خبر ثورة تشرين-يديعوت

الساعة 11:02 ص|10 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: ترامب انتهازي ويمكن لهذا ان يكون خطيرا جدا. ولكن يمكنه ان ينجح لان الانتهازيين غير متوقعين - المصدر).

 

نيويورك. « فليحصل ما يحصل، الشمس ستشرق غدا »، وعد براك اوباما الامريكيين في خطاب القاه في يوم الانتخابات. في يوم الاربعاء اشرقت الشمس من خلف السحب، ولكن الامريكيين استيقظوا على امريكا اخرى. هذا لم يكن تحول سياسي فقط – بل كانت ثورة. تعرف الثورات بستار الغبار العظيم الذي تخلقه حولها. فالجميع يعرفون كيف يفسروا بأثر رجعي ماذا وكيف حصل: أحد لا يمكنه أن يعرف ما سيحصل. قصة ترامب شاذة، لانه حتى هو، دونالد جون ترامب، محدث الثورة وزعيمها لا يعرف ماذا سيفعل حين سيدخل البيت الابيض في 20 كانون الثاني. « لم يكن لدي الزمن في التفكير في هذا »، قال في احدى المقابلات الكثيرة التي اجريت معه. « حين أتنافس واوظف كل شيء في المنافسة. اما الباقي فيمكنه أن ينتظر ».

 

ترامب هو انتهازي تام. وهو لا يجلب معه الى المنصب فكر مرتب أو سجل عام. ومثلما عدنا وسمعنا هنا في اثناء ليلة الانتخابات، فانه الرئيس الاول الذي لم يخدم بلاده باي شكل – لا في الجيش، لا في الادارة العامة ولا في السياسة. الصفحة بيضاء. يمكن لهذا ان يكون خطيرا جدا، لان

 

الانتهازيين لا يعرفون حدودا. يمكن لهذا ان ينجح، لان الانتهازيين يتمتعون بمجال مناورة اكبر: فهم غير متوقعين. الانتهازيون هم اناس يفوزون في برامج الواقع التلفزيوني.

 

هل تبدأ الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2017 ببناء سور على حدودها مع المكسيك؟ وهل في ذات اليوم سيطرد منها ملايين المهاجرين غير القانونيين؟ هل ستغلق بوابات امريكا في وجه القادمين من الدول الاسلامية؟ هل سترفع دعاوى قضائية ضد النساء اللواتي ا شتكين من ان ترامب تحرش بهن جنسيا؟ هل هيلاري كلينتون ستعتقل وترسل الى السجن؟ هل السفارة الامريكية ستنتقل من تل ابيب الى القدس؟ هل الضرائب ستقلص؟ هل التأمين الصحي سيلغى؟ هل ستلغى الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم.

 

تخميني المنفلت هو أن كل التهديدات الانتخابية هذه لن تتحقق. ومع ذلك، فان ترامب سيشعر بالحاجة الى أن يثبت لاولئك الذين صوتوا له بانه منصب لصرختهم. فقد صوتوا له لانهم يتمنون التغيير. كما أن اغلبية اولئك الذين لم يصوتوا له يتمنون التغيير. هذه هي الرسالة المركزية التي ولدتها حملة الانتخابات هذه. وهو ملزم بان يقدم لهم تغييرا، او على الاقل، مظهر تغيير.

 

موجة من الندم، البحث عن المذنبين، الجلد الذاتي يعصف الان في وسائل الاعلام هنا. الندم مزدوج: كيف استسلمنا الى جانب التغطية الاعلامية وبنينا من اللاشيء هذا الرجل؛ وكيف لم نرَ ما يحصل حقا في نفوس الامريكيين، كم من الغضب تراكم فيهم كنتيجة للتغييرات التي فرضتها عليهم العولمة والشلل والعفن في واشنطن العاصمة. كيف لم نفهم كم هو سهل تحويل غضبهم الى رافعة سياسية شديدة القوة تتركز بالمرشح الخصم، في الاعلام وفي النخبة.

 

قال ذات مرة السناتور غاري هارد ان « واشنطن هي آخر من يسمع الاخبار ». قد تحقق هذا القول في الانتخابات بالشكل الاكثر فظاظة. سياسيون، موظفو ادارة وصحافيون، كل من هب ودب في سلم القوة في واشنطن لم يؤمنوا بان ترامب سيواظب في ترشيحه، لم يؤمنون بانه سيحتل الحزب الجمهور، لم يؤمنوا بانه سيهزم كلينتون. كما أن الجمهوريين في المؤسسة الواشطنية لم يؤمنوا بفرصة. فقد هزءوا بسلوكه الفظ، بالاهانات التي وجهها لخصومه، بانعدام قدرته على ضبط نفسه. وقد خلطوا الاماني برؤية الواقع. التقيت الاسبوع الماضي في واشنطن باحد رجال البيت الابيض. وفي نهاية اللقاء اقترح ان نكمل ذاك اللقاء في كانون الاول. « اذا لم تكن مشغولا برزم أمتعتك »، وكان الرد ضحكة كبيرة.

كلمات دلالية