خبر مصر تحاول فرض مصالحة داخلية على فتح عبر مؤتمر « العين السخنة »

الساعة 04:12 م|15 أكتوبر 2016

فلسطين اليوم

تستضيف القاهرة بمدينة العين السخنة (مصرية سياحية على شاطئ البحر الأحمر)، غدًا الأحد مؤتمرًا يعقده المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط (تأسس عام 1989، ويرأسه اللواء المصري أحمد الشربيتي)، بعنوان: « مصر والقضية الفلسطينية وانعكاس المتغيرات الإقليمية على القضية ».

ويُشارك في المؤتمر شخصيات فلسطينية من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وأخرى من مناطق اللجوء، بالإضافة لأكادميين وسياسيين عرب، ويستمر لـ 3 أيام، وسط مقاطعة رسمية من قبل حركة « فتح »، والتي وجهت لها دعوة رسمية لحضور المؤتمر.

وغادر صباح اليوم 130 شخصية فلسطينية من قطاع غزة معبر رفح في طريقهم للمشاركة في المؤتمر؛ بينهم أكاديميون وإعلاميون وشخصيات سياسية.

وكانت حركة « فتح »، قد هاجمت المؤتمر، ما أثار جدلًا واسعًا في الساحة الفلسطينية بشكل عام؛ وفي الساحة الفتحاوية بشكل خاص، ما أدى لإعادة المشاكل الداخلية الفتحاوية على الساحة مجددًا، في ظل رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المصالحة مع القيادي المفصول محمد دحلان.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ « قدس برس »، إن الهدف من هذا المؤتمر هو فرض المخابرات المصرية، والتي تشرف عليه، مصالحة إجبارية على رئيس السلطة محمود عباس، مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان« .

وأشارت إلى أن »الرئيس عباس، الذي يرفض المصالحة مع دحلان، قرأ السيناريو الذي يراد منه المؤتمر، وأوعز لحركته رفضه، لأن توصياته ستتضمن إجراء مصالحة داخلية للحركة« .

بدوره، قال القيادي في حركة »فتح« ، إبراهيم أبو النجا، إن حركته ستقاطع هذا المؤتمر، نافيًا أن يكون قد وجه لفتح دعوة رسمية لحضوره.

وأضاف في حديث لـ »قدس برس« ، اليوم السبت، »حركة فتح لم تقاطع قبل ذلك أي مؤتمر يناقش القضية الفلسطينية، ونحن لم ندعى له ولا نعرف ماهيته، فإذا شاركنا به فيعني ذلك أننا نوافق على ما جاء به والتوصيات التي ستخرج عنه« .

وتساءل: »كيف لمؤتمر سيناقش القضية الفلسطينية ونحن أصحابها ولم ندعى له؟!« .

وشدد القيادي في فتح على أن الحركة »لا تشكك في دور مصر في القضية الفلسطينية، ونحن لسنا ضد أحد، ولكن زمن الوصاية قد انتهى والقضية الفلسطينية لها أصاحبها« ، وفق قوله.

مستطردًا: »أما آن للعالم أن يفهم بأن الشعب الفلسطيني له قيادة، وهي من يقرر ماذا يريد وماذا لا يريد؟!، ونرفض أن نكون ضيوفًا أو شهود زور« .

وكان الناطق باسم حركة »فتح« ، أسامة القواسمي، قد أصدر بيانًا باسم الحركة، هاجم فيه المؤتمر والقائمين عليه.

وجاء في البيان، »إننا في حركة فتح لم نخول أحدًا بالحديث نيابة عنا، الأمر الذي نرفضه تمامًا، وما يحاول أن يقوم به المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أمر مرفوض، وتدخل في شؤوننا الداخلية، وما ينتج عنه باطل وغير شرعي« .

وتابع: »إن التحالف والتعاون الوثيق بين حركة حماس ومحمد دحلان، هو تحالف مشبوه، ومن شأنه أن يعمق الإنقسام والشرخ في الساحة الفلسطينية، وهو خدمة مجانية للاحتلال« .

ومن جهته، رفض القيادي في حركة »فتح« ، سفيان أبو زايدة، والمحسوب على تيار محمد دحلان، هجوم القواسمي على المؤتمر.

وقال إن تصريح القواسمي، يهاجم مصر ويتعامل معها كعدو لحركة فتح والشعب الفلسطيني، واصفًا إباه بـ »الخطاب التدميري المغامر« ، ومؤكدًا أنه »لا يمثل إلا من ينطق به أو يعطيه التعليمات« .

وأكد أبو زايدة في تصريح له عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، أن »حركة فتح بتاريخها (...) وعمقها القومي والوطني لا يمثلها هذا النهج التدميري« .

ولفت النظر إلى أن الحركة تعتبر مصر العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، مؤكدًا أن حركة فتح »لا يمكن أن تفرط بهذه العلاقة تحت أي ظرف من الظروف« .

ورأى أن مهاجمة مؤتمر يدعو له مركز دراسات الأمن القومي المصري ويشارك فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (...)، »تعبير عن حالة الانحراف في بوصلة حركة فتح العملاقة التي يتم تقزيمها يوما بعد يوم« .

وأضح القيادي في حركة فتح، سفيان أبو زايدة، أن الشرعية الفلسطينية »تم خصخصتها واستخدامها وفقًا لحسابات شخصية في الغالب، ليس لها علاقة بالوطن أو الوطنية التي تمثلها الحركة« ، وفق تعبيره.

مستدركًا: »حركة فتح لن تنجر إلى هذا المربع، الذي يريد لأن يجعل من مصر عدوًا لها وللشعب الفلسطيني، لأن مصر لم تكن يومًا في الصف المعادي لهذا الشعب و قضيته الوطنية".

كلمات دلالية