خبر كفى لعار زئيفي -هآرتس

الساعة 11:04 ص|03 نوفمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

دولة اسرائيل عالقة منذ 14 سنة مع قانون تخليد رحبعام زئيفي، الذي قتله مغتالون فلسطينيون. في حياته كان موضع خلاف بسبب مذهبه السياسي – تأييد الترحيل (الترانسفير) – وكذا بسبب دوره في قضايا مشكوك فيها مثل التسكع مع المجرمين، بما في ذلك القتلة المدانين.

 

في موته، أضاف النواب الخطيئة على الجريمة: تخليد رسمي باهظ الثمن بمبلغ نحو مليون شيكل في السنة، جسر وقاعدة عسكرية على اسمه – بدلا من اسم قائد آخر هو داني ماس. أناس بفضلهم بنيت وحميت دولة اسرائيل لم ينالوا شرف ملوك كهذا. أما زئيفي الذي كان مساره العسكري (معركة تل موطيلة) والسياسي (الترانسفير) عليلا بأسره، فقد رفع الى مستوى القديس.

 

في السنة الماضية تعاظم الانتقاد بشأنه. في تحقيق صحفي بث في برنامج « عوفدا » في القناة 2 طرحت سلسلة من الشهادات عن اعتداءات جنسية، تضمنت اتهامات بالاغتصاب من جانب نساء، بينهن مجندات سابقات خدمن تحت إمرته. سليلو البلماخ الذين في فرص سابقة كثفوا صفوفهم حوله، غيروا ذوقهم بسبب جدال داخلي بين كتائب مختلفة للفرق الساحقة، وعارضوا تخليده في باب الواد. يتبين للجمهور الاسرائيلي ما اخفي عشرات السنين تحت غطاء الرقابة

 

والتغطية: زئيفي كان رجلا سلبيا في اساسه. قانون تخليده يصم سجل القوانين الاسرائيلية بالعار وبحاجة ماسة الى إزالته.

 

أكثر من ثلثي النواب والنائبات في الكنيست فهموا هذا، وتغيبوا أول أمس عن الاحتفال بذكراه. ولكن قدرا كهذا من الحكمة لا تزال تنقص قادة الائتلاف والمعارضة. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مظاهرة انعدام حس فظ تجاه ضحايا زئيفي تجند للدفاع عن سمعته بحجتين: « لا جدال » في عمله « على المستوى الوطني، العسكري، السياسي » ولزئيفي يوجد حق البراءة العام، إذ أنه « محروم من تقديم روايته » و « الحق في السمعة الطيبة محفوظة للاحياء وللاموات على حد سواء ».

 

فضلا عن حقيقة أنه يوجد جدال في عمل زئيفي على المستوى الوطني، العسكري والسياسي، يجب أن نتذكر بان هذا هو بنيامين نتننياهو نفسه الذي انضم الى المشهرين باسحق رابين، وإن كان قبل أن يأخذ احد المحرضين حياة رئيس الوزراء. نتنياهو، الذي يخلد زئيفي، ولكنه لا يخلد رابين.

 

واذا كان الجمهور قد اعتاد على تهكم نتنياهو، فقد كان اسحق هرتسوغ هذه المرة هو الذي حرص على تعزيز هذه الوصمة الاخلاقية. فقد أبدى رئيس حزب العمل سيماء معذبة بالترددات، لان الشكاوى بالاعتداءات الجنسية « تثقل على شخصية زئيفي »، ولكنه قرر المشاركة في هذه المسرحية المعيبة. لا يمكن للديمقراطية الاسرائيلية الا ان تأسف من أن تكون هذه هي الصورة القيمية لرئيس المعارضة الحالي.

كلمات دلالية