قائمة الموقع

بالصور سبسطية... حضارة غنية واهتمام رسمي فقير

2016-11-05T17:56:37+02:00
فلسطين اليوم

« حين كان الأهالي يغلقوا البوابات الغربية للبلدة ليلاً كان يُسمع صوتها من مدينة حيفا على الساحل الفلسطيني المقابل » قال الباحث في تاريخ القوى والبلدات الفلسطينية حمزة العقرباوي خلال دخولنا إلى بلدة سبسطية التاريخية الواقعة إلى الشمال من مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وهذه الرواية التي سردها العقرباوي الذي رافقنا في زيارتنا للبلدة في جولة (باص_السوشال_ميديا)، دلاله على عظم البناء المعماري التاريخي لهذه البلدة التي تعتبر من أهم البلدات التاريخية في فلسطين.

وأشار العقرباوي إلى أن أهمية سبسطية في التاريخ الفلسطيني كونها بلدة تعاقب عليها سبعه عصور إنسانية تركت كل منها أثارها عليها.

ومن المدخل الغربي للبلدة وحتى وسطها مروراً بشارع الأعمدة، تمتد حكايات آلاف السنوات من الحقب التاريخية التي تعاقبت على البلدة، منذ العصر البرونزي المبكر، العصر الحديدي وما كان للبلدة أهمية إدارية فيه، وبعد ذلك خضوعها لسيطرة الأشوريين والحكم الفارس، ثم حكمها الاسكندر الأكبر والذي أقام التحصينات الضخمة حول البلدة.

وخضعت البلدة لحكم الرومان حيث أطلق عليها في ذلك العصر أسمها الحالي سبسطية بمعنى البلدة « المبجلة »، ومن بعدها للحكم البيزنطي. وفي فترة الحروب الصليبية كان للبلدة مكانتها أيضا، حتى تم السيطرة عليها في الفترة الأيوبية، ومن بعدها الحكومة العثمانية.

تعاقب الأزمنة على البلدة أورثها كنوزا معمارية فريدة من نوعها تجسد تعاقب العصور والأديان عليها، فمن القصر المملوكي، إلى المسرح والمدرجات الرومانية والكنائس والكاتدرائية والمعابد والمغاطس والمقامات و المساجد من الزمن الأيوبي.

هذا التمييز التاريخي جعل القرية محط أنظار السياح الذين يزوروا المنطقة لأهميتها الدينية لدى الديانة المسيحية والباحثين والدارسين لتاريخيها المعماري والأثري.

جاك أحد طلبة الدكتوراه من فرنسا يعيش في البلدة منذ أعوام، وأصبح أحد أبنائها حتى أن سكانها يلقبونه بجاك السبسطي، كان قد زار سبسطية قبل أعوام ضمن وفد من جامعته، وبهره ما راه من تنوع حضاري وتاريخي في البلدة فعاد لإتمام رساله الدكتورة حول التاريخ الروماني.

قال: « لا يوجد مكان آخر غني بالأثار التاريخية كما هو الحال في سبسطية، هنا منظومة تاريخية كاملة توفر لي الكثير من المصادر التي أحتاجها في دراستي ».

إلا أن الاهتمام العالمي بهذه البلدة لم يرافقه اهتمام على المستوى الرسمي الفلسطيني، كما يقول مدير العلاقات العامة في بلدية سبسطية معتصم عليوي: « تعاني سبسطية من تهميش كبير من قبل وزارة السياحة و الحكومة الفلسطينية، التي لم تولي هذه القرية إيه اهتمام خاص يليق بمكانتها السياحية ».

وتابع عليوي: « طالبنا بخطة وطنية للحفاظ على الآثار في سبسطية، والعمل على وضعها على قائمة الآثار العالمية ولكن دون أيه رد أو تجاوب من الحكومة ». وأشار إلى ضرورة تشكيل لجنة إعمار للبلدة التي لا تزال تحتفظ بكنوزها الأثرية في قلب أرضها، مضيفاً، « ما هو ظاهر من آثار هو جزء يسير ولا يتعدى 15% من الأثار التي لا تزال مدفونه ».

ودعا عليوي إلى وضع خطة من قبل وزارة السياحة بتكون سبسطية من أهم الأماكن التي يتم زيارتها في العام 2017.

تهميش الحكومة و السلطة للبلدة ترافقت مع مطامع إسرائيلية في المكان، ومحاولتهم نسب هذه الأثار لتاريخهم اليهودي لإثبات حق لهم فيها، وهو ما جعل حكومة الاحتلال تحافظ على معظم الأراضي التي تتواجد فيها الآثار بما يعرف بمنطقة (C) ضمن اتفاقية أوسلو.

وأكثر من ذلك وخلال العامين الفائتين سعت « إسرائيل » للسيطرة على هذه المناطق وإغلاقها للسماح للمستوطنين بزيارتها وأداء صلوات دينية خاصة بهم في المكان.

















اخبار ذات صلة