لم يحظ باعجاب الأهالي

تقرير « المريول المدرسي » بالأسواق.. خروج حرج عن المألوف!!

الساعة 07:30 م|18 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

لوقت ليس ببعيد، احتفظ الزي المدرسي للطالبات في المدارس الفلسطينية، « المريول » بأصالته و تاريخه، في صورة هي الأقرب للعرف الوطني عبر لقاء سنوي يتجدد من جيل لآخر، و شكل هوية وطنية لا تقبل المساس بها بلونيه « الأخضر و الأزرق المخطط ».

لكن هذا العرف الذي تناقلته الأجيال السابقة بدأ يأخذ منحى آخر، مع ظهور تطورات جديدة في حياكة « المريول المدرسي »، و تداخل أفكار و تصاميم ليس لها علاقة بالعملية التربوية و التعليمية، و هذا ما أظهر حالة من عدم الرضى من قبل جمهور المشترين في أسواق قطاع غزة، الذين رأوا في التصاميم الجديدة المطروحة في السوق نوع من المبالغة في الزركشة و الاضافات الزائدة، حتى أن البعض اعتبره بأنه « خروج حرج عن المألوف ».

و يتفق معظم اولياء الأمور على ان الزي المدرسي الجاهز بات اقل كلفة وعناء مقارنة بالسابق حيث ان لم تجد طلبك بالمعرض الاول ستجده بالثاني، في حين يحتاج تفصيله الى البحث عن القماش المناسب وخياط ماهر وحجز موعد مسبق لا يقل عن عشرة ايام لتستلمه جاهزا، إلا أن هذا الاعتقاد بدأ يتلاشى عند البعض مع ظهور هذه الموديلات هذا العام.

مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » رصدت حالة الاستياء و عدم الرضى لدى المشترين عما تعرضه المحال التجارية و أماكن بيع الزي المدرسي لهذا العام، الذين أكدوا بأن التصاميم الجديدة التي ظهرت هذا العام غير ملائمة للعملية التربوية و التعليمية، حيث أن الكُلفة الزائدة المُدخلة على المريول المدرسي غيرت مفهومه، و أصبح لا يختلف عن أي لباس آخر كالفستان الذي يُلبس في غير المدارس.

من جهتها قالت الأربعينية فايزة أبو شنب، « إن العملية التربوية تحتم من خلالها التفكير بخيار متزن للزي المدرسي يتضمن من خلاله الشكل واللون، حيث الزي جزء لا يتجزأ من المعادلة التربوية، و يجب أن يأخذ تصميم الزي بعين الاعتبار الراحة النفسية للطالبات بما يتناسب مع رغباتهن بحدود المعقول » .

و أشارت الى أنها كانت خلال الأعوام الماضية تشتري الزي المدرسي جاهزاً من المحال التجارية، و لم تلجأ الى شراء الأقمشة و حياكتها، الا أن الخامات و الموديلات الجديدة التي عرضت هذا العام دفعها لتغيير عادتها، و أن تلجأ الى محال بيع الأقمشة لتجهز لبناتها الزي المدرسي، المتعارف عليه سابقاً.

من جهتها أوضحت سها عابد، 35 عاماً إنها ومن باب التغيير، تفضل تصميم الزي المدرسي لبناتها بما تراه مناسبا مع ذوقها، بعد اتفاق مسبق مع خياط ماهر يحيك لها افكارها على قطعة القماش، لتتجنب عناء الشراء من محلات بيع الزي الجاهز بما تعرضه من الوان و موديلات لا تروق للكثير من الأمهات.

و أكدت بأن الغالبية العظمى من « المريول » المدرسي المعروض في الأسواق هذا العام ظهرت بأشكال غريبة، و زركشات زائدة لا حاجة لها و لا تتناسب مع البيئة المدرسية، فتداخلت فيها الألوان من الأبيض الى الأزرق، و وضعت فيها الأشكال و الكُلف الزائدة، مما أساء لشكل « المريول » المتعارف عليه منذ سنوات.

حالة التذمر لم تكن لدى المشترين فقط، فقد عبر عدد من الباعة في أسواق القطاع عن خوفهم من أن يفشل موسم بيع الزي المدرسي بسبب عدم إقبال الكثيرين على مثل هذه الموديلات التي عُرضت هذا العام من قبل مصانع الزي المدرسي.

و قال « مؤمن. ف »، صاحب محل لبيع الزي المدرسي الجاهز إن الإقبال على شراء الموديلات الجديدة من الزي المدرسي للطالبات هذا العام يكاد أن يكون معدوماً، لافتاً الى أن الغالبية العظمى من الزبائن تطلب الزي المتعارف عليه سابقاً، الخالي من أي إضافات و الوان.

و أضاف أن بعض المحلات لم ترغب بجلب هذه الموديلات الجديدة بعد أن لاحظوا عدم اقبال الزبائن عليها، و فضلوا الزي القديم عليه، لافتاً الى أن 90% من المشترين لم يبدوا اعجابهم به.

و أشار الى أن الكثير من المشترين يرون في الزي المعروض حديثاً أقرب لفساتين المناسبات و الرحلات الترفيهية، ليس لغرض الذهاب الى المدرسة، و هذا ما انعكس سلبياً على الحالة الشرائية للزي المدرسي، « المريول » في الأسواق .

و كانت وزارة التربية والتعليم العالي، أعلنت نيتها تطوير الزي المدرسي الحالي للمدارس الحكومية، ابتداءً من العام الدراسي 2017/2018.

 وأوضح وزير التربيّة والتعليم صبري صيدم، أن الزي المقترح سيأتي من خلال مسابقة يتم تعميمها على أوساط الطلبة في مدارسهم، بحيث يحمل الملامح الوطنية الفلسطينية، ويراعي الطلبة الذكور والإناث، دون أن توضح تفاصيل التعديلات المتوقعة عليه.

كلمات دلالية