خبر عوزي ديان بدور اميل زولا- هآرتس

الساعة 10:14 ص|26 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

(المضمون: لقد اعترف عوزي ديان بشكل صريح بأن جنوده قاموا بقتل خمسة فلسطينيين أبرياء ولم يقم حتى بتقديمهم للمحاكمة - المصدر).

في كانون الثاني 1898 بعد ادانة الفرد درايفوس، الضابط اليهودي الفرنسي، بأربع سنوات بتهمة التجسس لصالح المانيا، نشر الكاتب اميل زولا مقال بعنوان « أنا أتهم ». اتهم زولا في المقال القيادة العسكرية بتزوير وثائق من اجل ادانة درايفوس. والآن نشهد محاكمة مشابهة. درايفوس الحالي يجسد دوره الجندي اليئور أزاريا واميل زولا يجسد دوره رئيس الاركان السابق عوزي ديان.

 

اميل زولا الحقيقي هاجم القيادة الفرنسية، واميل زولا الحالي يهاجم قادة الجيش اليهود الذين تجرأوا على محاكمة الجندي اليهودي. ادعاء الاول كان أن الوثائق مزورة، أما اميل زولا الحالي فيدعي أن امور اكثر خطورة حدثت في السابق « لم يحاكم الجنود بسببها ».

 

في الوقت الحالي، اذا كان عدل في القدس، يجب فتح تحقيق ضد عوزي ديان نفسه. ديان يقول بشكل واضح: « كانت لي حادثة مشابهة، بل أكثر خطورة بكثير، لأنه قتل خمسة فلسطينيين على أيدي المظليين في حاجز ترقوميا... كانوا اشخاص عادوا من العمل في اسرائيل... قلت ستقومين ثلاثة ايام بلجنة تحقيق... والجنود حتى لم يحاكموا ». هل يوجد اعتراف أكثر من ذلك؟ يعلن ديان أن جنوده كانوا مسؤولين عن قتل خمسة فلسطينيين أبرياء، وهو لم يعمل فعليا على محاكمتهم.

 

يوجد لاميل زولا في ايامنا مبرر ايديولوجي. يقول ديان: « حول سؤال اذا كان يجب أن يموت المخربين، الجواب هو نعم ». وبالفعل، بعد أن أخذ لنفسه دور الله في أخذ حياة الناس، يجب علينا أن نسأل: كيف أنه في ترقوميا لم يكن منفذين للعمليات، وهناك ايضا تم اطلاق سراح من أطلقوا النار بدون محاكمة، اذاً لماذا لا يعلن ديان بشكل جريء أن كل من يعتدي على الفلسطينيين هو بريء؟.

 

اميل زولا الحالي يستمر ويقول: « إن حق البراءة لازاريا يُداس ». هذه الاقوال جاءت في المحكمة التي تتم بشكل علني، في الوقت الذي سُمح فيه للمتهم بزيارة منزل عائلته، وهو يستطيع استخدام هواتف المحامين المحمولة ويوجد له رئيس حكومة يؤيده ووزير دفاع مؤيد أكثر. بتفسير آخر: ديان على حق. حقيقة، لماذا لم يمنح الجندي وسام؟.

 

للوهلة الاولى تبدو محاكمة أزاريا بسيطة: جندي تم توثيقه وهو يطلق النار على منفذ عملية فلسطيني مصاب، دون أن يعرض الفلسطيني حياته أو حياة الآخرين للخطر. ولكن هناك

 

الكثيرين في اليمين الاسرائيلي (ليس جميعهم بالطبع) تجندوا للدفاع عنه. وهناك من يقولون إن هناك شيء خفي لا تراه العين العادية. وهناك امور اخرى في الواقع لم تستطع الكاميرا التقاطها (قد يكون تزوير، يجب الفحص).

 

بعد هذه الاقوال امتنعت عن قضم تفاحة كانت أمامي. يمكن أنها ليست تفاحة أصلا، يمكن أنني اختلقتها في « الأنا » الشخصية لي. على هذه الحال من الولولة اليمينية، فان محاكمة أزاريا قد تنتقل الى مقاعد معاهد الفلسفة لفحص اذا كان اطلاق النار قد تم بالفعل، أم أنه يوجد فقط في « الأنا » الشخصية عند كل واحد منا. فقد قال عمانوئيل كانت إننا لا نستطيع الفصل بين وعينا وبين الشيء بحد ذاته.

 

آمل فقط أن تكون هذه الفلسفة يتم استخدامها من اجل الشباب الفلسطينيين.

 

عوزي ديان يشغل منصب مدير عام « مفعال هبايس » وهو الجسم الحكومي الثاني في حجمه بعد وزارة الثقافة، المسؤول عن الثقافة في اسرائيل. يجدر التوقف عن تعذيب وزيرة الثقافة ميري ريغف الآن لأنها لا تعرف تشيخوف. وهاكم الابن الخالص للثقافة الغربية يتفاخر بأنه منع محاكمة جنود كانوا على صلة بقتل خمسة من العرب.

 

في محاكمة درايفوس الاولى صرخت العدالة الى عنان السماء حينما كانت هناك مؤامرة ضد ضابط عسكري فقط لأنه يهودي. أما في محاكمة درايفوس الثانية فهي العنوان الامثل لاحتفالات اليوبيل للاحتلال.

 

كلمات دلالية