خبر الشاهد يتهرب للفصل في قضية إهمال طبي أودى بحياة « هبة »

الساعة 07:30 ص|25 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

ما تزال عائلة الحواري تنتظر منذ ست سنوات البت في قضية وفاة ابنتها في مستشفى نابلس التخصصي نتيجة « اهمال او خطأ طبي »، وتأمل ان يسهم الحراك الشعبي والاعلامي الذي اتسعت دائرته ضد الاخطاء الطبية هذه الايام، بالدفع نحو محاسبة الطبيب والمستشفى الذي « تسبب بوفاتها »، لا سيما ان هذه القضية معطلة منذ عامين ونصف بسبب عدم حضور الطبيب الشرعي للمحكمة للادلاء بشهادته بالقضية.

وكانت الضحية هبة الحواري في العشرين من عمرها حين توفيت اثناء انجابها التوأمين عامر وهبة (تمينا باسم ولادتها)، اللذان أصبحا اليوم في السادسة عمريهما دون ان يتم الفصل في قضية وفاة امهما، بالرغم من تأكيد تقرير الطب الشرعي واللجنة الطبية المشكلة من قبل وزارة الصحة « حدوث خطأ طبي ».

وتحولت القضية في حينها الى قضية رأي عام، وتدوالتها مختلف المواقع الاخبارية والصحف، وعلى إثرها حدثت احتجاجات ضد الاطباء، وتم الاحتكام الى القضاء لتسوية القضية، الا ان القضية ما تزال عالقة حتى الان.

وبالعودة الى تفاصيل القضية، كما رواها نضال الحواري والد الراحلة هبة لـ « القدس » دوت كوم، « فان ابنته التي كانت حامل بتوأم، ادخلت عام 2011 الى مستشفى نابلس التخصصي للولادة حيث تقرر اجراء عملية قيصرية لها، واثناء العملية ترك الطبيب المختص الحالة للممرضات، وغادر المستشفى، حيث انجبت توأمين بصحة جيدة، الا ان الاهمال تسبب بوفاة الام ».

واضاف « عانت هبة من نزيف جراء العملية، واعطتها الممرضات مسكنات وحقن مميعة للدم (مانعة لتجلط)، الا انها كانت تختنق دون ان تتمكن الممرضات من تشخيص حالتها بعد ان أصيبت بجلطة رئوية (وهي اصابة محتملة ترافق النساء اثناء الاولادة، ويمكن علاجها) الا ان الممرضات استمرين في اعطائها حقن مانعة للتجلط، وهو ما ساعد في اخفاء حالة الاختناق (حيث يمنع المريض المصاب بجلطة اعطاءه حقن مميعة للدم)، وفي الساعة السادسة صباحا توفيت، الا ان الاطباء اعلنوا عن وفاتها عند الساعة التاسعة صباحا، بعد قيامهم بعملية تمثيل، حيث اعيدت الضحية هبة بعد وفاتها الى غرفة العمليات على مرأى من الاهل والاطباء وهم يحاولون انعاشها بالصدمات الكهربائية » مشيرا الى انهم طلبوا في هذه المرحلة من الاهل جلب متبرعين للدم بزعم تعرضها لنزيف حاد، بينما « اكد الطبيب الشرعي الذي اشرف على تشريح جثتها وفاتها الساعة السادسة صباحا، وهو ما كشف المسرحية التي قامت بها المستشفى لاخفاء الجريمة » حسب قول الاب.

وأوضح الاب، أن « إهمالا حدث في تشخيص حالة ابنتي، وتم اعطاءها ادوية ساعدت في وفاتها »، لافتا الى ان المستشفى والطبيب الذي غادر المستشفى دون ان يشخص حالتها الصحية يتحملون المسؤولية عن ذلك، فـ « لو بقي الطبيب المختص موجودا او كان يتواجد طبيب مناوب في المستشفى لتمكن من تشخيص اصابتها وانقاذها من الموت ».

واشار الاب الى انه « بعد تحريك القضية اعلاميا وشعبيا في حينها، تم تشكيل لجنة طبية اثبتت وجود خطأ طبي، وقامت النيابة العامة باعتقال الطبيب (وهو طبيب معروف في مدينة نابلس) الا انه اصيب بوعكة صحية ونقل الى المستشفى لمدة يوم واحد، وأطلق سراحه في وقت لاحق ».

واوضح « ان القضية أحيلت الى القضاء، وما زالت متعطلة بسبب عدم حضور الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة منذ اكثر من عامين ونصف بالرغم من اصدار المحكمة اكثر من مذكرة حضور للطبيب ».

وقال « في حال حضور الطبيب والادلاء بشهادته المفصلية بالقضية، سيعاقب الطبيب بقضية ارتكابه جنحة يعاقب عليها القانون من 3 اشهر الى 3 سنوات ».

ويطالب الاب طبيب التشريح بالحضور او جلبه للادلاء بشهادته كي يتسنى الفصل في هذه القضية، مشيرا الى ان « المحكمة تقوم بتأجل النظر في القضية منذ عامين ونصف بسبب عدم حضور طبيب التشريح المكلف من قبل النيابة » وان « آخر جلسة كانت قبل نحو شهرين وتم فيها تأجيل القضية مجدداً إلى بداية العام المقبل ».

كلمات دلالية