خبر أطفال فلسطين.. فرحة العيد تنغّصها ممارسات الاحتلال

الساعة 07:06 ص|14 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

أن يدرك أطفال فلسطين المعنى الحقيقي للعيد ويستشعرون فرحته دون منغصات، هو أمر يكاد شبه مستحيل في ظل احتلال يجثم على صدر بلادهم منذ 68 عاما؛ غير أن المحاولات لانتزاع الفرحة وإدخال بهجة العيد إلى قلوبهم متواصلة دون انقطاع برغم كل شيء.

ينتظر الأطفال الفلسطينيون كغيرهم من أبناء جيلهم في العالم الإسلامي حلول عيدي الفطر والأضحى بفارغ الصبر، مستبشرين بموسم فرح ولهو وضحك يحمله العيد لهم.

هذه المعاني يعيشها الطفل الفلسطيني إلا أنها تكون مختلفة بشكل أو بآخر، خاصة في ظل الاحتلال وممارساته التي جعلت الأطفال أكثر الفئات تأثراً من الناحية النفسية، بسبب تعرضهم المباشر لعنف الاحتلال، وظهور الآثار النفسية لهذه الانتهاكات على سلوك الطفل في الأراضي المحتلة.

وبحسب معطيات نشرها مختصون بالصحة النفسية للأطفال، فقد عانى الأطفال الفلسطينيون بشكل مستمر من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي؛ فهناك نحو 90 في المائة منهم تعرّضوا لتجارب في حياتهم سبّبت لهم « صدمة »، وكانت في معظمها ناتجة عن التأثير الذي سببته ممارسات الاحتلال، فضلا عن انعكاساتها على البناء الاجتماعي للعائلة الفلسطينية.

كما تشير معطيات حقوقية إلى أن أعداد الشهداء الأطفال منذ شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بلغ نحو 56 شهيدا وشهيدة، من أصل 239 شهيدا في ذات الفترة، ناهيك عن مئات الجرحى وكذلك الأسرى الذي ارتكب إدارة سجون الاحتلال بحقهم أبشع الانتهاكات وحرمتهم من أبسط الحقوق، وسط صمت المجتمع الدولي.

وفي ظل ذلك، يرى خبراء في مجال تنمية الطفل وجود ضرورة ماسة للعمل على إدخال الفرحة على قلوب الأطفال الفلسطينيين والترفيه عنهم؛ لا سيما خلال فترة العيد.

ويعتبر خبير التنمية البشرية الفلسطيني، محمد بشارات، أن الاحتلال بممارساته وانتهاكاته المتواصلة ينغص فرحة العيد على الأطفال، وذلك بفعل تراكمات عمليات الاقتحام والقتل، بالإضافة للاعتقال اليومي ودخول المنازل بشكل غير إنساني، وكل ذلك أدى بالأطفال إلى التعب النفسي وردود الأفعال الصعبة.

ويقول بشارات خلال حديث لـ « قدس برس »، « إن الاحتلال حاضر بممارساته في وجدان الطفل الفلسطيني؛ فلا يكاد يخلو بيت إلا وعانى منها، فهناك الشهيد والأسير والجريح، وهناك من تعرض لاعتداء مباشر وغير مباشر ».

ويشير إلى أن هذه الممارسات انعكست على سلوك الأطفال في نمط ألعابهم التي ينتقونها ويمارسونها؛ حيث تبوء محاولات الأهالي في إقناعهم باقتناء الدمى وألعاب الحيوانات والكرات بالفشل؛ ويصمّمون على شراء الأسلحة البلاستيكية من مسدسات ودبابات وطائرات وأسلاك شائكة، في انعكاس لواقع الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

ويبيّن الخبير بشارات، أهمية العمل على تعزيز مفهوم العيد لدى الأطفال عن طريق احتضانهم ومشاركتهم ألعابهم، وكذلك توفير أماكن اللعب والتنزه التي تعوضهم عما عانوه في ظل الاحتلال.

ويشدّد على أنه من الضروري الاستماع للطفل واستخدام الألعاب والرسومات وإشعاره بالأمان الذي يفتقده كثير منهم ويؤثر على سلوكهم، وبالتالي ينمّي لديهم إحساسا بعدم الثقة بالنفس والرغبة في الانطوائية والهروب من مشاركة الآخرين.

أما فيما يتعلق بالعائلات الفلسطينية التي فقدت أبناءها بين شهيد وجريح، فيعتبر بشارات أن محاولة ملئ الفراغ الذي يتركه هؤلاء بعد غيابهم هو أمر غاية في الأهمية، لافتا إلى دور المجتمع في التواصل مع هذه العائلات ومساندة أطفالها في مختلف المناسبات والأعياد.

ممارسات الاحتلال من استبداد وقمع بحق الفلسطينيين عامة وأطفالهم خاصة، تأتي في إطار ممنهج ومدروس، الأمر الذي يخلق خوفا متراكما لديهم، يؤدي إلى صدمات نفسية تولد أزمات، لها تأثير على شخصياتهم بشكل آني وبالمستقبل كذلك، بحسب خبير التنمية البشرية.

ويضيف أن المتنزهات وأماكن اللعب المنتشرة بقلّة في المناطق الفلسطينية، تلعب دورا في التخفيف عن تبعات وآثار جرائم الاحتلال وممارساته، بحق الأطفال الفلسطينيين.

من جانبه، يؤكد خالد الدبعي، مالك متنزه للأطفال قرب نابلس، على أنه يهدف من وراء مشروعه إلى الإسهام في إخراج العائلات الفلسطينية من ضنك العيش في ظل الاحتلال.

وأضاف خلال حديث لـ « قدس برس »، أنهم سعوا بأن تكون هذه المنتزهات قريبة من الأماكن السكنية، بالإضافة لإقامتها بطريقة آمنة، كي تشكل بديلا يرتاده الفلسطينيون لحرمانهم من الوصول إلى أماكن سياحية لقضاء عطلة العيد، خاصة تلك الموجودة في الداخل الفلسطيني.

 

كلمات دلالية