خبر يتمنون الاسوأ -هآرتس

الساعة 10:58 ص|27 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: حاول خصوم نتنياهو طوال الوقت التنبؤ بانهيار العلاقات مع الولايات المتحدة وهم ما زالوا يواصلون رغم الفشل المتكرر - المصدر).

الادعاء بأنه يهدم علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة هو السهم المسمم المفضل على من يطمحون لاسقاط بنيامين نتنياهو. كل اسرائيلي يعرف أن العلاقات مع الولايات المتحدة هي الذخر الاستراتيجي الأهم. اذا اقتنع الجمهور أن نتنياهو يقوم بهدم هذه العلاقات فيمكن أن يعتبر ذلك سببا لادارة ظهره لنتنياهو.

إن تصميم نتنياهو على منع المصادقة على الاتفاق النووي مع ايران لعب في صالحهم. رغم وجود الاتفاق الواسع في اسرائيل الذي يعتبر أن الاتفاق مع آيات الله اشكالي ومناقض للمصالح الاسرائيلية، صمم خصوم نتنياهو على أن معارضته الشديدة، لا سيما الخطاب الذي ألقاه أمام المجلسين، ستزيد من غضب رئيس الولايات المتحدة واغلبية اعضاء الحزب الديمقراطي، الامر الذي سيؤدي الى هدم التحالف الاسرائيلي الامريكي، الذي بني على مدى عشرات السنين. وحول الضرر الذي تسبب به للمصالح الحيوية الاسرائيلية قالوا إنه لا يوجد تسامح.

إن ذلك لم يحدث. فالولايات المتحدة تبيع اسرائيل الطائرات القتالية المتقدمة « اف 35 »، والتعاون الاستخباري والتكنولوجي مستمر والمساعدات العسكرية لاسرائيل لن تتوقف. من يزعمون بحماس أن نتنياهو يتسبب بضرر شديد للعلاقات بين الدولتين يتجاهلون الاساس الذي بنيت عليه هذه العلاقات – اساس قوي لا يمكن ضعضعته – المزروع في المباديء والقيم والمصالح المشتركة. لقد استخفوا برئيس الولايات المتحدة عندما اعتقدوا أن الغضب على نتنياهو سيدفعه الى العمل خلافا لمصالح الولايات المتحدة.

 

ماذا بقي لهم ليقولوه بعد توقيع الاتفاق الذي ستمنح الولايات المتحدة من خلاله لاسرائيل خلال السنوات العشرة القادمة مساعدة عسكرية بمبلغ 38 مليار دولار؟ هل كان

 

شخص آخر سيحصل على أكثر من ذلك. بكلمات اخرى، نحن نستحق أكثر والامريكيون كانوا سيعطونا أكثر لولا سلوك نتنياهو.

 

هذا الادعاء لا أساس له من الصحة. فمنذ 30 سنة، منذ بدأت اسرائيل في الحصول على المساعدة العسكرية السنوية بمبلغ 3 مليارات دولار، حيث أن الاقتصاد الاسرائيلي يزدهر وينمو بشكل أسرع من اقتصاد الولايات المتحدة. المساعدة العسكرية تساوي الآن أكثر بقليل من 1 في المئة من الناتج القومي الاسرائيلي. هل كان يجب علينا الطلب أكثر؟ هل كان شخص آخر سيحقق لنا أكثر من ذلك؟.

 

هذا الادعاء مضحك ومحرج. عندما أُعلن أن اوباما ونتنياهو سيلتقيان في الامم المتحدة، عاد خصوم نتنياهو وتنبأوا بأن الرئيس سيوبخه أمام العدسات. وهذا لم يحدث بالطبع. كان ذلك أحد اللقاءات الكثيرة التي أجراها اوباما مع زعماء العالم. لم تكن له أي نية لتحويل اللقاء مع زعيم أحد حليفات الولايات المتحدة الهامة الى فضيحة. كل من يعرف، لو القليل، عن الثقافة السياسية الامريكية كان يعرف ذلك.

 

لكنهم مع ذلك يأملون بتحقق الاسوأ. إنهم يتمسكون بالقشة ويتحدثون عن التوقعات حول نوايا اوباما في استغلال الاشهر التي ستفصل بين انتخاب وريثه أو وريثته وبين أدائه أو أدائها ليمين القسم من اجل الحاق ضربة قوية باسرائيل في الامم المتحدة.

وحسب علمي، لم يسبق أن اتخذ رئيس امريكي مغادر اجراءات جوهرية في الفترة الانتقالية التي تسبق استبداله، دون تنسيق الامر مع وريثه. من غير المعقول الافتراض أن اوباما سيسجل سابقة كهذه. ومن الافضل لأنبياء الخراب أن يعودوا ويتعمقوا في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.

كلمات دلالية