خبر د. رمضان شلّح خطاب قادم في وضع صادم .. بقلم :محمد مشتهى

الساعة 08:41 ص|20 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

د. رمضان شلّح خطاب قادم في وضع صادم

يرتقب كثير من المهتمين بالشأن الفلسطيني والعربي كلمة د. رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية يوم الخميس القادم على الهواء مباشرة، فكلمة الأمين العام التي تأتي عادةً يكون فيها الوضع الفلسطيني والإقليمي بمفترق طرق، وعادة ما تأتي بعد جهد وعمل صامت قام به، لتكون كلمته خارطة طريق جديدة تجد بين ثنايا سطورها كثيرا مفاتيح الأبواب المغلقة، فهذا الرجل عوّدنا في كلماته ان يرينا كثيرا من المعاني المفقودة في الخطاب الإعلامي، فتارة يعطينا درسا في الطلة الإعلامية، وتارة في احتواء الآخرين، وتارة في الفلسفة والمنطق وتارة أخرى في التاريخ والأدب ففي أحد خطاباته حاجج اليهود في أدبهم وأشعارهم.

تعودنا عندما يطلّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، تجد التنوّع البشري بين متابعيه، وقلة منتقديه، وكثرة معجبيه خاصة في الأوساط الأكاديمية والمحللين السياسيين والمفكرين، وعندما يبدأ الأمين العام  كلمته فانه يحترم المستمع ويحترم عقله وقدراته وهذا ما يفتقده الكثيرين في طلتهم الإعلامية، وأيضا من الملاحظ بأن كلماته تكون منتقاة لتخاطب الصغير والكبير، الرجل والمرأة، المتعلم والأمي، الصديق والعدو، وكان واضحا في خطاباته ابتعاده عن لغة التخوين وحس المؤامرة الذي امتلك عقل العديد من الناطقين وأصبح هاجسا شلّ تفكير بعضهم وأبعدهم عن الصواب أميالا وأميال وأغرقهم وأغرق متابعيهم في ظلمات الوهم، ففي خطاب الأمين العام نجد احترام الخصم ومحاججته بالمنطق والتاريخ والسياسة، فلا يكلّ ولا يملّ من تكرار الفكرة ولكن بصور مختلفة حتى لا يملّ متابعيه.

في اعتقادي كمتابع لخطابات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن هذا الرجل امتلك سحرا خاصاً به ونقاط قوة ومصداقية لم تأت صدفة أو ليس لها أصل، هذا كله جعلني أسلط الضوء على العديد من نقاط القوة التي يمتلكها هذا الرجل الأسمر وابن فلسطين أهمها:

1. ينتهج سياسة « المبدأ صعب لكنه يعني مصداقية »، فالكل يعرف أن سياسة الجهاد الإسلامي يرسمها المكتب السياسي الذي يرأسه د. رمضان شلح، فلم يتخذ المرونة ولم يعتمد سياسة المناورة على المبادئ حتى في أحلك الظروف لا مع الأصدقاء ولا حتى الأعداء وهذا الذي جعل الوضوح في الرؤية لحركة الجهاد الإسلامي سمة بارزة لجميع شرائح الشعب الفلسطيني.

2. برع الأمين العام بالنأي عن التدخلات الخارجية في سياسة الدول فما يشغل الشعب الفلسطيني من هموم أكبر وأعمق من كل الهموم، ولربما عدم تخفيف هذا الهم بزوال الاحتلال الإسرائيلي كان سببا وسيظل كذلك لتلك الهموم التي تعاني منها دولا عديدة.

3. يعتبر د. رمضان مفكراً عميقاً ناهيك عن أنه سياسيا وخطيبا مفوّها يعجب الزراع ّمن السياسيين والمفكرين وعادة تجد في كل خطاب له يحمل مصطلحات جديدة وغير مكررة مثل (بقرة إسرائيل المقدسة تل أبيب).

4. تحمل خطابات الأمين العام تشخيصاً عميقا للواقع وتربطه بالماضي ولا تترك المستمع دون رؤية وحلول مستقبلية.

5. الأمين العام في خطاباته لا يكون صيّادا لأخطاء الأصدقاء والإخوة من الفصائل الأخرى، فلا تجد في خطاباته إثارة لمشكلة جديدة كما عوّدنا بعض السياسيين أن خطابه مرتبط « بمصيبة ما ».

6. يكون هادئا، متواضعا ويلامس واقع الناس وكأنه يعيش بينهم.

7. يعمد د. رمضان على اصطياد أخطاء العدو الإسرائيلي لرفع معنويات الشعب الفلسطيني.

8. تعوّدنا في كل خطاب أن تكون هناك خطة عمل ورسائل جديدة وكأن هذا الخطاب يأتي في نهاية العام ليضع خطة العام القادم. 

أخيراً، أنا لا أقدس أشخاصا بقدر احترامي للمعاني الذي يصدرها لنا أمثال هؤلاء الرجال، وهذا ما نفتقره ونفتقده في العديد من خطابات السياسيين. 

ا.محمد مشتهى

كلمات دلالية