خبر شلح كان أمينًا على فلسطين.. مصطفى الصواف

الساعة 05:01 م|30 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

استمعت بإمعان لخطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح خلال احتفال حركة الجهاد بانطلاقتها الـ 29 على أرض الكتيبة في مدينة غزة، تحدث فيها شلح في قضايا كثيرة متعلقة بحركة الجهاد والمقاومة والعلاقات مع الغير وعن الوضع الفلسطيني والواقع العربي ، قضايا مهمة وكثيرة آثارها شلح ثم اطلق مبادرة النقاط العشرة التي لامست الحالة الفلسطينية وما يدور في خلد كل من أحب فلسطين أرضا وشعبا بعد أن انسد الافق في إيجاد مخرج من الحالة السياسية الراهنة والتي كان لها أثر كبير على تردي الحالة الفلسطينية.

قد لا أكون متجنيا إذا قلت إن النقاط العشرة لا تحمل جديدا ولكن لا يعني ذلك أن هذه المبادرة هي تحصيل حاصل ولكنها كانت ضرورة للتذكير بحجم الخطر الذي يلف القضية الفلسطينية ولا بد من السعي لدى كل الأطراف من أجل العمل على محاصرة هذا الخطر، فكانت هذه النقاط العشرة الشاملة لتفتح الباب من جديد أمام التفكير مرة أخرى بالأزمة وبطريقة الحل والخلاص على أرضية مجابهة أسباب انسداد الافق والخلل الذي فتح المجال لهذا الخطر الداهم الذي يلف القضية الفلسطينية مما أضعفها ويحاول الإجهاز عليها.

لن أكرر النقاط العشرة التي استعرضها أمين حركة الجهاد ولكن سأشير فقط إلى العبارة الأخيرة التي توجه بها نحو محمود عباس حول هل سيقبل هذه المبادرة ويجعلها منطلق لحوار وطني فلسطيني يخرجنا من ورطة اوسلو التي سببت لنا كل هذه المعاناة من تهميش وانقسام وخلاف وتغول صهيوني واستهتار عربي وصل حد سعي البعض من جديد للهرولة نحو الاعتراف بـ (إسرائيل) بعد كامب ديفيد وعربة واوسلو، فكانت النقطة الأولى من النقاط العشرة هو إلغاء اتفاق اوسلو وترتب عليها النقطة الثانية وهي سحب الاعتراف بـ (إسرائيل) وكأن لسان حال شلح يقول لعباس:  لقد فشلت، وفشل مشروعك السياسي، وأمام ذلك انفض عنك العار الذي جلبته للشعب والقضية وعد من جديد لشعبك وكأني وشلح يتحدث أرى فيه فاتحا ذراعيه لعباس قائلا : عد لأحضاننا فنحن في انتظارك ولا تتمادي في غيك وعنادك ومشروعك وفكرك الذي يكاد يدمر كل شيء.

وكنت أتصور محمود عباس وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا تعبيرا عن الرفض التام لقول شلح ويتمتم ويقول: ما هذا حبل مشنقة؟، أم كأس سم يقدمه شلح لي؟، أبعد كل هذا الذي فعلت تدعوني إلى التخلي أنها دعوة للموت لن أقبلها لا لا.

لن يستمع محمود عباس لمبادرة شلح على أنها طوق للنجاة وليست كأسا للانتحار، فهو لم يستمع من قبل لكل المبادرات وكل المقترحات وبقي على حاله متهما الجميع بعدم الوعي وعدم فهم الواقع وأنه الوحيد الذي يدرك المصلحة في ظل المعادلة القائمة ويواصل تدميره لكل شيء ظانا أنه يوصله إلى بر الأمان وعلى أنقاض تدميره سيقيم الدولة الفلسطينية.

رمضان شلح كان مدركًا لما يجري بعين الوطني الحريص على شعبه وقضيته مستشعرا الخطر الداهم الناتج عن اوسلو وما ترتب عنها، شلح كان أمينا ولكن ليس لحركة الجهاد بل كان أمينا على ما هو أكبر من الجهاد ألا وهي فلسطين الشعب والأرض والقضية.

مبادرة شلح لابد أن يعقبها مؤتمر وطني فلسطيني خالص تُدعى إليه كل القوى بما فيها حركة فتح، وإذا رفضت فتح الحضور ليمضي المؤتمر وليقرر خطوات واقعية وحقيقية وعملية يحملها الكل الفلسطيني ويعمل على تطبيقها، وما يقرره هذا الكل هو ملزم للجميع، ومن يرفض تتخذ ضده كل الإجراءات المناسبة التي توقف هذا التدهور وتضع حدًا لهذا التيه والانقسام والخلاف على قاعدة أن فلسطين كل فلسطين هي للشعب الفلسطيني وهذا يتطلب تحرير فلسطين على قاعدة المقاومة الطريق الأوحد الموصل للدولة على كامل التراب وعاصمتها القدس كل القدس شرقيها وغربيها.

كلمات دلالية