تقرير ما حقيقة نفوق عجول غزة..! وهل تعتبر شرعاً أضحية؟

فلسطين اليوم

أثارت قضة نفوق عدة عجول في محافظة خانيونس والنصيرات بقطاع غزة أمس الأحد، جدلاً واسعاً بين صفوف المواطنين من حقيقة ما حدث مع العجول إضافة إلى رأي الشرع في ثبات صحة الأضحية من عدمها.

فمع انتشار خبر نفوق العجول ظهرت العديد من الشائعات بين صفوف المواطنين، منها أن سبب موتها هو « زيادة الملح والماء الذي يهدف لزيادة وزنها قبل بيعها »، ومنها « قلة الوعي لدى الناس خاصة وأن العجول القادمة من الخارج كانت في مزارع واسعة وليست أمام جمهور المواطنين »، ومنها سواء الأعلاف والحر الشديد، إضافة إلى « إنزالها » من الشاحنة بطرقِ خاطئة« .

وتجادل الناس كثيراً حول جواز اعتبار العجول التي نفقت »أضحية« وتوزيع لحمها كالأضحية التي يتم ذبحها في يوم العيد.

كنا مجبرين للحصول على الأضحية »سداد دين«

»فلسطين اليوم« حاولت الوصول إلى الحقيقة عبر الحديث مع المواطن عاطف اصليح صاحب أحد العجول التي ماتت في مدينة خانيونس والذي أكد بدوره، أن المزارع خدعه وشركائه في »العجلة« التي حصلوا عليها قبل يوم واحد من العيد.

وقال المواطن اصليح: إن »العجلة« -أصغر أنواع العجول-، كانت مريضة منذ اللحظة الأولى لكنني وشركائي كنا مجبرين للحصول عليها باعتبار أنها »سداد دين« منذ ما يقارب العام من صاحب المزرعة، وسألنا مشايخ عدة في جواز اعتبارها أضحية أم لا؟، وكانت اجابتهم جائزة ولم نتوقع أن تموت الأضحية قبل ليلة من العيد ».

واتهم اصليح صاحب المزرعة بإجهاد « العجلة » من خلال نقلها من مكان إلى أخر قبل أن تصل إليه إضافة إلى أنه قام بإطعامها الملح والماء، مشيراً إلى أن أحد العاملين في المزرعة أكد له أن « العجلة » سقطت في المزرعة قبل نقلها ثلاث مرات وكان رد صاحب المزرعة أن رشوا عليها الماء لتستفيق« .

صاحب المزرعة تحمل الخسارة بالكامل..

وبعد نفوق العجلة قال: تواصلنا مع صاحب المزرعة عبر الجوال فلم يرد، ثم ذهبنا إلى مزرعته ولم نجده، وبعد نحو 5 ساعات تظاهرت وشركائي أمام منزله ما دفعه للرد عبر الجوال وقال: »أبحث لكم على عجل أخر من مزرعة أخرى بشرط أن لا يتم ايصال القضية للشرطة« .

وشدد اصليح على أن صاحب المزرعة تحمل الخسارة لوحده وتواصلنا معه الساعة الـ11 صباح اليوم الأول للعيد وقال: تعال خذ العجل من إحدى المزارع وعندما وصلنا أشار لنا على أكوام من اللحم لنحصل عليه دون أن نشاهد ذبح الأضحية أو سلخها، وبعد نقاش مع الشركاء حصلنا على اللحم مجبرين ».

وعن الأسعار قال: العجلة التي ماتت وتحمل صاحب المزرعة مسؤوليتها بلغ سعر الكيلو منها 16 دينار بينما لحم العجل الذي حصلنا عليه بـ13 دينار لأنه لحم عجل كبير في السن« .

الكفارنة دعا المواطنين للشكوى عبر عيادات الطب البيطري

مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بغزة د. زكريا الكفارنة قال لمراسل فلسطين اليوم: لم تصل لعياداتنا المنتشرة في محافظات قطاع غزة أي شكوى من قبل المواطنين عن سبب نفوق العجول التي سمعنا عنها عبر وسائل الإعلام ».

وأوضح الكفارنة أنه من الوارد أن نفوق العجول كان لأسباب عدة ومعروفة وهي متمثلة بالمرض و « زيادة التخمة من ماء وملح، إضافة إلى سوء الأعلاف ورداءة جودتها ».

ودعا الكفارنة المواطنين الذين لديهم شكوك حول نفوق أضحيتهم التوجه إلى عيادات الطب البيطري المنتشرة في كافة محافظات القطاع للبت في حقيقة موتها.

الداعية فورة: تكتب له أجر أضحية باذن الله

وبدوره أكد الشيخ الداعية عمر فورة قياساً على آيات من القرآن الكرم وأحاديث عن الرسول صل الله عليه وسلم أن العجول التي ماتت قبل عيد الأضحى بسبب مرض أو التخمة الزائدة ستُكتب لصاحبها ثواب وأجر الأضحية.

واستند الشيخ فورة على الآية الكريمة التي جاءت في سورة النساء، يقول الله تعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء : 100]، وفي أحاديث عن الرسول صل الله عليه وسلم حيث قال صل الله عليه وسلم « اذا هًم الانسان بفعل حسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة وإذا فعلها كتبت له عشرة » وعن الرسول صل الله عليه وسلم قال: « نية المؤمن خير من عمله » إضافة إلى حديث الرسول المشهور بقوله صل الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه« رواه مسلم في الصحيحين والبخاري.

وقال الداعية فورة لمراسل »فلسطين اليوم« : لا تعتبر أضحية بينما يكتب لصاحبها أجر المضحي وإذا قام صاحب مال بشراء أضحية أخرى سيكتب له أجر أضحيتين ».

ومن الجدير ذكره أن قرابة 25 ألف رأس من العجول والأبقار متوفرة بـ غزة منذ أول العام الحالي ما بين استيراد وإنتاج محلي، ويستهلك القطاع حوالي 15 ألف رأس تقريبا في عيد الأضحى المبارك.