خبر في اليمين يستعدون لموجة استيطان - هآرتس

الساعة 11:27 ص|13 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

في اليمين يستعدون لموجة استيطان - هآرتس

 

بقلم: يوتم بيرغر ونير حسون 

 (المضمون: نقل السفارة، اذا ما تم حقا، سيتعارض مع موقف الاسرة الدولية كلها منذ 1949، وسيثير غضب العالم العربي. إذا ما وصلت الجرافات بالفعل الى قطعة الارض في طريق الخليل، هذا سيكون مؤشرا على عصر جديد في الشرق الاوسط - المصدر).

« السنوات السبع العجاف » للبناء في شرقي القدس وفي المناطق، كما يسمونها في اليمين، بدأت في 10 آذار 2009، مع زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى اسرائيل. وفي ذاك اليوم كان بايدين يستعد لوليمة عشاء احتفالية في منزل رئيس الوزراء، غير أنه نشر في حينه أمر إقرار خطة بناء كبرى في حي رمات شلومو فتأخر بايدن على وليمة العشاء بساعة ونصف، وازمة كبرى نشبت بين ادارة اوباما وبين نتنياهو حول مسألة البناء في المناطق وفي شرقي القدس. ومنذ ما وصفت بانها « ازمة بايدن »، اخضعت اعتبارات التخطيط في القدس وفي الضفة للاعتبارات السياسية. فقد تأجلت الخطط، جمدت أو الغيت، وفي الغالب دون الاعتراف بان هذا بأمر من فوق تحت ضغط امريكي.

« في كل مرة كانت ذرائع عابثة، مرة الرئيس مريض ومرة المخططة مريضة، يقول رئيس الادارة الجماهيرية في حي جيلو في القدس، عوفر ايوب. »كل سياسة رئيس الوزراء نابعة عن الضغط الامريكي« ، يضيف رئيس مجلس »يشع« للمستوطنين ورئيس المجلس الاقليمي بنيامين، آفي روئيه. وعلى حد قوله، »كل ما تحرك، اعترض عليه الامريكيون« .

هذه السنوات السبعة، كما يأملون في اليمين، ستنتهي مع دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض. والان يتطلعون الى ان يخرجوا من التجميد العميق سلسلة من مخططات البناء، كان من شأنها في الماضي أن تخلق أزمة خطيرة في علاقات اسرائيل – الولايات المتحدة. ويدور الحديث عن مخططات لاقامة مستوطنات جديدة في الضفة، احياء يهودية جديدة في شرقي القدس ومستوطنات خاصة في داخل الاحياء الفلسطينية في المدينة. اضافة الى ذلك، يأملون بان يستأنف هدم المنازل الفلسطينية في شرقي القدس وفي الضفة، وأن يتغير الوضع الراهن في الحرم وان تنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس.

كل هذه بدت خيالية حتى قبل يومين، وفجأة، مع الدخول المرتقب لادارة جديدة وغياب عامل الضغط الامريكي، اصبحت ممكنة. ومع ذلك، فان احدا في اليمين لا يفتح زجاجات الشمبانيا: فنتنياهو، كما يعرف كل من عمل معه، درج الى استخدام الضغط من ناحية الولايات المتحدة كسترة واقية ضد النقد من اليمين.

في ادارة اوباما حرصوا على شجب كل تقدم في مخططات البناء في الضفة وشرقي القدس. ولكن ثلاثة مخططات دفعتهم لان يستلقوا على الجدار: مخطط البناء في E1قرب معاليه ادوميم، المخطط في جفعات عيتام بين افرات وبيت لحم، والمخطط في جفعات همتوس في شرقي القدس. هذه المخططات الثلاثة الكبرى، كما تدعي منظمات اليسار منذ سنين، من شأنها أن تخلق تواصلا اقليميا سيجعل صعبة جدا كل مفاوضات للسلام. في البيت الابيض فهموا هذا، وسعوا الى التأكد الا يتم أي تقدم فيها. ولهذا السبب فانها كلها عالقة منذ سنين في القناة البيروقراطية لهيئات التخطيط في المناطق.

