خبر واشنطن تستبعد الأخذ بدعوة كارتر للاعتراف بدولة فلسطين قبل رحيل اوباما

الساعة 09:20 م|30 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

 استبعد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الثلاثاء، أن تتخذ الولايات المتحدة قبل استلام الرئيس الجديد دونالد ترامب ورحيل الرئيس اوباما خطوات تفضي للاعتراف بدولة فلسطين أسوة بـ 137 دولة في الأمم المتحدة .

وقال كيربي رداً على سؤال لصحيفة « القدس »، بشأن دعوة الرئيس السابق جيمي كارتر في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني أنه يجب اتخاذ خطوات قبل 20 كانون الثاني 2017 المقبل، ومنح الاعتراف الدبلوماسي الأميركي لدولة فلسطين ومساعدتها على تحقيق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة « حسنا، من الواضح، أن لدينا احترام كبير للرئيس السابق جيمي كارتر وجهوده الدؤوبة لتحقيق السلام (في الشرق الأوسط) حين كان في منصبه (كرئيس الولايات المتحدة)، وبالتأكيد في السنوات التي تلت رئاسته، وأنه أميركياً عظيماً، ولكن لم يتغير رأينا بأننا نعتقد أن الطريق المفضل للفلسطينيين لإقامة دولة هو من خلال المفاوضات المباشرة التي من شأنها أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم، وشامل على أساس حل الدولتين ».

ولدى متابعة « القدس » دوت كوم حول كيف يمكن لهذا الاعتراف التعارض مع مبدأ المفاوضات، خاصة وأن الولايات المتحدة تعتبر أن العمود الفقري لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام بينهما هو قيام حل الدولتين وفق رؤية محددة (تقوم على أساس قرار مجلس الأمن رقم 242) ، « إنه لمن الواضح أننا كنا وما نزال نرحب باستئناف المفاوضات، من أجل الوصول إلى حل الدولتين.

واضاف »يجب أن تكون هناك رؤية قيادية ملموسة عند الطرفين لتخفيف وتيرة الخطابة العدائية والحد من العنف وإظهار الرغبة في الجلوس وإجراء مناقشات حول حل الدولتين، وهذا لم يحدث« .

وكان كارتر قد دعا في مقالته المذكورة تحت عنوان »على الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين« أنه ما زال باستطاعة إدارة أوباما تحديد شكل مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبل انتهاء ولايتها، موضحاً أن »هذه الإدارة يمكن أن تتخذ خطوة بسيطة ولكن حيوية قبل انتهاء ولايتها يوم 20 كانون الثاني المقبل، وهي الاعتراف الدبلوماسي الأميركي بدولة فلسطين، كما فعلت 137 دولة في العالم، ومساعدتها على الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة« .

واسترشد كارتر بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 242 الصادر عام 1967 الذي شكّل أساس اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1978، وأن هذا القرار أرسى مبادئ انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 ونص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، والحاجة للعمل من أجل سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط تتمتع من خلاله كل دول المنطقة بالأمن » مذكراً أن « هذه المبادئ هي الأساس الذي قامت عليه سياسة حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي منذ ذلك الحين »، ولكن بعد 38 عاماً من اتفاقيات كامب ديفيد، يواجه الالتزام بتحقيق السلام خطر الزوال، مع تشييد إسرائيل لعدد متزايد من المستوطنات بصورة تسفر عن تهجير الفلسطينيين وترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية بحسب قوله.

وحول سؤال ما إذا كان قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري ظهر الثلاثاء في خطاب حضرته « القدس » دوت كوم، بشأن التوصل لحل الدولتين وما إذا كان ذلك دليلاً أن الإدارة الحالية يئست من التوصل إلى حل ان لا جدوى من استخلاص نتائج شعاراتية مما قاله الوزير (كيري) وقال « إن القول بأن هذا تعبير عن اليأس غير صحيح حيث أن ما يقصد الوزير هو على العكس من ذلك، وهو اننا بحاجة لرؤية القيادة في كلا الجانبين لاتخاذ إجراءات لتحقيق حل الدولتين، وان عليهما إظهار التزام ورغبة في الجلوس وتلك الأنواع من المناقشات لإحداث هذا النوع من المفاوضات، وهذه هي وجهة نظره تماما. وبإيجاز يمكنك قيادة الحصان إلى الماء، ولكن لا يمكنك ان تجعله يشرب ونحن قلنا هذا مرارا وتكرارا وعليهما (الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي) أن يكونا على استعداد للوصول إلى الحل القائم على اساس الدولتين وإذا عدت لإلقاء نظرة على نسخة من تصريحات (كيري)، سترى أنه شرح ذلك بالضبط ».

وكان قد تردد في واشنطن أخيراً أن الرئيس أوباما قد يقوم بمبادرة مثل الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة قبل انتهاء ولايته، ولكن ذلك يبدو بعيداً الآن، مع العلم أن البعض لا يزالون يعتقدون أن أوباما سيلقي خطاباً يحدد فيه رؤيته لحل الدولتين.

كلمات دلالية