في إطار حرب الأدمغة

خبر استخبارات سرايا القدس:نعمل بصمت لنصنع هزيمة مدّوية للعدو

الساعة 09:26 ص|01 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

لم يقتصر إنجاز سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فقط على المجال العسكري، بل وصل إلى أكثر المجالات تطوراً , وذلك باختراقها المنظومة الأمنية لدولة الكيان, وبث رسائل تهديد لقادة وجنود العدو الصهيوني , في حال قرروا الدخول إلى قطاع غزة , وذلك في إطار حرب الأدمغة التي تخوضها سرايا القدس ضد الاحتلال الصهيوني بجانب الحرب الميدانية.

سلاح « الهاكرز », سلاح جديد وإضافة نوعية لسرايا القدس ضمن إمكانياتها التي سخرتها لمواجهة العدو الصهيوني, في ظل الواقع والعالم الجديد الذي نعيش فيه , حيث أصبح هذا السلاح من أهم أنواع الأسلحة في الحروب الباردة والحروب الالكترونية.

« الإعلام الحربي » حاور القيادي المجاهد « أبو محمد » أحد قادة جهاز الاستخبارات التابعة لسرايا القدس للحديث عن « الهاكرز » المقاوم , ودوره في المعركة ضد الاحتلال الصهيوني.

في بداية حديثه أشار أبو محمد إلى أن الحرب مع الاحتلال الصهيوني , لم تكن في الميدان وحده ولكنها كانت أيضاً إلكترونية , حيث كان هناك دور واضح وفعال ومؤثر بشكل كبير جداً على اختراق المواقع الصهيونية قامت به الأجهزة العسكرية التابعة لفصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس , مبيناً أن استخدام هذا النوع من السلاح من قبل بعض رجال المقاومة ضد المؤسسات الأمنية والعسكرية الصهيونية شكل ضربة قاسية لهذه المؤسسات ولهذا الجيش الذي يحاول البعض أن يصوره لنا أنه الجيش الذي لا يقهر والجيش الأسطورة.

وتابع قائلاً :« ندرك جيداً حجم وقوة عودنا، ونعلم أكثر من غيرنا أنه يمتلك أقوى ترسانة سلاح في الشرق الأوسط, وكذلك يمتلك أقوى منظومة أمنية في المنطقة, لكن إذا توفرت الإرادة مع بعض الإمكانات فإن أقوى قوة في العالم لا يمكن أن تهزمنا، وهذا ما حدث بالفعل ».

وأكمل :« أراد مجاهدو وحدات الهاكرز التابعة لسرايا القدس أن يثبتوا للعالم أن هذا الجيش ومنظومته الأمنية, ما هو إلا أكذوبة كبيرة في عالم الجيوش وعالم الأمن , لذلك كان هناك تركيز كبير على استخدام الهاكرز في كل المعارك السابقة والقادمة مع العدو الصهيوني , وبذلك تكون المقاومة قد كشفت عورة هذا الجيش ومدى هشاشته ».

مفاجأة السرايا

في إطار الحرب النفسية ولأول مرة في الصراع مع المحتل الصهيوني , فاجأت سرايا القدس العدو الصهيوني بقيام جهاز الاستخبارات التابع للسرايا باختراق 5000 جهاز خلوي لضباط صهاينة، وبث إليهم رسالة باللغتين العربية والعبرية « سنجعل غزة مقبرة لجنودكم ونجعل تل أبيب كتلة لهب »، وهي رسالة واضحة بأن هناك مزيد من المفاجآت لدى المقاومة الفلسطينية.

عملية الاختراقات لهواتف الصهاينة، جاءت كرد أولي على محاولات العدو اختراق الإذاعات الفلسطينية والفضائيات وإرسال رسائل على الجوالات والتلفونات الأرضية والأجهزة اللاسلكية للمقاومة، لضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية.

سلاح ذو حدين

أكد أبو محمد أن الهاكرز سلاح ذو حدين يمكن استخدامه في أوقات السلم والحرب , حيث يستخدم في أوقات السلم بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات السرية والأمنية التي يمكن استخدامها في أوقات أخرى كالحروب , كذلك يمكن استخدامه لخلق نوع من زعزعة وفقدان الثقة والتشتت داخل المجتمع الصهيوني, من خلال كشف بعض مجاهدي وحدات الهاكرز الالكترونية لدى فصائل المقاومة معلومات عسكرية وأمنية وصلوا إليها بذلك يفقد المستوطن الصهيوني ثقته بهذا الجيش« , موضحاً في القول أن » جيشاً لا يستطيع حماية منظومته الأمنية ومعلوماته العسكرية الخاصة, لا يمكن له أن يحمي دولة كاملة« .

