جدل فقهي وسخط شعبي

خبر في مصر: فتوى تُجيز التضحية بالبط والدجاج

الساعة 09:01 ص|05 سبتمبر 2016

فلسطين اليوم

 

لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة في سلسلة الفتاوى المثيرة للجدل التي أصدرها سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الذي أفتى مؤخراً بجواز التضحية بالبط والإوز والدجاج.

الهلالي الذي عُرف بعدد من الفتاوى لاقت هجوماً لاذعاً من الفقهاء، أكد لـ« الخليج أونلاين » أنه استند إلى كتاب ابن حزم في إجازة التضحية بالطيور، مستنكراً إخفاء المشايخ والعلماء تلك المعلومات عن الجمهور.

وأوضح أن « طلاب الأزهر يدرسون تلك الفتوى إلا أن العلماء يخفونها عن المواطنين »، وتابع: « ابن حزم هو من أجاز التضحية بالطيور وليس سعد الدين الهلالي، لكي يسخر العلماء منها ويستنكروها ».

واستند أستاذ الفقه المقارن في فتواه إلى قول ابن حزم في الجزء السابع من كتابه: « الأضحية جائزة بكل حيوان يؤكل لحمه من ذي أربع، أو طائر، كالفرس، والإبل، وبقر الوحش، والديك، وسائر الطير والحيوان الحلال أكله، والأفضل في كل ذلك ما طاب لحمه وكثر وغلا ثمنه ».

وتابع: « كما أن ابن عباس أعطى لغلامه درهمين وطلب منه شراء لحمة وتفريقها على الفقراء، وقال له: قل لهم أضحية ابن عباس ».

- تقسيم الأضحية كرم

وذهب الهلالي إلى القول: إنه « لا يوجد في السنة ولا في كل كتب السنة ما يوجب تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام، إنما هذه القسمة حكاها أبو موسى الأصفهاني في كتاب تراجم له قبل أن يتوفى في عام 581 هجرية، أي إن كتابه أصدره بعد وفاة النبي بـ 570 عاماً ».

وأشار إلى أن « تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام يُعد من الكرم، ويجوز تقسيمها كما يشاء المضحي، كما يجوز له أن يحتفظ بالأضحية كاملة لأهل بيته ولا يوزع منها شيئاً ».

وتابع أستاذ الفقه: « الأسرة الواحدة تقوم بتوزيع الدجاجة على أفرادها، وما دام أن هناك تمسكاً بتقسيم الأضحية، فعلى الفقير أن يذبح دجاجة ويوزعها كما يوزع الأضحية ».

وتساءل الهلالي: « أليس من حق الفقراء أن يفرحوا؟ ولماذا لا يشعر العلماء بما يعانيه الفقراء ويخفون معلومات من شأنها أن تخفف من معاناتهم وتُدخل على نفوسهم السرور في ظل الأزمة الاقتصادية، وغلاء المعيشة، وارتفاع أسعار الأضاحي من الأنعام؟ ».

- تجديف في الدين

اختلف معه أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، الذي وصف فتوى الهلالي بجواز التضحية بالطيور بأنها « تجديف في الدين »، مشيراً إلى أن « صاحبها يبحث عن الضعيف والشاذ في الإسلام ».

وأكد أن « القربات بالذبح والنحر تكون في الأنعام فقط من الغنم والماعز والجاموس والإبل، وهذا ما نص عليه القرآن والسنة، والسنن المنقولة والمتبعة والمأثورة ».

وتساءل كريمة: « هل التضحية بالطيور توزع كالأنعام؟ وهل توزع لثلاثة أجزاء، وما أنواعها ومواصفتها؟ »، متابعاً: « الله أمرنا بالاتباع لا الابتداع، والتضحية من العبادات التوقيفية التي لا مكان للعقل فيها ».

وأردف: « ما يثار عن أن تلك الفتوى تخفف عن المواطنين غلاء أسعار الأضاحي والأوضاع الاقتصادية السيئة، يُعد ثرثرة فارغة وتدليساً، كما أنه كلام غير عقلي ».

وأوضح أستاذ الفقه المقارن أن: « الأضحية سنة وليست فرضاً، وفي حالة العجز عن الأضحية لا يؤديها الإنسان ولا يأثم، فهو أمر على السعة، وأن مثل تلك الفتاوى قنابل لإثارة الإعلام وتشتيت الانتباه ».

وشدد كريمة على أن الأصل في الاتباع هو القرآن والحديث أولاً، قائلاً: « ما استند إليه مُصدر الفتوى من تضحية ابن عباس بدينارين أمر غير موفق؛ لأن الدينارين اللذين ضحى بهما كانا ثمناً لشاة في عصره ».

- الطيور ليست أضحية

في السياق ذاته، أكد وكيل أول وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، شوقي عبد اللطيف، أن الفتوى الصادرة بجواز التضحية بالطيور لا أساس لها من الصحة، قائلاً: « الطيور لا تجوز كأضحية ».

وأوضح، في حديثه لـ« الخليج أونلاين »، أنه « يُجزئ عن الإنسان وأسرته كبش أملح أقرن لا يقل عن ستة أشهر موفور اللحم، وتُجزئ بقرة أو جمل عن سبعة أسر ».

وتابع عبد اللطيف قائلاً: « ومن لا يقدر على التضحية، يذبح ما شاء من الطيور إحياءً لسنة النحر، لكنها لا تصح كأضحية، فأقلها واحد من الضأن أملح أقرن يبلغ من العمر ستة أشهر أو أكثر موفور اللحم ».

وشدد وكيل وزارة الأوقاف على أن « التضحية سنة وليست أمراً واجباً، من استطاع وفعلها يُثاب، ومن لم يفعلها ليس عليه حرج ولا يُعاقب ».

كلمات دلالية