ببيع أدوات الرجال..

بالصور « أم عبد » تكافح الفقر منذ 60 عاماً دون أن تمد يدها لأحد

الساعة 08:27 م|06 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

« تجدها منذ ساعات الصباح تحوم كالطائر المجروح بين ادوات مواد البناء ومستلزمات البيت، تمسح الغبار، وتنظف –دكانتها- الصغيرة وترش الماء أمامها، تستعين بالله وتجلس على كرسيها في انتظار الزبائن ».

أم عبد أبو عاصي تبلغ من العمر 64 عاماً تعاني من أمراض عدة لم تجد أمامها سوى -دكانة- زوجها في سوق فراس بمدينة غزة؛ لتوفر لقمة عيشها دون إذلالٍ من أحد.

الفقر في قصة نجاح أم عبد ليس عيباً، والبيع بأعمال الرجال كذلك ليس اذلالاً للنساء، بقدر ما هو تحدِ لمكافحة الفقر المفروض على كثير من أبناء شعبنا في قطاع غزة الذي يتجه بعض الفقراء منهم إلى مهنة التسول في الأسواق وعلى مفترقات الطرق.

فمنذ أن كان عمرها 5 سنوات وهي تجاهد نصيبها في الحياة، وتنتقل من عملٍ إلى أخر، حتى وصل بها الحال إلى بيع مواد البناء ومستلزمات البيوت.

وتعتمد أم عبد في جلب البضاعة لدكانتها على ما يجلبه التجار إلى سوق فراس من بضاعة مختلفة، وتقوم بشرائه وببيعه للناس بأسعار مناسبة.

أم عبد تقول لمراسل فلسطين اليوم: « كنت أعمل مع والدي عندما بلغت من العمر 5 سنوات، كان عملنا في ذلك الوقت بيع الحلويات كـ »المهلبية« عبر عربة صغيرة تسير بالطرقات حيث رزق الله الواسع ».

وأضافت: أصيب والدي بأمراض دفعته لترك العمل والجلوس في البيت، وأصبحت وخواتي نساعده في توفير لقمة العيش بالبحث عن عمل أخر كـ« بيع مواد البناء ومستلزمات البيت » حتى منً الله علي بالزواج« .

تعرضت للكثير من المضايقات والسرقات

وبحالة من الحزن تقول: زوجي كان فقيراً وأنجبت منه 3 أولاد و8 بنات، الأبناء الثلاثة كل واحد لديه محل لبيع مواد البناء بحمد الله وهم مستقلون عني، بناتي متزوجات وحالتهن صعبة جداً لأن الفقر لاحقهم في حياتهم كما لاحق والدتهم من قبل ».

وتابعت قولها: رغم ما يعانيه زوجي من فقر إلا أنني كافحت معه في حياته ولا زلت أكافح لنفسي بعد وفاته« وتقدر أم عبد المدة الزمنية لعملها في سوق فراس حتى الآن بـ »47 عاماً« .

وأشارت إلى أنها تعرضت للكثير من المضايقات في بداية الأمر من الناس الذين لا يحبون للنساء العمل في مجال اهتمامات الرجال، كما أنها تعرضت لسرقة أموالها وأموال بناتها ما جعل حياتهم على »باب الله« وفقاً لقولها.

ولفتت إلى أن الكثير من الرجال وجيرانها الباعة يقولون عنها »هذه ست مجاهدة مكافحة توفر لقمة العيش بيديها الناعمتين بدلاً من التسول كما نرى في شوارع غزة ومفترقاتها« .

وبينت أم عبد أن صحتها تعرضت للكثير من الأمراض منها »الغضاريف وشد العضل وخشونة في القادمين وأمراض القلب« ورغم ذلك إلا أنها أكدت أن الأمراض التي أصابتها لن تمنعها من الاستمرار في مكافحة الفقر حتى »الممات« ، بالتباع الطريقة والوسيلة التي تبعدها عن إذلال الناس لها وتوفير لقمة عيشها.

كيف تقض أم عبد أبو عاصي يومها

وعن يومها كيف تقضيه قالت: »افتح –الداكنة- منذ الساعة الـ11 ليلاً واستمر في استخرج البضاعة من الدكانة حتى ساعات الفجر الأولى لأن البضاعة كثيرة وثقيلة على امرأة في مثل سني ووضحي الصحي.

وأمضت تقول: استأجرت عاملاً ليقوم بمساعدتي في بيع الناس وترتيب البضائع في نهاية النهار داخل المحل« ، موضحة انها تشعر بالحزن والضيق والقهر إلا أنها »تحمد الله« على نصيبها وما تبقى لها من عمر.

ووجهت أم عبد رسالة للنساء قالت فيها: إن كانتِ –ست- امرأة فقيرة أو غنية لا بد أن تمارسِ مع أولادك وزوجك العمل لتحافظِ على بيتك ومالكِ وحياتكِ حتى تعيشِ براحة وسعادة في الحياة التي قسمها الله لكِ »، مشيرة إلى أن وضعها كان صعب ومرير منذ ولادتها إلا أنها تغلبت على فقرها بالإرادة والصبر والتحمل والعمل والمثابرة حتى حققت جزء بسيط من حلمها الذي تسعى لتحقيقه النساء كافة.

وعن حلمها قالت: حلمي أن يعيش أبنائي بحب وسلام، وأن ينتقم الله لي من السارقين الذين قلبوا حياتي وحياة بناتي إلى جحيم".



1

2

3

4

5

كلمات دلالية