غزة تكتفي بزيتها لأول مرة

خبر انتاج الزيت هذا العام دون المتوسط واستراتيجية وطنية لحل اشكالياته

الساعة 05:46 م|08 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

يعول كثير من المزارعين الفلسطينيين على موسم الزيتون هذا العام كما كل عام، بالرغم من التوقعات التي تشير إلى إن إنتاج هذا العام ليس كما يجب. 

سليمان حمد 65 عاماً، من بلدة تل جنوب نابلس، أحد هؤلاء المزارعين الذي تراجع حجم إنتاجه هذا العام من 450 كيلو إلى 320 كيلو،ـ بالرغم من توقعه العالي بأن يكون هذا الموسم أفضل من السابق، فهو كما يعرفه المزارعين فيما بينهم موسم « ماسي » أي أن كمية الإنتاج تكون بالعادة أعلى من السنه السابقة.

حمد والذي إعتاد على الإبقاء على مقدار استهلاك عائلته الصغيرة من الزيت وبيع ما تبقى، أضطر لشراء فرق كمية الإنتاج من معصرة البلدة لإرسالها لابنه في قطر. يقول:« فرق سعر الزيت بين هنا وقطر كبير جدا، فبينما يباع الكيلو منه ب23  شيكلا (حوالي سته دولارات) في فلسطين، يباع في قطر بأكثر من الضعف ». 

حمد من المحظوظين الذين لديهم أقارب يسكنون دول الخليج، وتحديدا الأمارات وقطر والكويت والسعودية، ويتمكنوا من بيع إنتاجهم من الزيت كل عام عن طريق إرساله بالشحنيات لهم، حيث يقوموا ببيعه لمعارفهم، وهو ما يجعل الزيت من أفضل المواسم بالنسبة لهم.

مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني فياض فياض يقول، إن التصدير للخارج يتم من خلال الشركات المصدرة و عددها 15 شركة، وهذه الشركات تقوم بتصدير الزيت الفاخر، و الفاخر العضوي إلى كل من أوروبا وأمريكا واليابان والدول الشرقية.

فيما يذهب أكثر من 1000 طن للأردن على شكل هدايا، حيث يسمح لكل حامل بطاقة هوية فلسطيني يسافر عبر جسر الكرامة بحمل 4 عبوات زيت « تنكات »، فيما يسوق باقي كمية إنتاج الزيت ضمن ما يعرف بالأمانات وهو إرساله إلى دول الخليج كما يفعل حمد لبيعها هناك.

وتابع فياض:« في الماضي كان هذا الشق عبارة عن إرسال الزيت للأبناء في الخليج، تحولت فيما بعد لتجارة، ونحن نشجع هذه التجارة فهي تعود بالفائدة المباشرة على المزارع دون جهد إضافي ».

وحول موسم الزيتون لهذا العام يقول فياض أنه كان أقل من المتوسط بقليل، بسبب التغير المناخي الحاصل، فكان من المتوقع أن يكون هذا الموسم أعلى من المتوسط.

وقال فياض أن سعر كيلوا الزيت لهذا العام تراوح ما بين 20-25 شيكلا « 4-6.5 دولار » وهو ما يشير إلى ثبات في الأسعار للعام الثالث على التوالي.

وفيما يتعلق بقطاع غزة قال فياض أنها السنه الأولى تاريخيا الذي يصل إنتاج القطاع من الزيت بما يحقق اكتفاءً ذاتيا للقطاع، وذلك بسبب غزارة الأمطار التي هطلت العام الفائت.

ويبلغ متوسط الإنتاج الضفة والقطاع من الزيت خلال الست سنوات الفائتة 21 ألف طن، فيما بلغ المتوسط في آخر عشر سنوات 19 ألف طن، وفي العشرين عاما الأخيرة 17 ألف طن.

وقال فياض إن زيادة الإنتاج خلال السنوات الأخيرة يعود الفضل فيها إلى المشاريع التي قامت بها المؤسسات التي تعنى بالزراعة ووضع الاستراتيجية الوطنية لدعم قطاع الزيتون والتي حددت المشاكل الأساسية لقطاع الزيتون وعملت على حلها.

وهذه المشاكل تتمثل في قله الإنتاجية بسبب هرم الأشجار فأكثر من 65% من أشجار الزيتون تجاوز عمرها 80 عاما، ودخول عدد من الأمراض في السنوات الأخيرة، وقدم عمر المعاصر في فلسطين والتي أصبحت تحتاج لصيانة، إلى جانب نسبة الفاقد من الزيت والتي تقدر سنويا ب50 مليون شيكل (مليون و35 ألف دولار).

والمشاكل الأخرى تتعلق بنقل الزيتون من الحقول إلى المعصرة، يجب نقله بواسطة أكياس خيش وصناديق بلاستيكية مفتوحة لتأمين التهوية، وأن يتم العصر في مدة زمنية لا تتجاوز 48 ساعة فقط.

ونوه فياض أيضا إلى مشاكل أخرى في عصر الزيتون فمعظم المعاصر قديمة و تحتاج إلى تجديد، بالإضافة إلى طريقة تخزين الزيت بواسطة عبوات البلاستيكية والتي تقلل من جودة الزيت.

كلمات دلالية