خبر شمعون بيريز .. ثعلب السياسة « الإسرائيلية » ومؤسس برنامجها النووي

الساعة 05:02 م|28 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

ذو وجه متعددة، مفكر استراتيجي وسياسي بارع، مفاوض ماكر وعسكري قاتل، هذه الأوصاف يمكن إطلاقها على رئيس دولة الاحتلال السابق شمعون بيريز، الذي أعلن أطباء « إسرائيليون » في مركز « شيبا » الطبي في تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة عام 48)، صباح اليوم الأربعاء، عن وفاته بعد إصابته بجلطة دماغية وضعت حدًا لحياته.

بيريز ذو الـ 93 عامًا من « الجيل الصهيوني » المؤسس لدولة الاحتلال، استطاع بحنكته ودهائه أن يتولى عدة مراكز هامة؛ كانت عسكرية في بداية مشواره، حيث شغل منصبًا رفيعًا في وزارة الدفاع وهو في الـ 29 من عمره، وأصبح فيما بعد مسؤولًا عن صفقات الأسلحة في « الميليشيات الصهيونية » التي عُرفت باسم « الهاغاناه » نواة جيش الاحتلال « الإسرائيلي ».

ويعتبر بيريز في الأدبيات العبرية « أبو القنبلة النووية »الإسرائيلية« ، وأحد مؤسسي مفاعلها الشهير في ديمونا بالنقب المحتل (جنوب فلسطين المحتلة)، تمكن من إبرام صفقة مع فرنسا لإمداد دولة الاحتلال بطائرات ميراج المقاتلة، ويعد أيضًا من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

في عام 1959 انتقل بيريز للحلبة السياسية، فدخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بصفته نائبًا عن حزب »مباي« الحاكم آنذاك، وفي عام 1965 ترك الحزب ليؤسس مع بن غوريون حزب »رافي« ؛ قبل أن يعود ويعمل على توحيد الحزبين عام 1968 تحت مسمى حزب »العمل « الإسرائيلي ».

كان بيريز في نظر المجتمع الدولي رجل سلام، فمنحه جائزة نوبل لدوره الأساسي في إبرام اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 واتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994، ولكنه بقي في أعين الفلسطينيين ثعلبًا مخادعًا نما الاستيطان في عهده وازدهر أكثر من أي « ليكودي » آخر، في حين كان في نظر  اللبنانيين مجرد قاتل اقترن اسمه بعملية « عناقيد الغضب »، حيث دمرت الطائرات « الإسرائيلية » المؤتمرة بأمره ملجأ تابعًا للأمم المتحدة في قانا (جنوب لبنان) فوق رؤوس عشرات الأطفال والنسوة.

شغل « الثعلب » على مدى خمسة عقود مناصب نيابية ووزارية مختلفة، وهو الوحيد الذي تولى منصبي رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة بين عامي 2007 و2014، وكان آنذاك أكبر الرؤساء سنًا في العالم.

استمر الرجل في أداء دور بارز على الساحة السياسية حتى سن الشيخوخة، وكان ذلك في أغلب الأحيان من خلال مركز « بيريز للسلام » (غير الحكومي)، الذي يشجع على تحسين العلاقات بين « إسرائيل » والفلسطينيين.

وبوفاة بيريز التي تزامنت مع الذكرى الـ 16 لاندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الفلسطينية الثانية واندلعت في 28 سبتمبر/ أيلول 2000)، يرى كثير من المراقبين أن دولة الاحتلال لم يعد يتصدر مشهدها السياسي أي من أبناء الجيل الأول المعبئين بالفكرة الصهيونية والذين ينظرون لدولتهم نظرة دينية تلمودية.

كلمات دلالية