بالصور « ترقيع » شارع الشعف المهترئ « ابر بنج » لسكانه!

فلسطين اليوم

يعاني المواطنون في شارع الشعف شرق مدينة غزة منذ سنوات من تلفٍ كامل للبنية التحتية بسبب الحروب الإسرائيلية التي تعاقبت على القطاع، وغياب عامل الإصلاح والتطوير من قبل الجهات المسؤولة.

 وعلى الرغم من وجود وعودات من البلدية منذ سنوات لإعادة ترميم الشارع وتفرعاته، إلا أن المشكلة تتفاقم خاصة في فصل الشتاء، ويعتبر الشارع من أكثر المناطق حيوية نظراً لعدد سكانه الكبير، كما أنه يربط بين شارع صلاح الدين والخط الشرقي، ويربط المناطق الصناعية الحدودية بوسط المدينة.

وأبرز المشاكل التي تعاني منها المنطقة هي عدم وجود شبكات صرف صحي ومياه صالحة للسكان، وعدم وجود رصيف واسفلت صالح للسير، وإن وجد أسفلت فهو يعاني من حفر كبيرة تتسع في فصل الشتاء، كما ويتحول الشارع في فصل الشتاء إلى بركة مياه كبيرة، وغالباً ما تغرق أعداد كبيرة من منازل السكان في مياه الأمطار الممزوجة بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي يكبدُ أصحاب المنازل خسائر كبيرة.

يقول حامد ضاهر الذي دشن هاشتاج بعنوان #شارع_الشعف_بيكفي في تدوينة على صفحته الشخصية « اذا أردت أن تعرف المآسي فقم بزيارة شارع الشعف، المنطقة تحتاج إلى بنية تحتية وأسفلت قوي مسلح ومجهز (..) الحكاية باختصار شارع الشعف عايز إعمار ».

ويقول مواطن آخر من سكان المنطقة: الشارع يعاني من مشاكل عدة، وقدمنا العديد من الشكاوى إلى بلدية غزة وكل ما يرد علينا به المسؤولون مجرد وعودات واهية لا نلمسها على أرض الواقع، مضيفاً « أن مشاكل الشارع تتفاقم وأن البلدية لا تقوم سوى بعمل وصلات بسيطة من الأسفلت لا تفي بأدنى متطلبات سكان المنطقة التي تعاني من مشاكل لا تقتصر على الرصيف والأسفلت ».

وكتب مواطن آخر تحت هاشتاج #شارع_الشعف_بيكفي « لو ساكن فيه وزير او مدير في بلدية غزة كان صار أحلى من باريس بس للأسف منطقتنا ما فيها مدير في البلدية ».

 بدوره، قال د. سلمان السعودي أحد سكان منطقة الشعف وعضو مجلس بلدي سابق « إن السبب الرئيسي لانهيار البنية التحتية في شارع الشعف الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، والإهمال من الجهات المسؤولة في تطوير المنطقة ».

عضو لجنة إصلاح شارع الشعف: الحروب وغياب التطوير والاصلاح سبب تلف الشارع

وأضاف: المنطقة تعاني من حالة إهمال كبيرة على صعيد البنية التحتية، فلا يوجد شبكة صرف صحي صالحة ولا رصيف ولا أسفلت، كما أن الشارع بتلك الصورة غير صالح للمشي الآدمي.

وتابع: في فصل الشتاء لا يستطيع طلبة المدارس من الوصول إلى مدارسهم؛ بسبب فيضان مياه الأمطار وهشاشة شبكة الصرف الصحي (..) سيارات الأجرة أصبحت تتأذى من نقل المواطنين داخل المنطقة ويعمدون على إنزال الركاب عند نقطة معينة نظراً لتلف الأسفلت، حتى أن النساء الحوامل يسيرون مسافات كبيرة للوصول إلى العيادة لعدم وجود سيارات تنقلهم للمكان.

وبين إلى أن « لجنة من أهالي الحي تقدمت بشكاوى عديدة إلى الجهات المسؤولة وإلى بلدية غزة لإصلاح الشارع ولكن دون جدوى »، مشيراً إلى أن ثلاث ميزانيات رُصدت لإصلاح الشارع وفي كل مرة كان يتم تهميش الشارع تحت ذرائع وحجج واهية.

السعودي: ثلاث ميزانيات جاءت لإصلاح الشارع ذهبت لصالح تأهيل مناطق غرب المدينة

ولفت « تم إعداد ثلاث ميزانيات للشارع ولكن لم تفعل وذهبت لمناطق أخرى، أول تلك الميزانيات تحججت البلدية بعدم وجود مواد لصناعة الأسفلت واخذت اموال مشروع إصلاح الشارع لصالح المناطق الغربية من المدينة، وفي الميزانية الثانية تم عمل مناقصة ولكن للأسف ذهبت لمنطقة أخرى، أما الميزانية الثالثة فكان يجب أن تبدأ من شهر ولكن لم تبدأ حتى اللحظة ».

من جانبه، أكد حاتم الشيخ خليل مدير عام ديوان رئاسة بلدية غزة ما ورد من شكاوى على لسان المواطنين في منطقة الشعف من اهتراء للشارع، مشيراً إلى أن الشارع بحاجة إلى مشروع تطوير كامل.

بلدية غزة: الشارع بحاجة إلى تطوير كامل وننتظر وصول أموال المانحين لتنفيذ المشروع

وأوضح الشيخ خليل لـ« فلسطين اليوم » وجود موافقة مبدئية على إعادة تأهيل شارع الشعف بقيمة 2 مليون دولار أمريكي، مؤكداً أن التنفيذ سيتم عند وصول المبلغ من الجهات المانحة.

وقال: في حال عدم وصول الموافقة سنضطر للقيام بتصليحات جزئية داخل الشارع للتخفيف من معاناة المواطنين في المنطقة، مضيفاً « البلدية مهتمة في موضوع إصلاح شارع الشعف، وتقدر شكاوى المواطنين وما يؤخر تنفيذ المشروع عوائق واسباب خارجة عن إرادة البلدية ».