أما في وقت الحرب يستخدم سلاح الهاكرز في الغالب استخدامات عسكرية فقط, مثل محاولة الحصول على الخطط العسكرية والتكتيكات والتشكيلات العسكرية لجيش العدو أثناء المعركة , وذلك من خلال اختراق الحواسيب الخاصة بقادة جيش العدو كما حصل عندما قام جنود جهاز الاستخبارات التابع لسرايا القدس, باختراق حواسيب بعض ضباط الجيش الصهيوني والحصول على معلومات عن الجنود المتواجدين في المواقع العسكرية المتاخمة لحدود قطاع غزة.

زعزعة للأمن

وأشار أبو محمد إلى أن الهدف من استخدام هذا النوع من السلاح على المستوى الأول إظهار أن هذه المقاومة البسيطة والمحدودة الإمكانات بفعل المحاصرة , يمكن لها أن تطور من قدراتها وإمكاناتها في جميع المجالات, ومنها الحرب الالكترونية , أما على المستوى الثاني فهو اسقاط المنظومة الأمنية لدى الجيش الصهيوني أمام جمهور من المستوطنين الصهاينة وزعزعة الأمن الصهيوني , ومحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات الأمنية والسرية التي تشكل خنجراً في خاصرة هذا العدو, كما يمكن أن للمقاومة أن تستغل هذه المعلومات في عملية استهداف هذا الجيش سواء من ناحية ميدانية أو نفسية, وكان خير دليل على ذلك الحالة النفسية التي وصل لها جنود هذا العدو أثناء تلقيهم رسالة سرايا القدس على جولاتهم الخاصة أثناء تواجدهم على مقربة من قطاع غزة.

أبرز عمليات الهاكرز

و من أبرز عمليات هاكرز المقاومة التي لم يستطيع العدو الصهيوني ولا منظومته الأمنية نفيها , قيام سرايا القدس في معركة » السماء الزرقاء « , باختراق حواسيب ضباطه الكبار في الجيش , والحصول على كافة المعلومات الأمنية الخاصة بالجنود, كذلك قيام سرايا القدس بإرسال رسائل تهديد لجنود العدو الصهيوني في محيط قطاع غزة بالإضافة إلى اختراق الأخوة في كتائب القسام لإذاعة الجيش الصهيوني وللقناة الثانية الصهيونية وبث منشورات تدعم المقاومة, ولتأكيد المقاومة على مصداقيتها في اختراق المنظومة الأمنية للاحتلال, فإن المقاومة لم تكتفي في الحصول على تلك المعلومات والاحتفاظ بها بل قامت بنشر تلك المعلومات عبر وسائل الإعلام بكافة أشكالها , وبث الرسائل وذلك للتعزيز رواية المقاومة , وإفشال رواية العدو الصهيوني، وفي جميع هذه الحالات كانت هذه الانجازات واضحة وضوح العين ولم يستطع العدو إنكارها بل على العكس أعلن عبر وسائله الإعلامية أنه تلقى ضربة قاسية في جانب الحرب الالكترونية.

فقدان مصداقية الجيش

وتجدر الإشارة إلى أن الجندي الصهيوني يذهب إلى ساحة الميدان, وعنده شعور بأن كل الأمور اللوجستية والأمنية والإدارية موفرة ومجهزة له , لكن عندما يأتيه اتصال أو بيان أو قرار أو طلب بالتنقل من مكان لأخر, ويتوقع أن هذه الأوامر من القيادة ويتفاجأ بعد ذلك أنه تعرض لاختراق , يفقد المصداقية والشعور بالعظمة للمؤسسة العسكرية التي يعمل بها, كما يفقد الشعور بالهيمنة والسيطرة على الوضع, حيث أن كثير من الجنود كانت لديهم الصورة الذهنية مختلفة تماماً, وبعد اختراق الهاكرز لخصوصية جيشهم ومنظومته الأمنية تزعزعت صورته الذهنية , وتغيرت الرؤية لديه وأيضا في نفس الوقت وصلت التأثيرات سلباً على معدلات انضمام الشباب إلى الجيش الصهيوني وانخراطهم في العمل العسكري به, وهذا كان واضح بشكل كبير حيث أن عدد كبير جدا وفي حالة تزايد اليوم يرفض التجنيد والذهاب إلى الخدمة في مناطق التماس على حدود غزة، لأن ذلك يعني له »الجحيم".

كلمات دلالية