المعركة لم تكن سهلة

خبر الأسير المحرر فؤاد عاصي: الإضراب سبيل الخلاص من الاعتقال الإداري

الساعة 06:53 م|12 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

لم تكن تجربة 53 يوما من الإضراب عن الطعام بالسهلة على الأسير فؤاد ربحي عاصي (30 عاما) من بلدة بيت لقيا غربي رام الله ، وخاصة مع إجراءات إدارة السجون التي مارست كل الضغوط عليه وعلى رفيقة المضرب أديب مفارجه، لفك إضرابهما.

إلا إن الإرادة الصلبة للأسير والدعم من عائلته كان وراء الانتصار الذي حققه في معركته التي تضاف لسلسة من الانتصارات التي حققها الأسرى في إضراباتهم لمواجهة سياسية الاعتقال الإداري، منذ إضراب الشيخ خشر عدنان مفجر معركة الإضرابات في سجون الاحتلال في العام 2011 وحتى اليوم.

يقول الأسير عاصي، والذي أفرج عنه قبل أيام من سجون الاحتلال بناء على اتفاق الانتصار بينه وبين نيابة الاحتلال بالإفراج عنه بعد انتهاء فترة اعتقاله الإداري الأخير:« هذه المعركة لم تكن ولن تكون يوما سهلة على أيه أسير يخوضها، فإدارة السجون تحاول وضع كل العراقيل أمام الأسير المضرب عن الطعام والتنكيل به بشتى الأشكال ».

وتابع عاصي:« ظروف معيشية التي يضع الأسير فيها خلال معركة الإضراب صعبة للغاية فخلال هذه المعركة يكون التحدي كبير بين السجان و إرادة السجين والتوفيق من الله والصبر هو السبيل الحقيقي للفوز ».

وعن أصعب المراحل الإضراب قال عاصي إن الفترة الممتدة ما بين اليوم 25 يوما إلى 35 يوما كانت الأصعب، حيث كانت إدارة السجون تنقله إلى زنازين سجن النقب لأسبوعين ثم إلى عزل إيلا، ثم من جديد إلى السجون الشمالية، في عملية مرهقة ومتعبة جدا على الأسير المضرب. 

وعن بدايات الإضراب وسبب اتخاذه هذا القرار قال عاصي:« عندما قررت الإضراب كان بسبب توجه نيابة الاحتلال المضي بتمديد الاعتقال الإداري لي، فمن أربعة أشهر تم تجديد مرة أخرى لسته أشهر، وهو ما يؤكد على أن الأمر يمكن أن يستمر لسنوات، وهو ما دفعني لبدء الإضراب ».

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت فؤاد في سبتمبر من العام 2015 منذ أيلول- سبتمبر ، وحولته للاعتقال الإداري أربع أشهر، وبعد انتهاء هذه الفترة عادت من جديد لتجديد الاعتقال الإداري ولكن لسته أشهر. 

قدم محامي فؤاد استئنافا ضد قرار الإداري إلا أن المحكمة رفضت الاستئناف وأقرت الحكم سته أشهر، وهو ما جعل فؤاد يفكر جديا بالإضراب، بالرغم من عدم قناعته في البداية بهذا النوع من الإضراب « الفردي »، إلا أنه لم يجد سبيلا أخرى غير هذا الطريق كما يقول:« كان لدي خيارين أما أن أبقى في دوامة الاعتقال الإداري أو خوض الإضراب الذي أثبت نجاعته في الخلاص من هذه السياسية ».

وأضاف عاصي:« قبل خوضي إضرابي لم أكن مقتنعا بجدوى الإضراب ولكن بعد التجربة وجدت أنها خطوة ناجحة والإنسان حين ينوي يكتشف مزيدا من القدرة في نفسه، فأنا كنت على استعداد للاستمرار في الإضراب  حتى لو أستمر لأشهر ».

وقال عاصي:« الدعم والأهل و الإعلام مهمة جدا في الإضراب وخاصة في إسناد الأهل وإشهار قضية الإضراب، ولكني أعتقد أن المعيار الأساسي في الإضراب هو مقدرة الأسير نفسه ».

ولم يكن اعتقال عاصي الأول فقد أعتقل بعد استشهاد شقيقه التوأم محمد عاصي بتهمة عدم تبليغه عن عملية تل أبيب التي قام بها محمد، وحكم بالسجن 30 شهرا في حينها، وأفرج عنه بعدها.

كلمات دلالية