حافظت على القضية من تحولاتٍ خطيرة

حوار مفكر لبناني: « إسرائيل » تعتبر الجهاد الإسلامي أخطر أعدائها وتخشاها فكراً وقوة

الساعة 04:27 م|18 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

أكد المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د .طلال عتريسي أن الشعارات التي يحملها مهرجان حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى الانطلاقة واستشهاد المؤسس فتحي الشقاقي يُعيدُ للوجدان العربي والإسلامي مسألة تحرير فلسطين، وتؤكد تلك الشعارات على تمسك الحركة في ثوابتها ومبادئها الأصيلة التي انطلقت من أجلها.

وأوضح المفكر عتريسي في حديثٍ خاص مع « فلسطين اليوم » أن شعار (أمة بلا فلسطين، أمة بلا قلب) يحملُ دلالات عميقة، وينبه كل عربي ومسلم في ظل الأحداث التي تعصف بالمنطقة على ضرورة تصويب البوصلة نحو تحرير فلسطين.

الجهاد الإسلامي تخوض مساراً طويلاً صعباً ومعقداً واستراتيجيا مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل أوضاع تريد ان تجرَّ الجميع عكس فلسطين

 وشدد عتريسي على أن الجهاد الإسلامي تتمسك في عمقها العربي والإسلامي، وتحرص على عدم سلخ فلسطين عن هويتها الأصيلة، وانها متمسكة بتلك الهوية على الرغم من التحديات التي تريد جرَّ الجميع عكس فلسطين.

ويرى أن الجهاد الإسلامي وهي ترفع شعار (واجب التحرير لا وهم السلطة) تؤكد على صدق وفائها لمبادئها التي لم تتغير رغم التحديات والتحولات الخطيرة التي عصفتْ بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن الحركة تميزت بالصدق من خلال تطبيق فكرها على ارض الواقع بصورة واضحة يشهد لها الصديق والعدو.

وقال عتريسي: إن حركة الجهاد الإسلامي تخوضُ منذ انطلاقتها مساراً استراتيجياً طويلاً وصعباً ومعقداً ضد « إسرائيل »، وأنها انتصرت في مواجهة التحولات الخطيرة التي عصفت بالقضية.

الجهاد الإسلامي استطاعت الحفاظ على القضية الفلسطينية من المتغيرات الخارجية والداخلية بكل حكمة

وأوضح أن الجهاد الإسلامي استطاعت الحفاظ على القضية الفلسطينية من المتغيرات الخارجية والداخلية بكل حكمة، ومن التحديات التي واجهتها الجهاد الإسلامي أنها عارضت اتفاقية (أوسلوا) التي نقلت القضية إلى منزلقٍ خطر، ورفضها الانضواء تحت عباءة وهم السلطة، وعلى الرغم مما تتعرض له من مضايقات من السلطة لم تصطدم في اقتتال داخلي مع تيار « أوسلوا » لعلمها أن توجيه السلاح للداخل الفلسطيني سيصبُ في مصلحة العدو الإسرائيلي، واعتمدت الحركة الحوار بديلاً عن لغة الاقتتال، وهنا تتجلى لغة الحكمة واختيار الموقف رغم صعوبته.

وقال عتريسي: الجهاد الإسلامي كانت أول حركة تطرح الرؤية والصبغة الإسلامية في الصراع مع العدو الإسرائيلي بشكل صريح وواضح، بعد أن كان هذا البُعد متردداً وضعيفاً وخجولاً عند بعض الحركات، واستطاعت من خلال تلك الرؤية الجلية أن تشكل حالة متميزة واضافة نوعية في تاريخ الصراع مع إسرائيل.

وأضاف: قدمت حركة الجهاد الإسلامي للجماهير الفلسطينية والأمتين الإسلامية والعربية رؤية إسلامية واضحة، وخطاباً واقعياً منطقياً، ولغة وطنية حريصة، وتمسكت بثوابتها التي أعلنت عنها، وامتازت بالوضوح في مخاطبة الجماهير والصدق في تطبيق فكرها على ارض الواقع، كما أن رؤية الجهاد الإسلامي لم تتغير عن المبادئ الأصيلة التي وضعها المؤسس فتحي الشقاقي.

 الجهاد الإسلامي قدمت للجماهير الفلسطينية والأمتين الإسلامية والعربية رؤية إسلامية واضحة، وخطاباً واقعياً منطقياً، ولغة وطنية حريصة

وأشار إلى أن تأسيس الجهاد الإسلامي أعاد للوجدان العربي والإسلامي مسأَلة تحرير فلسطين، ومن خلال تلك الرؤية التي فرضت نفسها بقوة في الصراع مع الإسرائيليين تجاوزت القضية الفلسطينية كل الحلول المنقوصة والهادفة لسلخ فلسطين عن هويتها العربية والإسلامية.

وأوضح أن الجهاد الإسلامي حافظت منذ نشأتها على علاقات طيبة مع الدول العربية والإسلامية، ولم تتدخل في شؤونهم الداخلية بالمطلق؛ الأمر الذي أكسبها احترام الجميع، ونأت بنفسها عن الأحداث التي تضرب اليوم الوطن العربي.

وقال: لم تنجرف الحركة في أتون الاحداث التي تعصف في المنطقة، وهي تداخلات كبيرة ومعقدة وليس لحركة الجهاد او فلسطين أي مصلحة بالوقوف مع أي طرف؛ وكانت الحركة واضحة منذ البداية في رؤيتها وهي أن جميع الدماء التي تراق في المنطقة يجب أن تكون وجهتها فلسطين« .

وأكد عتريسي أن »إسرائيل« تعتبر الجهاد الإسلامي من أخطر أعدائها، وتخشاها فكراً ورؤيةً وإعداداً وتحسب لها ألف حساب، وذلك بسبب تمسكها بثوابتها ومبادئها التي انطلقت من أجلها، ولأنها عصية على التطويع تحت أي مسوغ من المسوغات كالحكم والسلطة.

وأضاف: طالما أن الجهاد الإسلامي لم تدخل في السلطة، ولم تنزلق في الصراعات العربية، وتسعى لتوحيد الصف الفلسطيني، وتتبنى العمل العسكري والجهادي ستبقى العدو الأخطر »لإسرائيل« .

الحركة لم تنجرف  في أتون الاحداث التي تعصف بالمنطقة ومتمسكة في رؤيتها الواضحة أن الدماء التي تراق في المنطقة يجب أن تكون وجهتها فلسطين

ويرى عتريسي أن التحديات التي تحيط في حركة الجهاد الإسلامي اليوم أصعب من التحديات التي واجهت الحركة عند انطلاقتها، مشيراً إلى ان التحديات ناتجة من جراء الصراعات العربية والأوضاع الداخلية الفلسطينية الأمر الذي أضر بالقضية، مشيراً إلى أن موقع حركة الجهاد الإسلامي الكبير يفرض عليها مسؤوليات كبيرة على صعيد الوضع الداخلي، مشدداً على أن الحركة بحكمتها وبتماسكها بمبادئ م قادرة على تخطي تلك التحديات.

واختتم عتريسي بقوله »الجهاد الإسلامي تخوض مساراً طويلاً صعباً ومعقداً واستراتيجيا مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل أوضاع تريد ان تجرَّ الجميع عكس فلسطين، غير أننا متيقنين أن المستقبل سيكون إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي.

كلمات دلالية