الطباع: الاوضاع كارثية والإعمار قد يستغرق سنوات

خبر « تاخر الإعمار » إلى أين يقود قطاع غزة؟

الساعة 05:17 م|26 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

على الرغم من مرور عامين على الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة والتعهدات الكبيرة التي قدمها المجتمع الدولي لإعادة إعمار القطاع وتجاوز ما خلّفه الدمار الهـائل الذي لحق بجميع مظاهر الحياة، لا تزال الجهـود الدولية تتحرك ببطء شديد نحو عملية الإعمار.

وبلغ إجمالي التعهدات التي أعلن عنها المانحون في مؤتمر القاهرة المنعقد في 12 أكتوبر 2014 بمبادرة من مصر والنرويج والسلطة نحو 5 مليارات دولار، من بينها 3.5 مليار دولار بهدف دعم إعادة إعمار غزة، و1.5 لدعم الموازنة العام للسلطة.

المختص في الشؤون الاقتصادية ماهر الطباع أكد وفقاً لتقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية (أوتشا) ومؤسسة شيلتر كلستر إضافة إلى بيانات البنك الدولي أن « ما صُرف لإعادة إعمار القطاع حوالي 1.596 مليار دولار أي 46 % ».

الطباع: 16% إجمالي ما تم تلبيته من احتياجات اعادة اعمار غزة

وأوضح الخبير الطباع في مقال له بعنوان (الأرقام تكشف أوهام إعادة إعمار قطاع غزة) أنه « لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن المصاريف على الوقود بلغت  نحو 89 مليون دولار ونحو 386 مليـونا للبنية التحتية وقرابة 253 مليونا على شكل مساعدات إنسانية طارئة، إضافة إلى 299 مليونا لدعم الميزانية الحكومية، وتلك الأرقام من ضمن 1.596 مليار التي وصلت من المانحين ».

وبين أن أكثر من 65 ألف فلسطيني لازالوا مهجرين داخل القطاع من بين ما يقارب 100 ألف فلسطيني هُدمت منازلهم أو لحقت بها أضرار جسيمة خلال تلك الحرب، مشيراً إلى أن أكثر من نصـفهم قـد لا يحصلـون علـى أي مسـاعــدات نقدية خلال النصف الثاني من هذا العام بسبب نقص التمويل الدولي.

وقال: للأسف لم تتم إعادة بناء سوى 1181 وحدة سكنيـة من العدد الإجمالي للوحدات السكنية التي دمرت كليا والبالغ نحو 11 ألف وحدة سكنية، أي أن ما تم إعماره لا يتجاوز نسبة 10.7 %  فقط من الوحدات التي تم تدميرها كليا، ولا يزال نحو 50 % من المنازل المُدمَّرة تدميرا جزئيا وشديدا بحاجة إلى ترميمات.

وبين أن « خلاصة البيانات تظهر أن 16% فقط من احتياجات إعادة إعمار القطاع الكلية الموضحة في التقييم المُفصَّل الذي أُعِد بعد تلك الحرب، تمت تلبيتها حتى الآن ».

الطباع: السبب في تأخر الإعمار عدم التزام المانحين بتعهداتهم، والحصار الإسرائيلي للقطاع

وحول توريد مادة الأسمنت، أوضح أن « مجمل ما تم توريده من مادة الاسمنت لقطاع غزة الخاص بإعادة الإعمار لا يتجاوز 915 ألف طن منذ إعلان وقف إطلاق النار »، لافتاً إلى أن هذه الكمية تمثل نحو 30 % من حاجة القطاع في الوضع الطبيعي خلال الفترة السابقة.

وحذر الطباع من أن « عملية الإعمار قد تستغرق سنوات عدة في حال عدم تغير جوهري في السياسات الإسرائيلية كإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 10 سنوات ».

وارجع الطباع في تصريحٍ لـ« فلسطين اليوم » تأخر عملية الإعمار لأسبابٍ عدة منها الإجراءات الاسرائيلية المفروضة على دخول مواد البناء لغزة، وعدم التزام المانحين بالأموال التي تعهدوا فيها خلال مؤتمر القاهرة لإعمار القطاع.

 الطباع: سبب عدم التزام المانحين بتقديم الاموال عدم وجود حل جذري للمشكلة الفلسطينية ولديهم خشية من اندلاع مواجهة جديدة

واكد أن سبب عدم التزام المانحين بتقديم الأموال التي التزموا بها في المؤتمر لعدم وجود استقرار سياسي واقتصادي وعدم وجود حل جذري للمشكلة الفلسطينية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي والمانحين لديهم تخوفات من إمكانية اندلاع مواجهة جديدة بين الفصائل المسلحة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.

وقال: المانحون بحاجة إلى ضمانات لعدم تجدد المواجهات في قطاع غزة، ولديهم خشية واضحة من قيام إسرائيل بتدمير ما تم إعماره كما حصل في حرب 2014 عندما دمر الاحتلال المنازل التي رُممت جراء حرب 2012.

وأشار إلى أن تأخر عملية الإعمار سيفضي إلى « كارثة اقتصادية » كبيرة، وسترفع من معدلات الفقر والبطالة.

ولفت إلى أن الحلول الجزئية لن تحل الازمات الاقتصادية التي يعاني منها القطاع، واصفاً الحلول الجزئية بالحلول « الترقيعية » التي لن تنقذ الحالة الاقتصادية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القطاع بحاجة إلى تنمية مستدامة وليس مشاريع مؤقتة.

ودعا الأمم المتحدة وأمينها العام إلى ضرورة الخروج من مرحلة التصريح، إلى مرحلة الضغط الجدي الفاعل على الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة.

الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو يرى أن الهدف الأساسي من واراء عرقلة مشروع إعمار قطاع غزة « هو تكريس هزيمة نفسية في الجمهور الفلسطيني العريض الذي يؤيد المقاومة ».

عبدو: تأخر الإعمار قد يكون عامل من عوامل اندلاع مواجهة في قطاع غزة.

وأكد عبدو في تصريحٍ لـ« فلسطين اليوم » أن تأخر إعمار قطاع غزة ومحدودية إدخال مواد البناء قد يكون عامل من عوامل اندلاع مواجهة جديدة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

 

كلمات دلالية