى بالشعبية الأكبر داخل الحزب الديمقراطي حالياً، كلها يهودية وتتبنى مواقف معادية من إسرائيل، مشيراً إلى أن على رأس هذه الشخصيات بيرني ساندرز، الذي تنافس ضد كلينتون على ترشح الحزب الديمقراطي، وإليزابيث أليسون. وأوضح أن أفكار ساندرز وأليسون تحظى باستحسان قطاعات واسعة من اليهود الأميركيين، مشيراً إلى أن الأغلبية الساحقة من الشباب اليهودي الأميركي هم علمانيون ليبراليون « لا يأبهون باليهودية ومصالح إسرائيل ولا يجدون مشكلة في الزواج المختلط من غير اليهود ».

وشدد سيرنا على أن فوز اليمين المتطرف في إسرائيل في الانتخابات واحتكاره الحكم لفترة طويلة، قلّص هامش المناورة أمام اليهود الليبراليين الذين بات من الصعب عليهم تبرير مواقف الحكومات الإسرائيلية والدفاع عنها. ووفق سيرنا، فإن اليهود الأميركيين الذين يصوّتون للحزب الجمهوري هم من المتدينين الأرثوذكس، الذين يشكلون 10 في المائة من اليهود الأميركيين، واليهود الذين يتحدثون الروسية، الذين هاجروا حديثاً من روسيا والدول التي كانت تشكّل الاتحاد السوفييتي، والذي يبلغ عددهم حالياً حوالى 750 ألفاً.

وفي سياق متصل، حذرت كارولين كليغ، المستشارة الإعلامية السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من خطورة استعداد قطاعات واسعة من اليهود الأميركيين للعمل والتنسيق مع الأقليات العرقية والمسلمين في الولايات المتحدة، لمواجهة الإدارة الأميركية الجديدة. وفي مقال نشرته صحيفة « معاريف »، قالت كليغ إنه ستكون هناك تداعيات « خطيرة » لتعاون اليهود الأميركيين مع المسلمين تحديداً، بسبب تأثيرات هذا التعاون المحتملة على توجّهات الإدارة الجديدة، وبشكل خاص على توجّهات القطاعات الشعبية الأميركية التي أيّدت ترامب.

من جهته، هاجم الكاتب الإسرائيلي اليميني، إيزي ليبل، بشدة توجّهات الأغلبية الساحقة من اليهود الأميركيين تجاه ترامب، مدعياً أن هذه التوجهات تدل على أن « مصلحة إسرائيل لا تُعد ضمن قائمة الاعتبارات التي تحكم هؤلاء ». وفي مقال نشرته صحيفة « يسرائيل هيوم »، استهجن ليبل اتهام قيادات يهودية ترامب بتوجّهات « لاسامية »، على الرغم من مواقفه المؤيدة لإسرائيل وحرصه على طمأنتها بشأن مواقف إدارته من الصراع مع الفلسطينيين.

كلمات دلالية