نهلت الكثير من فكره و ثقافته

بالصور « أخت المرجلة ».. حين تتحدث عن الشقاقي!

الساعة 04:45 م|24 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

لم يكن غريباً على المرأة الفلسطينية المجاهدة التي زاحمت الرجال في ميادين الجهاد المختلفة، زحفها و تلبيتها لنداء الجهاد و الشهادة، الذي أقامته حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين في ذكرى انطلاقتها الــ 29، و ذكرى استشهاد مؤسسها الأمين العام الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي يوم الجمعة الماضي، 21/10/2016، تحت عنوان #الجهاد_ميلادنا_المتجدد.

فقد جسدت المرأة الفلسطينية منذ عقود من الزمن مثالاً ليس له مثيل منذ بداية الصراع مع العدو الاسرائيلي، وكانت حاضرة في كافة الميادين، ميادين الجهاد و الاستشهاد التي تربت عليها في مدرسة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، و الذي أعطاها مساحة واسعة من فكره و نهجه، و شدد على أهمية دورها على كافة الصعد، فكانت الى جانب الرجل في كل الظروف مجاهدة و أم و مربية.

و كالة « فلسطين اليوم الاخبارية » و في حوار مع مسؤولة الدائرة النسائية لحركة الجهاد الاسلامي في بيروت، ام اشرف حبيب سلطت الضوء على الاهتمام الكبير الذي أولاه الدكتور الشقاقي للمرأة، و الفكر الذي حملته المرأة الفلسطينية المجاهدة و الذي نهلته من نهجه و ثقافته، حيث تقول: « رغم تزاحم المفاهيم و المبادئ التي زخر بها فكر الشهيد الشقاقي و ثقافته، إلا أنه رحمه الله، لم ينس الدور الكبير الذي لعبته  المرأة المسلمة المجاهدة ولازالت، لا بل أعطاها مساحة واسعة من فكره الممتد من جذور أصيلة للإسلام، معتبراً أنها كأم ومدرسة، أمامها تحدٍ كبير لرفع الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاتها القومية والوطنية ، لأن ذلك هو أهم الوسائل لبناء جيل مسلم و مقاوم ».

و استذكرت السيرة العطرة لهذا الرجل الذي جمع في فكره كل شيء، فكان الإسلام و الجهاد و فلسطين ألغاز معجزة في فكر الشقاقي، فأصبح « أمة في رجل ».، وحمل فكراً راقياً و وعي لا مثيل له، في زمن قل فيه أمثاله، إذ كان رجلاً في زمن عزت فيه الرجولة، و حمل الدين و الجهاد فكراً يمتد من ينبوع القرآن و سنن الأنبياء« .

وتابعت حبيب قائلة: »إن فلسطين و الأمة الإسلامية تفتقد اليوم إلى رجل كالشقاقي، كيف لا و هو الأب الحنون الذي احتضن هذه الحركة الإسلامية الغرّاء« ، مؤكدة بأن الأمة افتقدت الشقاقي جسداً لكنه باقٍ في ذاكرتنا بفكره و كتبه و مقالاته و نهجه.

و أوضحت في سياق حديثها أن الشهيد الشقاقي تكلم كثيراً حول المرأة المسلمة المجاهدة، و وجه لها خطابات عديدة، و أعطاها مساحة واسعة من اهتمامه، متحدثاً عن صبرها و صمودها و بطولاتها الممتدة من الصحابيات، و المرأة الفلسطينية الشهيدة و زوجة الشهيد و أمه، و لم ينس أحد بل شمل الجميع بعطائه.

و بينت أن ذكرى استشهاد الشقاقي لم يكن يوماً عادياً لدى المرأة في حركة الجهاد الاسلامي، بل إنها تنظم و تشارك في كافة الفعاليات، و الندوات الثقافية التي تتحدث عن فكره و ثقافته، وفاءً له وتقديراً منهن.

و أكملت حبيب تقول: »فقدنا إنسان يجمع في شخصه كل الصفات التي يحبها الله و رسوله، و لكن عزائنا الوحيد أنه حي يرزق عند الله، يعيش فينا بفكره و ثقافته و عطاؤه ، فأقول هنيئاً لمن آمن بفكر الشقاقي و حمل نهجه و اتبعه«

