خبر لم يوفر البضاعة- معاريف

الساعة 10:13 ص|26 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

 

لم يوفر البضاعة- معاريف

بقلم: د. رويتل عميران

(المضمون: جاءت مقابلات نتنياهو التلفزيونية استمرارا لرسائله المعتادة لخدمة مصالحه السياسية ولم تجب على اسئلة الجمهور ولم تشكل اساسا للمساءلة والمكاشفة بين الزعيم وشعبه - المصدر).

 

لم نفهم من أين نزل علينا كل هذا الخير. وفجأة بعد سنة ونصف من الرفض، أعلن رئيس الوزراء عن أنه سيجري مقابلات صحفية مع وسائل الاعلام الاسرائيلية. ما يعتبر في الديمقراطيات الاخرى أمرا اعتياديا أصبح في مطارحنا حدثا احتفاليا على نحو خاص. لعل هذا كان تأثير الثقافة السياسية الامريكية، ولعل مدينة نيويورك نجحت في أن تبث في رئيس وزرائنا روحا من السخاء. ولكن حماستنا كانت عبثا. ففي نهاية المقابلات بقينا وكل أمانينا في أيدينا. مرة اخرى.

 

ان مفهوم المسؤولية هو أحد الوسائل لتقييد قوة الحكم، وبصفتها هذه فانها تشكل مفهوما اساسا في النظام الديمقراطي. فهي تفترض مسؤولية الحكم عن نتائج أفعاله، قراراته وسياساته. وبصفته هذه فانه ينطوي على الشفافية ورفع التقارير عن افعال منتخبي الجمهور ويثبت عادة تقديم الحساب والمساءلة بين الحكم والجمهور. ولوسائل الاعلام دور مركزي في تجسيد المسؤولية. الصحافة هي التي يفترض أن تجعل الجمهور قادرا على ان يصل الى المعلومات ذات الصلة، وان يطالب السياسيين بالاجوبة وبالردود على الاحداث الجارية وتقديم التقديرات حول جودة أدائهم بالشكل الاكثر تنوعا.

 

اما المقابلات التي اجرتها مع رئيس الوزراء وسائل الاعلام فلم توفر البضاعة. وبتعبير آخر، لا يمكنها أن تندرج ضمن اطار المسؤولية اللازمة من ناحية ديمقراطية. هذا ليس ذنب الصحافيين المهنيين والخبراء ممن أدوا المهامة. رئيس الوزراء، الذي لم يجرِ المقابلات على مدى اشهر طويلة، وفر لكل واحد منهم نحو 15 – 20 دقيقة. علاقات اسرائيل الخارجية، الوضع الامني، المساعدة الامريكية، عمونه، تحقيقات رئيس الوزراء، قضية أليئور أزاريا، عاصفة ميري ريغف، أزمة السكن، علاقات المال – السلطة، وضع الاعلام، كل هذه هي مواضيع تفترض موقفا تفصيليا وأسئلة متابعة. غير أنه في غياب عادة المقابلات الثابتة، فان قيد الزمن اوضح مسبقا بان المشاهدين لن يحظوا بتلقي أجوبة تخرج عن صفحة الرسائل التي تصدر عن رئاسة الوزراء وذات المضمون المعروف مسبقا الى هذا الحد او ذاك.

 

في الإطار الحالي خدمت المقابلات نتنياهو أساسا لثبيت قوته السياسية، ولم تخدم مصلحة الجمهور. ماذا تبقى لنا؟ قول واحد غير موفق شبه أهل الجندي مطلق النار من الخليل بالاهالي

 

الثكلى. قول تراجع عنه رئيس الوزراء، ولكنه تمكن من أن يجترف على ظهره مكاسب سياسية. اضافة الى ذلك بقينا مع الاسناد لسلوك الوزيرة ميري ريغف في احتفال جوائز اوفير، مع غمزة تأييد للنائب دافيد بيتان في موضوع مؤسسة البث العام، ومع ثأر حلو، مثلما أجاد في تشخيصه بن كسبيت، من نتنياهو بموشيه كحلون، حين أعلن عن تضارب مصالح في كل ما يتعلق بقانون الضريبة على الشقة الثالثة.

 

لم تكن مقابلات منتهى السبت سوى استمرار لخطاب نتنياهو في الامم المتحدة. فقد سمحت له بان يتحدث الى قلب الشعب، فيصد الخصوم السياسيين ويوزع مواد التهدئة المصطنعة في صيغة « المكانة الدولية لدولة اسرائيل فائقة »، « لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء » وبالطبع التمنيات الطيبة بالنسبة الجديدة. نحن تبقينا مرة اخرى مع جملة من الرسائل المتكررة. فكتلوغ ايكا كما يتبين توجد منه عدة صيغ.

كلمات دلالية