جفعات عيتام تعتبر هدفا استراتيجيا للمستوطنين كونها تفصل بين مستوطنات افرات وبيت لحم. في 2009 افادت »هآرتس« بان 1.700 دونم في المكان اعلنت كاراضي دولة، تمهيدا لاقامة اكثر من 2.000 وحدة سكن.

اما المخطط لاقامة حي كبير في منطقة E1، يضم أكثر من 3.000 وحدة سكن، فقط تم التقدم فيه في آخر مرة في 2012 وتوقف منذئذ. في 2013، حين حاول وزير الاسكان في حينه اوري ارئيل التقدم في البناء في المنطقة، وبخه نتنياهو. اما في جفعات همتوس المخطط لاقامة 2.600 وحدة سكن لليهود فقد توقف قبل نحو ثلاث سنوات. والتقدم في واحد من هذه المخططات في الاشهر القريبة القادمة سيكون مؤشرا طيبا على التغيير الاجواء بين القدس وواشنطن.

يجلب انتصار ترامب المفاجيء محافل في اليمين الى السير بعيدا في خيالهم الى ما هو اكثر من ذلك، كاقامة حي يهودي كبير في المنطقة الصناعية عطروت التقدم في اقامة حي في باب الساهرة في البلدة القديمة وفي حي راس العمود. ولكن الكثيرين في اليمين يؤخرون الاحتفال. وعلى حد قول روئيه، فان الحاجز في وجه البناء لا يوجد بالضرورة في البيت الابيض. »نتنياهو حبيس في مفهوم الدولتين للشعبين. ويتعين عليه قبل كل شيء أن يغير هذا الموقف« ، يقول روئيه، » أن نقول انه سينطلق الان الى بناء مكثف كما نريد نحن؟ برأيي هو لا يزال ليس هناك« .

»الاختبار سيكون في الاشهر القادمة، قبل أن يتسلم ترامب مهام منصبه. هذه هي نافذة فرصنا لان نقرر ما نريده ونحدده للامريكيين والا نواصل الخنوع« ، يقول نائب رئيس بلدية القدس دوف كالمينوفيتش. اما رئيس لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس، مئير ترجمان فقد قال في مقابلة مع القناة 2: »يوجد 2.600 وحدة سكن في جفعات همتوس، 3.000 وحدة في جيلو، 1.500 وحدة سكن في رمات شلومو. ولا تزال مليئة المخططات التي أعتزم استغلال تبادل الحكم في الولايات المتحدة لاقرارها. حتى اليوم وجهت الينا كل الوقت ضغوط من مكتب رئيس الوزراء بعد غضب الولايات المتحدة لنشطب، لننزع، لنؤخر. هذا انتهى. من الان فصاعدا نحن نعتزم اخراج المخططات المجمدة« .

»تغيير القرص«

»أحد لا يفتح زجاجات الشمبانيا« ، يؤكد نائب من الليكود، »لا يوجد اي شيء بعد مع ترامب بشكل عام، وهذا لا يعني أن احد ما هنا ينسق معه ويعرف ما سيكون. نحن نأمل بان يواصل دعم اسرائيل، على الاقل مثلما في عهود الرؤساء الآخرين« . وعلى حد قوله ستكون حاجة الى ضغط شديد على مكتب رئيس الوزراء من أجل تحطيم سد البناء خلف الخط الاخضر. »الرسالة هي الى القيادة الداخلية، عندنا. علينا أن نغير قرصنا، علينا أن نتوقف عن الحديث عن دولتين والشروع في الحديث عن البناء، تعزيز الاستيطان وفرض السيادة« .

