خبر كفاح: الجهاد طرحت مبادرة « إنقاذ وطني » و ليس أنسب منها لاخراجها للواقع

الساعة 06:56 م|22 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

رحّبت الحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل « كفاح » بمبادرة « النقاط العشرة » التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي الجمعة والتي قالت إنها مبادرة نحو استراتيجية فلسطينية جديدة.

نائب الأمين العام للحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل « كفاح » أيمن حاج يحيى، رأى أنّه ليس هناك توصيف أدق من توصيف مبادرة « إنقاذ وطني » للمبادرة التي طرحها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح ضمن إحياء الذكرى ال29 لانطلاقة حركة الجهاد.

وفي تصريحات للميادين نت قال حاج يحيى إنّ الخطوة الأولى المطلوبة هو تعميم المبادرة على المستوى الشعبي وتحويلها إلى مطلب شعبي يفرض نفسه على القيادات من خلال تشكيل إطار شعبي على أساس فصائلي وشخصي واعتباري ضمن إطار عابر للحدود والخلافات والاختلافات والمعوّقات، إطار يستطيع أن ينقل المبادرة من النخبة إلى العامة بكل شفافية ومصداقية، وتحويل المبادرة إلى مطلب شعبي جماهيري يفرضه الشعب بشرعيته على الجميع.

حاج يحيى رأي أنّ المبادرة « تتعدى كونها ضريبة كلامية اعتدنا على سماعها في المناسبات الوطنية، بل هي مراجعة دقيقة وشجاعة للمرحلة السابقة وترسباتها وللمرحلة الحالية واستشراف رؤية لكيفية الخروج من دائرة الشلل التي أصابت قيادة الشعب الفلسطيني ».

وأشار إلى أنّ إجراء المراجعات وتحديداً فيما يتعلق بمصير شعب ليس فقط حق بل هو واجب وضرورة ولن يعيبنا كشعب وقيادات إجراء هذه المراجعات واستخلاص نتائجها.

وأكّد حاج يحيى أن المبادرة تشكل في قاعدتها الأساسية دعوة لمراجعة سياسية وفكرية جماعية شجاعة، وتشخيص دقيق لموطن الخلل فلسطينياً وعربياً، وتحديد خارطة طريق واضحة المعالم للخروج من مأزقنا السياسي الذي تراوح قضيتنا فيه.

المبادرة هي آلية عمل للتحول من الشلل إلى الفعل

واعتبر حاج يحيى أنّ مبادرة النقاط العشرة تشخيص واضح وآلية عمل وتحول من الشلل إلى الفعل، فالمبادرة بحسب توصيفه، تحمل في طيّاتها رؤية إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة مقاومة الاحتلال وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى وكقضية إنسانية وإعادة الاحتلال لموقعه الطبيعي كقوة محتلة غير شرعية ومارقة،  وإعادة الاعتبار  للبيت المعنوي  للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية من خلال اضطلاعها بدورها الذي أنشأت من أجله وهو تحرير فلسطين وليس تنظيم الوفود لجنازات قادة الاحتلال، والخروج من حالة الارتهان لسياسة المحاور من خلال إعادة تصويت بوصلة الفصائل باتجاه فلسطين فقط من خلال معادلة « لا تسألني أنا مع من بل إسألني مَنْ معنا ».    

وحول التزام السلطة بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل قال حاج يحيى: ليس هناك من يستطيع مطالبة منظمة التحرير بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وهي أوّل من نقضها وقضى عليها، وليس هناك من يستطيع بعد التنظير لحل الدولتين وإسرائيل من عمل على قبر هذا الحل تحت جنازير جرافات الاستيطان وحل الدولة الواحدة وهو حلّ وهمي وترف فكري لا يستحق حتى إضاعة الوقت في نقاشه.

وبالنسبة لحاج يحيى فإّن الفصائل وقادتها لا تستطيع الاستمرار بإصدار بيانات النعي لأطفال فلسطين الشهداء الذين يقاومون الاحتلال بسكاكين مطابخ أمهاتهم، وقال إنّ « شعبنا الفلسطيني في حالة اشتباك متواصل مع الاحتلال وتحديداً في العامين الماضيين ولكن على مدى عامين  لم تُقدم أي من مركبات القيادة على أي مبادرة لاستثمار حالة الاشتباك هذه وتطويرها  واستثمارها في مقاومة الاحتلال لا سياسياً ولا فلسطينياً ولا عربياً ولا حتى إعلامياً بمستوى يرقى إلى مستوى التضحيات.

الكرة الآن في ملعب الجهاد وأمامها مهمة شاقة لإخراج مبادرتها إلى الواقع الحي

ورأى نائب الأمين العام لحركة »كفاح« تناقضاً تاماً بين الحالة الشعبية المقاومة للاحتلال التي هي في تصاعد مستمر  وبين حالة القيادة، ففعلياً الشعب في واد والقيادة في واد، وقال »لنكن صادقين فتعبير القيادة لا ينسحب فقط على قيادة السلطة في رام الله بل أيضاً ينسحب على قيادة الشق الآخر من السلطة في غزة فكلتهما  تقودان السلطة الفلسطينية شئنا أم أبينا« .

وتساءل حاج يحيى »هل سيكون مصير المبادرة في أرشيف الخطابات أم ستأخذ الجهاد على عاتقها مهمة إكساب الفكرة عظماً ولحماً؟... إن الجهاد الإسلامي فرضت على نفسها بطرحها للمبادرة مهمة شاقة ومضنية وفرضت على نفسها مسؤولية شعبية  ليست بسيطة، ويبقى التساؤل الأكبر الآن ماذا بعد طرح المبادرة؟  كيف السبيل إلى تحويلها لمسار عملي وفعلي وكيف سيتم إخراجها من العالم الافتراضي إلى الواقع الحي؟« .

وفي ختام حديثه مع الميادين نت قال حاج يحيى »الكرة الآن في ملعب الجهاد...وليس أنسب من حركة الجهاد الإسلامي نزاهة وإجماع وطني عليها لتلعب هذه الدور، فنحن نسير بسرعة جنونية نحو حافة الهاوية وبحاجة إلى قائد ماهر ومحترف يحدث انعطافة  تنقذنا من السقوط في الهاوية ومن الانقلاب على حافة الطريق".

 

كلمات دلالية