حمى التسجيل لاستقطاب الطلاب

تقرير جامعات في غزة ترفع شعار « التسجيل عليك و الشهادة علينا »

الساعة 08:46 ص|21 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

أصبحت الجامعات الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، أشبه بالمحال التجارية التي تدلل على خدماتها ومميزاتها لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب، فكلاً منها تنظر الى ما تعلن عنه أحد الجامعات حتى تبادر الاخرى بعروض جديدة وأكثر إغراءً بالنسبة للطلاب، وخاصة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع.

عدد الجامعات في قطاع غزة، قد يكون كبير مقارنةً مع عدد سكانها، ولكن الظروف الاقتصادية، والانقسام منع عدد من الجامعات الكبيرة من استقطاب الطلاب، وترك المجال لجامعات جديدة تحمل في جعبتها طرق وتخصصات جديدة، بالإضافة الى تقديم اغراءات للطلبة للتسجيل بها، مما يضع الطلاب في حيرة من امره فيما يختار وخاصة ان عدد من الجامعات رفع شعار لاستقطاب الطلاب « التسجيل عليك والشهادة علينا »

واعتبر مراقبون بأن كثرة الجامعات في القطاع، واشتداد المنافسة بينها ظاهرة غير صحيحة، ولا تخدم المجتمع الفلسطيني، لأنها بدأت دون استراتيجية واضحة للنهوض بالتعليم العالي في فلسطين، بل أصبحت الكليات والجامعات تقدم عروضاً كثيرة للطلبة لجذبهم اليها.

من ناحيته أوضح الأستاذ محمد الحطاب، المختص بشؤون التعليم في قطاع غزة إنه من واقع التجربة، فقد ثبت بأن الوضع الذي يمر به القطاع يدفع الجامعات لتقديم تنازلات مالية على حساب الجودة الأكاديمية، مشيراً الى أن الجامعات التي تعاني من أزمة مالية لا تستطيع ان ترفع نسبة الرسوب لديها، نظراً لأن الطالب سينسحب منها، وستتأثر الجامعة سلباً، ولن تستطيع ان تسير ايجاباً.

وأشار الحطاب في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » الى أن هناك منافسة غير حميدة بين الجامعات والكليات، خصوصاً النظرية منها، مما يدفع الطلبة للبحث عن الأقل رسوماً، والأسهل في إجراءات النجاح فيها.

وأوضح أن هيئة الاعتماد والجودة في وزارة التعليم العالي تزور الجامعات للاطلاع على جوانب ثانوية، كالمكاتب والخدمات، ولكنها لا تنظر في جودة التعليم والكفاءات العلمية للطلاب، حيث أن وجود الأكاديميين في الجامعات نتيجة ظروف معينة، وأن بعض الجامعات تفتقر للنخب منهم، مشيراً الى أن ذلك من شأنه أن يزيد الأمية لدى الخريجين وأن المحصلة النهائية للخريج تكون متواضعة.

ولفت الى أن العملية التعليمية في الجامعات للأسف أصبحت عملية تجارية، لا تصب في مصلحة الطالب والمواطن، ولا يوجد هناك رقابة قوية على هذه الجامعات لا سيما الخاصة والأهلية والمتوسطة منها.

وتساءل الحطاب عما إذا كان الطلبة الخريجين من هذه الجامعات يستطيعون تجاوز امتحان الشامل لو أُقر لخريجي البكالوريوس، أو ما إذا قُدمت استبانة معرفية لهم؟

وحمل الحطاب المسؤولية لمن أعطى التراخيص والتصاريح لهذه الكليات والجامعات التي تفتقر للأنشطة اللامنهجية للطلاب، حيث لم تشهد مخرجات التعليم فيها أي تقدم في مجال البحوث العلمية أو وجود طفرة، على الرغم من ارتفاع عدد الخريجين والجامعات دون أن نلمس أي تميز لهم.

و يعاني قطاع غزة من تكدس لأعداد الخريجين، وعدم وجود فرص عمل لهم، بسبب تركيز الجامعات المختلفة في القطاع على تخصصات مشابهة، وعدم التركيز على التخصصات الضرورية لسوق العمل.

 

كلمات دلالية