استقبلت المهنئين بالعيد وقلبها في المستشفى..

تقرير أم « الأخوين » تخشى جرس الهاتف لنقل خبر الاستشهاد

الساعة 10:34 ص|12 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

« عينٌ تستقبل الناس في أول أيام عيد الأضحى المبارك، والعين الأخرى تراقب الهاتف الذي لم يتوقف للحظة بهدف الاطمئنان على أبنائها، فمع كل »جرس« للهاتف قلبها ينبض بشدة، يداها ترتجفان، جسدها يرتعش خشية من خبرٍ صادمٍ عن أبنائها ».

« عيدها ليس كأي أم تنتظر بلهفة قدوم المهنئين أو العيدية، أو حتى سماع الكلمة المعتاد عليها في صباح أول يوم عيد »كل عام وانتم بخير« ، عيدها حزين مؤلم تتجرع مررته كلما تمر الثواني والساعات دون نبأ يفيد بتحسن حالة نجليها ».

هي أم الأسيرين « محمد ومحمود البلبول » المضربان عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على اعتقالهما الإداري، واللذان يقبعا في المستشفى الإسرائيلي لتردي حالتهم الصحية دخولها مرحلة الخطر الشديد.

أُم الأسيرين البلبول تقول لمراسل « فلسطين اليوم »: لا أعرف الكلمات التي يمكن أن أصف فيها حالتي وحالة بيتي بعد وصول أبنائي الاثنين لمرحلة خطيرة خاصة بعد أن فقد « محمد » حاسة النظر، حالتنا صعبة ومريرة فأنا أتحدث عن روحي تكاد أن تصعد إلى بارئها« .

وتضيف بحالة من الحزن الشديد: أبنائي يصارعون الموت من أجل أن يخرجوا من السجون الإسرائيلية ومن أجل أن يُعيدوا في عيد الأضحى المبارك كالناس جميعاً يزورون الأهل والأحبة، وأنا اليوم »عايشه« لأجلهم وأنتظرهم في البيت الذي »تربيا« فيه ».

أكثر ما تخشاه أم الأسيرين البلبول هو جرس الهاتف حيث تقول: أتمنى أن يأتِ خبراً يُسعدني ويسعد أهل بيتي بانتصار أبنائي على السجان الإسرائيلي« ، مؤكدة أن أبنائها مصران على الإضراب عن الطعام حتى نيل الحرية.

وفيما يتعلق بالميزة التي فقدتها أم الأسيرين خلال العيد قالت: في كل عيد يأتي »محمد« بعد زيارة الأهل والأقارب نهاية اليوم الأول أو الثاني ويقول قولته المشهورة »اليوم أنا مددلكم وين بدكم تروحوا؟« في إشارة إلى أنه يريد أن يذهب بعائلته خارج البلدة ليدخل البهجة والسرور إلى قلوب عائلته خلال أيام العيد.

وأشارت إلى أن نجليها »محمد و محمود« يعانيان وضعاً صعباً فخلال زيارتها لهما أمس شعرت بحزن عميق في قلبها فأبنها محمود فقد البصر وكان يناشدها بأن لا تبلغ »محمد« عن وضعه وفقدانه للبصر.

»حاول جنود الاحتلال منعي من احتضان أبنائي وعندما كنت أتحدث معهم كأنني اتحدث لحجر وليس لبشر فقد خلع جنود الاحتلال كل مشاعر الانسانية والمحبة والعطف من قلوبهم وزرعوا بدلاً منها مشاعر الحقد والكره لأبناء شعبنا الفلسطيني حتى لو كانوا على سرير المرض« , القول لأم الأسيرين البلبول.

ولفتت إلى أن جنود الاحتلال يخشون محمد ومحمود أكثر من أي وقت مضى رغم جلوس الاثنين على سرير المرض، قائلة: عندما زرت محمود في مستشفى »عين كارم" كانت الحراسة مشددة وصعبة جداً وفي كل مكان تنظر عيني إليه أشاهد جنود أو مجندات يحرسون المستشفى خشية من محمود.

كلمات دلالية