في اليمين يؤمنون بان اعتراض الامريكيين كان مريحا جدا لنتنياهو الذي فضل الابقاء على الوضع الراهن على اغضاب الاسرة الدولية.

في الاشهر الاخيرة، وبقوة اكبر في الاسابيع الاخيرة، تعمل سلسلة من النواب مع قيادة المستوطنين على حملة من اجل ضم معاليه ادوميم الى اسرائيل. هذه خطوة غير مسبوقة، اذا اقرت ستؤدي الى ردود دولية حادة، ولكن في ظل غياب نظام امريكي يعارضها، مشكوك أن يكفي التعليل السياسي الدولي لانقاذ نتنياهو من المشكلة السياسية الداخلية.

»كنا على اتصال مع رجال ترامب على مدى الحملة« ، روى مصدر مشارك في الكفاح من أجل ضم معاليه ادوميم. وعلى حد قوله، »نقلوا لنا رسائل تقول انهم سيحترمون كل قرار للبرلمان وانهم لن يتدخلوا« . وكان عضو مجلس بلدية القدس ونشيط اليمين آريه كينغ في الاشهر الاخيرة على اتصال مع رجال ترامب: »لا شك عندي بان الضغط سيتبدد. والان توجد فرصة لبركات ولنتنياهو لتثبيت الحقائق على الارض.

ستؤثر سياسة امريكية مرققة ايضا على مستقبل قرية سوسيا. ونقل مسؤولون كبار في ادارة اوباما في الماضي رسائل لاسرائيل بان هدم القرية سيؤدي الى « رد امريكي حاد للغاية ». واذا كانت التقديرات حول سياسة ادارة ترامب صحيحة، فابتداء من كانون الثاني فان « الرد الامريكي الحاد للغاية » سيصبح في اقصى الاحوال ردا متثائبا، هذا اذا كان سيكون على الاطلاق. والسكان في القرية يخشون من أن يكون الاخلاء ينتظرهم عند الزاوية.

في غياب ضغط امريكي قد تصل الجرافات ليس فقط الى سوسيا. فمصادر في الحكومة معنية ايضا في اخلاء البلدات البدوية التي بنيت بلا ترخيص في منطقة غوش ادوميم. في عهد ترامب – سواء كان بناء كبير في المستوطنات أم لا – فان اليد الامريكية اللاجمة قد تختفي, ونتنياهو كفيل بان يجد نفسه امام عائق سياسي جديد. « هذا تغيير عميق »، يقول رجل اليسار، المحامي داني زايدمان الذي على اتصال مع جهات دولية. فليست كل الدول برأيه ستسير على خط ترامب وهي لها سياسة خارجية خاصة بها.

هل الساحة الفارغة ستصبح سفارة؟

في زاوية الشارعين طريق الخليل ودانييل يانوفسكي في القدس توجد قطعة أرض فارغة. في نهاية الثمانينيات، في عهد جورج بوش الاب، خصصت مديرية اراضي اسرائيل القطعة لبناء السفارة الامريكية التي كان يفترض بها أن تنتقل الى القدس. ولكن منذئذ حرص كل الرؤساء على توقيع أمر يمنع نقل السفارة.

ومع أن ترامب أقل في تصريحاته بالنسبة للشرق الاوسط، ولكن أحد أبرزها كان يتعلق بنقل السفارة الامريكية الى القدس. ويقول المقرب من ترامب دافيد فريدمان، انه « اذا قال رجال وزارة الخارجية له بانه لا يمكن نقل السفارة الى القدس فانه ببساطة سيقيلهم جميعهم ».

نقل السفارة، اذا ما تم حقا، سيتعارض مع موقف الاسرة الدولية كلها منذ 1949، وسيثير غضب العالم العربي. إذا ما وصلت الجرافات بالفعل الى قطعة الارض في طريق الخليل، هذا سيكون مؤشرا على عصر جديد في الشرق الاوسط. 

كلمات دلالية