تقرير نصائح تُجنبكم مأساة أول يوم دراسي لأطفالكم!!

الساعة 05:45 م|26 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

يتوجه بعد غدٍ الأحد نحو مليون و مائتي ألف طالب و طالبة الى مقاعد الدراسة في المدارس الفلسطينية، في بداية للعام الدراسي الجديد، 2016-2017 ، من بينهم الاف الطلبة الذين سيدخلون المرحلة الأولى من تعليمهم المدرسي، حيث تعتبر هذه المرحلة بالنسبة لهم مرحلة انتقالية من حياة الى أخرى تتغير فيها البيئة التي يعيشونها الى أخرى مختلفة عن تلك التي اعتادوها في البيت صحياً ونفسياً، و سيتعاملون مع أحداث يومية متجددة من أصدقاء وواجبات وغيرها، بعيداً عن جو العائلة الذي اعتادوا عليه سابقاً.

و غالباً ما تقع الأسرة تحت تأثير مخاوف تهيئة طفلها لسنته الدراسية الأولى، فهي تريد إقناعه بالذهاب إلى المدرسة والاختلاط بالآخرين وخوض تجربة التأقلم مع بيئة مختلفة، و تقف عاجزة أمام بكاءه في الأيام الأولى للحياة المدرسية.

و يرى مختصون بأن الانتقال من مكان الى آخر أو من مرحلة الى أخرى يعتبر أمرا صعبا، فالاعتياد على جو معين و وسط معين يضفى نوعا من الشعور بالراحة و الاستقرار النفسى، الا انه فى حياتنا الكثير من المحطات التى علينا ان نقف فيها لكى نستقل قطارا او نركب اخر، و كل هذه المحطات تحتاج الى الدعم المعنوى و التعبئه النفسية قبلها و خلالها و من تم بعدها، و من أهم هذه المحطات « المدرسة » .

« وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » تحدثت الى المرشد التربوي و النفسي، أستاذ زهير عواجة حول هذا الموضوع، حيث أكد بأن الأيام الأولى من حياة الطفل الدراسية لا تكاد تمر من دون دموعه أو دموع أسرته، حيث يبدأ في هذه المرحلة انفصال الطفل عن امه للمرة الثانية, وهو خطوة مهمة وأساسية في حياته وحياة أهله على حد سواء.

و لفت عواجة الى ان معاناة الفراق التي يشعر بها الطفل والخوف، أو الرهبة التي تنتابه من هذا العالم الجديد الذي سيدخله، ستظهر بلا شك في أساليب متعددة في الأيام الأولى لبدء العام الدراسي،كالبكاء ورفض المدرسة التي يعتقد الطفل بأن هذا المكان سيبعده عن أمه وعائلته،وقد يدفعه هذا الاعتقاد الى البكاء والصراخ وربما يلجأ الى سلوك عدواني وعنيف.

و أشار الى أن الطفل الذي ليس له أي خبرة بالمدرسة أكثر خوفاً من أولئك الذين كانوا يترددون على الحضانة والروضة, لأنهم يكونوا قد ألفوا وتعودوا على مثل هذا المناخ المدرسي من حيث النظام وإتباع الأوامر والتعليمات التي يفرضها النظام المدرسي بالروضة فضلاً عن اندماجهم مع الغرباء وتفاعلهم معهم، لأن الحضانة والروضة مكان اجتماعي تعليمي يتعلم فيه الطفل أن يتوافق مع الآخرين.

و اعتبر أن خوف الطفل عند دخوله للمدرسة للمرة الأولى ظاهرة طبيعية، و هي حالة خوف عادي سرعان ما تزول بعد عدة أيام وهي ليست حالة مرضية تدعو إلى القلق، وخاصة ان معظم مخاوف الطفل منحصرة في وجوده في مكان غريب عليه لم يألفه بعد.

و قال عواجة بأن هذه المشكلة يمكن أن تصاحب الطلبة الدين ينتقلون من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية (المتوسطة ) مع اختلاف بعض الأسباب .

و للتغلب على مشكلة رفض الطفل للمدرسة نصح عواجة بالآتي:

    ألا يخضع الأهل لابتزاز الطفل، فإذا رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة يجب على والده أو والدته إجباره على الذهاب إلى المدرسة، حتى لو كان يبكي ويرمي بنفسه على الأرض أو يتذرع بألم في بطنه أو ما شابه، و يجب أخذه إلى المدرسة وعدم السماح له بالغياب.

    - إذا أعلن الطفل عن سبب معين في رفضه الذهاب إلى المدرسة، عندئذ يجب على الوالد أن يناقش هذا الأمر مع المدرسة ويقوم بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين بحل مشكلة الطالب الذي يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب هذه المشكلة.

    -  يفضل في  صباح كل يوم إيقاظ الطفل بهدوء ومساعدته على  ارتداء ملابسه وترتيب كتبه مع التشجيع المستمر له. أما بعد رجوعه من المدرسة يجب ان تمتدح سلوكه وتثني على نجاحه في الذهاب إلى المدرسة مهما كانت حالته من خوف أو رفض للذهاب للمدرسة. أما في يوم العطلة فالأفضل اصطحابه لاماكن يفضل الذهاب لها كمكافئة له عن ذهابه للمدرسة.

و من الخطوات الهامة التي تسبق هذه المرحلة أكد عواجة على النصائح التالية:

ضرورة إلحاق الأطفال بدور الحضانة قبل التحاقهم بالمدرسة الابتدائية لكي تنكسر حدة الخوف والرهبة من المدرسة ويعتادوا على الجو المدرسي.

التركيز على تأقلم الطفل مع جو المدرسة كهدف رئيسي في البداية بدلاً من التركيز على الواجبات المدرسية التي ترهق الطفل وتزيد من توتره وقلقه.

تعزيز الطفل على السلوك المرغوب فيه مهما كان صغيراً، وتنمية نسيج من العلاقات الاجتماعية والصداقات مع زملائه الجدد.

استخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب كوسيلة تربوية لإيصال المعلومة، وإشعار الطفل بأنه في بيئة حرة إلى حد ما ولا تختلف عن جو البيت، وعدم الجفاف في التعامل واستخدام العقاب.

دحض وتفنيد الأسرة للاعتقادات والتصورات الخاطئة التي يمتلكها الطفل عن المدرسة وتصويبها، وإظهار الايجابيات والمحاسن الموجودة في المدرسة من ألعاب ورحلات وممارسة للأنشطة والهوايات.

إتاحة المجال للطفل للاحتكاك مع نماذج من الأطفال الناجحين الذين يكبرونه للاستفادة من تجاربهم وأخذ الانطباعات السليمة عن المدرسة.

كلمات دلالية