و حول دور المرأة في الوقت الراهن تحدثت حبيب قائلة: »للأسف أن المجتمع اليوم هو الذي ظلم المرأة و ليس الإسلام، ، كما أن المرأة أصبحت مضطهدة بسبب النظرة الخاطئة التي ينظرها البعض لها و لدورها الحقيقي، في حين أن نظيرتها في المجتمعات الأخرى بدأت تشق طريقها نحو المشاركة الحقيقة التي كفلها لها الإسلام، بل وصلت إلى مراكز صنع القرار في العالم، مشيرة الى أن الفكر الإسلامي الذي حمله الشقاقي و دونه في كتب و مجلدات، يؤكد بأن المرأة شاركت الرجال في ميادين كثيرة في العمل و التضحيات، فكانت طبيبة و مدرسة و استشهادية و أسيرة و ثكلى، و الإسلام كرمها و جعل لها حقوق و واجبات هي امتداد لدور الصحابيات الجليلات أسماء و نسيبة« اللاتي كن يناصرن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقفن جنباً إلى جنب مع الرجال، واللاتي سمّاهن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : » شقائق الرجال « .

و أضافت: »لا زلنا نتعلم منهن و نتعظ في ضوء الصحوة الإسلامية التي تشهدها الأمة و للمرأة دور كبير فيها، و خصوصاً الفلسطينية أمثال الأسيرة لينا الجربوني التي شكلت مدرسة في العطاء و التضحيات، و الاستشهاديات هبة ضراغمة و هنادي جرادات و دارين أبو عيشة و وفاء ادريس ...و غيرهن كثيرات«

و حول دور المرأة الفلسطينية في الشتات قالت حبيب: »إن المرأة الفلسطينية في مخيمات اللجوء تحمّلت من الأعباء مالا تطيقه الجبال، فكانت المجاهدة في عدة ساحات، في ساحة الشتات والتغريب وساحة الأمومة والتعليم، و ساحة الصراع الدائم بين الفكر الغربي الذي يهاجم المرأة المسلمة بحجابها والتزامها وتغير مفاهيمها، وبين الإسلام الذي بدأت عليه علامات غربته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « سيعود الدين غريباً كما بدأ غريباً... » وغيرها ..و لا زالت المرأة الفلسطينية تواجه كل هذا التحديات بصلابة، حتى تنشئ جيل مُلتزم و واعي ومثقف« .

و نوهت الى دور المرأة اللاجئة في  مساعدة الرجل في المعيشة، حيث أن الفلسطيني محروم من مزاولة أي عمل في المخيمات، كالطبيب أو محامي أو مهندس أو حتى فتح محل ليعتاش منه خارج المخيمات، لافتة الى أن الفلسطيني يواجه حصاراً وتضييقاً من جميع النواحي، وحتى المنع من اعمار المخيمات و ادخال مواد البناء اليها.

وعلى صعيد دور المرأة  في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، فأشارت الى أن للمرأة دور إضافة لكل ما ذُكر وهو دورها تجاه قضيتها المركزية، قضية الأمة الإسلامية كلها، و رغم أنها لا تستطيع أن تجاهد الجهاد الحقيقي، لأنها مُبعدة عن وطنها، إلا أنها تمارس دوراً كبيراً في الشتات، حيث تنظم الاعتصامات والمظاهرات ، و تعمل على تحريض الشعوب ضد ممارسات العدو تجاه شعبنا في الداخل . » وهذا أضعف الإيمان « ، مضيفة الى أن المرأة أيضاً تقوم بنشاطات تهدف لتثقيف الجيل الصاعد وتربيته تربية إسلامية صحيحة، وتعريفه بوطنه الأم، وأن له حقٌّ مُغتصب، لابد من استرجاعه بالقوة كما أخذ منا بالقوة، والتصدي للهجمة الفكرية ضد هذا الجيل الصاعد، وهي حرب ثقافة وتغيير أدمغة.

وختمت حديثها باقتباس من حديث الشقاقي الذي قال: إن المرأة المسلمة هي أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة ونحو مزيداً من الوعي لمشكلاتها ودورها، عليها أن تبقى في تفاعل مستمر مع إطارات الحركة الإسلامية المتقدمة إلى الأمام، و نحن نؤكد على دور المرأة الهام، بل نطالب الأخت المسلمة أن تقوم بدورها تجاه دينها ووطنها ومجتمعها وأن تنفض غبار الجهل عن العقول التي طالما اعتقدت أن الإسلام جاء ليعتقل طاقاتها، وليدمرها وليحولها فقط إلى امرأة تكون وسيلة هدم في المجتمع، و على الأخت المسلمة اليوم أن تصرخ في وجه أولئك المهزومين فكرياً وتقول أن لا عزة ولا كرامة إلا بالإسلام فمن ابتغى العزة بغيره أذله الله ».

 



نساء3

نساء بيروت1

نساء1

نساء بيروت

نساء1

نساء2

 

 

 

كلمات دلالية