خبر في ميل التصعيد- معاريف

الساعة 10:52 ص|20 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

في ميل التصعيد- معاريف

بقلم: د. ميخائيل براك

(المضمون: التداخل بين عيد الاضحى، التحريض في الشبكات الاجتماعية وتشجيع العصيان الشعبي من جانب السلطة الفلسطينية هو الذي يساهم بالتأكيد في موجة الارهاب الاخيرة - المصدر).

 

موجة الارهاب الفلسطيني ترفض ان تخبو. فالارتفاع الدراماتيكي في عدد محاولات العمليات منذ نهاية الاسبوع (10 في عددها) هو تذكير أليم بميل متواصل من العمليات الارهابية من جانب المنفذين الافراد منذ اندلاع « انتفاضة السكاكين » قبل نحو سنة. وبشكل عام، فان تصفية المنفذين في ساحات العمليات تغذي منذ الان خطابا مناهضا لاسرائيل واليهود حماسا في اوساط الشبان الفلسطينيين من الضفة في الشبكات الاجتماعية والذي يجد تعبيره في تعظيم المنفذين ودعوات الثأر ضد اسرائيل، ناهيك عن مساهمة مصممي الرأي العام من حركة حماس، ممن يتدخلون في الخطاب على الشبكة ويعزفون على الاوتار العاطفية والسياسية لغرض تشجيع استمرار الميل.

 

وعليه، فلماذا نشهد الان بالذات تصاعد اعمال الارهاب؟ حتى قبل بضعة ايام احيا العالم الاسلامي احتفالات « عيد الاضحى » على مدى أربعة ايام. عيد الاضحى، مثل شهر رمضان، يعتبران العيدين الاهم في الدين الاسلامي. وبسبب مكانتهما الخاصة في التقاليد الاسلامية والهالة الدينية التي ترافقهما يبرز في هذه الاوقات بالذات تصعيد في ظواهر العداء والعمليات الارهابية.

 

فتنظيم داعش، مثلا، شرع في شهر رمضان الماضي في حملة اعلامية خاصة عن اهمية الانطلاق في عمليات انتحارية ضد اهداف في الغرب والمكانة السامية التي ينالها الشهد على نحو خاص في شهر رمضان.

 

ومع ذلك، يجدر بالذكر ان موجة الارهاب الحالية ليست نتاجا جديدا بل تواصلا مستمرا من الارتفاعات والهبوطات في كمية العمليات ونوعيتها منذ ايلول 2015، قبل بضعة اسابيع من احياء الاعياد اليهودية. 62 في المئة من المنفذين للعمليات كانوا تحت سن 24 و 56 في المئة منهم كانوا من منطقة الخليل والقدس. وقد انطلق هؤلاء الشبان بقدر كبير بسبب الالهام الذي تلقوه من رفاقهم الذين انطلقوا للعمليات وبسبب الدعاية المعربدة ضد اسرائيل في الشبكات الاجتماعية. وقد أصبحت هذه منصة هامة في تشجيع الشبان على ترجمة مشاعر الاحباط لديهم في الميدان. فظاهرة المنفذ الفرد في أوساط الشبان جعلت الشهيد اليوم موضع قدوة. فالتعرض للتحريض منفلت العقال الذي يعربد في الشبكات الاجتماعية والذي يجد تعبيره بتبادل المراسلات من الشبان تنديدا باسرائيل وتشهيرا بها ونزعا للانسانية الذي يجرى لليهود مما يعزز مشاعر الكراهية تجاه اسرائيل ويساهم هو ايضا في الميل الحالي.

 

على خلفية الاجواء الدينية الخاصة التي ميزت عيد الاضحى وعلى خلفية الدعاية في الشبكات الاجتماعية يبرز ايضا الاقصى كمثير للمشاعر الدينية والذي تكمن فيه الطاقة للتشجيع على تنفيذ اعمال الارهاب ضد المواطنين والجنود. فالمواطن الاردني سعيد عمرو الذي حاول ان يطعن في نهاية الاسبوع شرطي من حرس الحدود في شرقي القدس كان شخصا متزمتا نسبيا من ناحية دينية وأعرب عن رغبته في أن يصلي في المسجد الاقصى. وتنتشر لازمة الاقصى بشكل بارز في الدعاية الاسلامية، ولا سيما من جانب مؤيدي الشيخ رائد صلاح الذي يمكث اليوم في السجن الاسرائيلي، ونشطاء تنظيم « حزب التحرير » الذين يبذلون جهودا جمة ضد التواجد الاسرائيلي في النطاق عبر نشر فكرة ان المسجد الاقصى في خطر ملموس في ضوء مؤامرة يهودية تسعى الى اقامة الهيكل الثالث على خرائب المسجد الاقصى.

 

لقد صرح أبو مازن مؤخرا في اثناء زيارته الى فنزويلا بان موجة الارهاب ليست نتيجة التحريض في الشبكات الاجتماعية بل تعبيرا عن الازمة التي يعيشها سكان السلطة. ولعل هناك بعض الحق في اقواله، ولكن للسلطة الفلسطينية ايضا مساهمة في تعزيز المشاعر المناهضة لاسرائيل بل وتشجيع العصيان الشعبي ضد اسرائيل. فمؤخرا فقط دعا « المجلس الوطني الفلسطيني » الفصائل.

كلمات دلالية