خبر هل الترانسفير والاغتصاب إرث؟ -هآرتس

الساعة 11:08 ص|03 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أوري مسغاف

(المضمون: احتفلت حكومة اسرائيل في هذا العام ايضا بذكرى رحبعام زئيفي رغم ارتباط اسمه بالترانسفير والاغتصاب والتحريض وعلاقته مع العالم السفلي - المصدر).

 

ليس هناك شيء يسمى إرث رحبعام زئيفي. إلا اذا كان رفع شعار الترانسفير والتحريض ضد رئيس الحكومة وصداقة الخارجين على القانون والتحرشات الجنسية والشهادات حول قتل العرب الأبرياء، تسمى إرث. كان زئيفي خللا في السياسة الاسرائيلية ونقطة سوداء في الديمقراطية الاسرائيلية. مراسيم احياء ذكراه في هذا الاسبوع حضرها 36 عضو كنيست من بين 120 عضو. وقد كانت المراسيم من اللحظات الجميلة للمجلس التشريعي (الكنيست) في السنوات الاخيرة. لا يوجد الكثير مثل ذلك، ومن الافضل الكف عن ذلك والغاء يوم الذكرى القومي لشخصيته بالتشريع الذي تم وضعه في العام 2005. ما الذي يجب أن يتعلمه جنود الجيش الاسرائيلي وطلاب الجهاز التعليمي في هذا اليوم، عن الترانسفير والاغتصاب؟.

 

يوم الذكرى هذا ليس صدفة. ولم يتم تشريعه بالخطأ. فمنذ قتل اسحق رابين كان اليمين بحاجة الى رجل عسكري خاص به. واليسار من ناحيته كان ضعيفا ويتملكه الشعور بالذنب. زئيفي قتل في فندق في شرقي القدس، الذي صمم على النزول فيه بدون مرافقة الحراس. وقد كان قتله انتقام مباشر للتعرض لحياة أبو علي مصطفى، الامين العام للجبهة الشعبية، في اطار سياسة التصفيات التي أيدها زئيفي بكل مشاعره.

 

قبل قتل أبو علي مصطفى لم يحاول المخربون الفلسطينيون التعرض لحياة سياسيين في اسرائيل، باستثناء حالة واحدة هي حالة الحاخام العنصري مئير كهانا. فلماذا لم يتم اعتماد يوم رسمي لذكرى كهانا؟ لقد قتل مخرب يهودي رئيس حكومة اسرائيل. وكان زئيفي شريكا ناجعا في التحريض الذي سبق عملية القتل. فقد اطلق على حكومة رابين اسم « حكومة ميونيخ »، وعارض حتى اتفاق السلام مع الاردن، ووقف على الشرفة في ميدان صهيون.

 

أحد الواقفين على الشرفة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أعلن في هذا الاسبوع في خطاب له في الكنيست بأن « إرث غاندي ليس فكرة الترانسفير المختلف فيها... إرث غاندي يركز على أمر واحد هو الحب الكبير لارض اسرائيل ومعرفة تاريخها ». إن حب اسرائيل ومعرفة تاريخها لا يعتبران سببا ليوم ذكرى رسمي. أما اعتبار المطالبة بالترانسفير « مثار خلاف » فهذا يحدث في الديمقراطية التي فقدت الشمال.

 

الامر المخجل في الحقيقة هو أن دولة كاملة استيقظت فقط بعد التحقيق الذي أجراه عمري أسنهايم وبرنامج « عوفدا »، حيث تم جلب شهادات لمجموعة من التحرشات الجنسية التي قام بها زئيفي وهو في زيه العسكري. وحول الترانسفير والعلاقة مع العالم السفلي، عرفنا قبل ذلك. وقد

 

أعلن نتنياهو في الكنيست أن « لكل شخص الحق في أن يكون له اسم جيد، سواء الاحياء أو الاموات ». وهو على حق، لكن يجب أن يسري هذا المنطق ايضا على الاسم السيء. صحيح أن زئيفي لن يستطيع الرد على الاتهامات الخطيرة ضده. والمجندات البائسات في حينه لم يحصلن على حق الدفاع عن اجسادهن واحترامهن. والمنطق يتطلب التساؤل حول امكانية افتراء عدد من النساء على شخص بريء ميت.

 

محامي الدفاع اسحق هرتسوغ انضم الى الخطابات الكلامية، وشارك في المراسيم وقال: « لا يمكن في هذا الزمن التغاضي عن الموضوع الاخلاقي والجوهري المتعلق بعلاقة النساء والرجال في المجتمع... هذه غيمة تعيب على شخصيته ». الاغتصاب ليس غيمة وليس موضوع قيمي يتعلق بالعلاقة بين الرجال والنساء. وهو لا يتعلق بفترة. فقد كان الاغتصاب وما زال جريمة فظيعة، وكذلك اطلاق النار على المواطنين غير المسلحين. والترانسفير والتحريض هي ايضا جرائم سياسية.

 

بدل مواجهة الشهادات بشكل جدي، اختارت حكومة اسرائيل في هذه السنة تسمية موقع في شاعر هغاي على اسم زئيفي، رغم أنه لم يسبق له أن شارك في القوافل التي ذهبت الى القدس، ولم يعرض حياته للخطر في باب الواد. كفى لهذا الخزي.

كلمات دلالية