دعا الأمتين إلى دعمها ومساندة مواقفها

خبر المفكر الأشعل: الجهاد الإسلامي تضم فضائل حركات التحرر المعاصرة

الساعة 01:38 م|20 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

أكد د. عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، واستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قدمت نموذجاً نوعياً متميزاً على أَصْعِدة مختلفة من الصراع مع « إسرائيل ».

وأوضح المفكر الأشعل في حديث مع « فلسطين اليوم » أن حركة الجهاد الإسلامي أول حركة فلسطينية رفعت شعار أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وصبغت الصراع مع « إسرائيل » بالصبغة الإسلامية بالمفهوم الواسع، ولم ترتبط ولم تكن تبعاً لأي أيدولوجيات أو جبهات أو تنظيمات خارج حدود فلسطين.

وقال الأشعل: حركة الجهاد حركة وطنية إسلامية فلسطينية خالصة لم يكن لها أي ارتباطات مع أي مشروع خارج حدود فلسطين، وهذا ليس نقيصة بحق من ارتبطوا في جماعات خارج فلسطين ولكنها خصلة ميزت حركة الجهاد وجنبتها إلى جانب القضية الفلسطينية الكثير من المشاكل خاصة بعد الأحداث التي ضربت الوطن العربي عام 2011.

 وأضاف: الجهاد الإسلامي نشأت في وقت حرج تتعرض له القضية الفلسطينية، حيث جاءت في وقتٍ تماهت فيه بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل، وجاءت في وقت حساس من ناحية أن المشروع الإسرائيلي بدأ يكتمل على حساب القضية الفلسطينية في ظل تغييب للوعي السياسي، واستطاعت إسرائيل وقتها تطويع السلطة من خلال التنسيق الأمني فجاءت حركة الجهاد وبعثرت الأوراق والنوايا الإسرائيلية.

وتابع: الجهاد الإسلامي بتلك الرؤى الإسلامية الواسعة، وبتمسكها بحمل السلاح في وجه إسرائيل، ورفضها الدخول في سلطة أوسلو، والانضواء في دهاليز الحكم تحولت إلى شوكة كبيرة في حلق إسرائيل.

وأشار إلى أن الحركة استطاعت رغم الصعوبات التي تحدقُ بها والظروف المعقدة التي تحيط بها وبالقضية الفلسطينية أن تحافظ على فكرها واستراتيجياتها وهويتها التي أعلنت عنها منذ انطلاقتها.

وقال: الجهاد الإسلامي لازالت ترفع شعار تحرير فلسطين كاملة، ولا تؤمن بسياسة التفاوض مع العدو، وتؤمن بضرورة وأهمية البُعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية، ولم تنخرط في سلك أوسلو، ولم تنجر إلى صراعات داخلية عبثية، بتلك المعطيات نقول إن تلك الحركة لازالت متمسكة بثوابتها، وبتصوري أن المستقبل يقف إلى جانبها.

وأكد أن الحركة نجحت في رؤيتها بالإبتعاد عن وهم السلطة وعدم الانخراط في سلطة ذاتية الحكم من نتاج (أوسلو)، قائلاً « باعتقادي أن تلك الحركة تمتاز بذكاء وحكمة سياسية في هذا الجانب، والأصل أنه لا سلطة تحت إدارة الاحتلال، وأنا أُفضل وأميل مع الرؤية التي ترى أن عدم وجود سلطة أفضل للفلسطينيين من باب جعل العلاقة مباشرة مع الاحتلال؛ الأمر الذي سيصبُ في صالح الفلسطينيين وسيشتت العدو الذي جعل من السلطة أداة وظيفية لسياساته وتتجلى تلك الصورة بالتنسيق الأمني ».

ويرى أنه من الضروري أن تبتعد حركات التحرر عن مسارات الحكم والسلطة؛ لضمان عدم تطويعها.

واكد أن حركة الجهاد الإسلامي من الحركات التي ترى الأمور بوضوح وبنظرة استراتيجية فيما يتعلق بالعلاقة مع الدول العربية والإسلامية، قائلاً « الحركة نأت بنفسها عن التدخل في صراعات الدول العربية، ونستطيع القول أن تلك الحركة تأخذ من جميع فضائل حركات التحرر ».

وأضاف: تمكنت الحركة من المحافظة على نفسها وعلى القضية الفلسطينية من الهزات التي ضربت الوطن العربي.

وتابع: الأصل أن تبتعد حركات التحرر عن الصراعات الداخلية، والتدخل في الصراعات من شأنه إضعاف حركات المقاومة، كذلك هذا البُعد في التعاطي مع الصراعات العربية يحمل تداعيات كبيرة على القضية.

وبين المفكر الأشعل أن الحركة نجحت في رفع شعار « أمة بلا فلسطين ..أمة بلا قلب »، قائلاً « فلسطين قلب الأمة ورئتها والمسجد الأقصى هو المكان المقدس لها، وتخلي الامة عن قلبها يعني أنها أصبحت أمة جوفاء، وعندما تتمسك الأمة وتتجه نحو فلسطين تستعيد كرامتها وعزها ».

ويرى أن تهاون الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية في التعاطي مع القضية الفلسطينية والإنشغال عنها يعني تآكل هيبة الأمة بشكل يمس أمنها القومي، داعياً العرب والمسلمين للعودة إلى فلسطين.

وأختتم حديثه، قائلاً « حركة الجهاد الإسلامي أحد الأعمدة الرئيسية للمقاومة الإسلامية العربية الفلسطينية، وتعبرُ من خلال فكرها عن حركة النضال الوطني الإسلامي الفلسطيني، داعياً العرب والمسلمين بدعمها ومساندة مواقفها في إطار صراعها مع »إسرائيل".

وهنأ الأشعل حركة الجهاد الإسلامي بمناسبة انطلاقتها المجيدة، متمنياً لها دوام التوفيق والنصر على أعدائها.

 

 

كلمات دلالية