خبر المعلومات ليست ملكا للشرطة -هآرتس

الساعة 09:43 ص|18 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          كفت الشرطة في الاسبوعين الاخيرين عن تبليغ الجمهور بحالات الاغتصاب. وحسب مصادر في الشرطة، فان هذه سياسة: فقد وجهت التعليمات للناطقات بلسان الشرطة للتشديد على مواضيع ذات لون أمني – القبض على ماكثين غير قانونيين ووضع اليد على وسائل قتالية في الوسط العربي. أي، شرطة أمنية، يبرز الوزير الذي فوقها، جدعون اردان، دوره في مواضيع اسراتيجية وتكتيكية، وفوقها يتولى القيادة نائب رئيس المخابرات الذي اصبح مفتشا عاما، روني ألشيخ.

          نفى أردان أمس وكذا العقيدة ميراف لبيدوت، الناطقة بلسان الشرطة، الادعاء بان هذه تعليمات. غير أن الواقع لا يؤيد هذه الرواية: قضايا الجنس، التي كانت حتى وقت قصير مضى يبلغ بها الجمهور، لم تنشر. فمثلا، في نهاية الاسبوع الماضي وقع، حسب الاشتباه، اغتصاب لشابة ابنة 18 في نادي « اللنبي 40 ». وقد اشتكت الشابة في الشرطة، واعتقل المشبوه، ومددت المحكمة اعتقاله واغلق النادي. وخلافا لما هو دارج، لم تنشر الشرطة بمبادرتها المعلومات عن ذلك.

          هناك  أمثلة اخرى: في يوم الجمعة الماضي اعتقل احد سكان كريات ملاخي للاشتباه بانه اغتصب فتاة ابنة 15 في وضح النهار في المراحيض في المحطة المركزية في تل أبيب بالتهديد بالسكين. ورغم خطورة الحدث لم تنشر الشرطة البيان عنه. وفي صباح يوم الاحد مدد اعتقال مدير فرع احدى منظمات النجدة الكبرى في اسرائيل، للاشتباه بارتكابه افعالا شائنة بحق قاصرة ابنة اقل من 14. في موضوع هذا الحدث ايضا لم ينشر بيان من الشرطة. وفي يوم الاحد ايضا اعتقل شخص للاشتباه بفعلة لواط، بحق ولد واحد على الاقل تحت سن 14، فيما كان يتخفى في زي شرطي. وفي احداث من هذا النوع درجت الشرطة في الماضي على نشر الشبهات، في محاولة للعثور على مشتكيات أخريات، اما هذه المرة فلم تفعل ذلك.

          احدى الحجج التي طرحت لتفسير غياب التقارير اليومية عن أحداث جنسية خطيرة ترتبط بالرغبة في عدم خلق « فزع زائد » في الوقت الذي يوجد فيه العديد من ابناء الشبيبة الان في اجازة. هذا تفسير سخيف لان الهدف يفترض أن يكون معاكسا: اطلاع الجمهور على المخاطر القائمة واستخدام المعلومات التي في حوزته كدليل يفيد في العثور على المجرمين.

          حجة اخرى طرحتها الشرطة من جهاز الناطقين بلسانها، في أن هذا جزء من نهج جديد في أساسه الرغبة لتعظيم الجهاز وخلق مناخ اعلامي يتناسب واهداف المفتش العام ووزير الامن الداخلي. ولكن المعلومات عن الواقع ليست ملكا للشرطة. من حق كل مواطن ان يتلقى المعلومات كأمر عادي، كي يخطط خطاه ويقرر كيف يتصرف.

          يدور الحديث عن جهاز أهم من ان يعنى بالصورة وبالعلاقات العامة فيؤثر على المعلومات التي يبلغ بها الجمهور.

كلمات دلالية