خبر ترامب يتعهد بتدقيق مشدد في خلفيات المهاجرين لاميركا

الساعة 07:30 م|16 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

قال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب الاثنين في أول خطاب مخصص للسياسة الخارجية و « مكافحة الإرهاب » منذ شهر آذار الماضي إنه في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في انتخابات شهر تشرين الثاني المقبل سيفرض على الفور نظام « تدقيق مشدد » في خلفيات المهاجرين إلى الولايات المتحدة.

وتعهد الملياردير الذي تراجعت حظوظ فوزه بالانتخابات في منافسة المرشح الديمقراطي هيلاري كلينتون بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو بشأن سياسته الخارجية، بأن « حكومة ترامب ستضع مبدأ بسيطا سيطبق في كل القرارات المتصلة بالهجرة، سنكون حازمين، سنكون حتى متطرفين، لن نقبل في هذا البلد سوى الناس الذين يشاركوننا قيمنا ويحترمون شعبنا » مذكراً مستمعيه أن الذين ارتكبوا مجزرتي سان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا العام الماضي ومدينة أورلاندو بولاية كاليفورنيا في شهر حزيران الماضي « هم من المهاجرين أو من أبناء المهاجرين المسلمين ».

وكرر ترامب تعهده بـ« تعليق الهجرة التي مصدرها مناطق في العالم هي الأكثر خطورة وعدم استقرار » في إشارة إلى البلدان العربية والإسلامية مشدداً إنه « حان الوقت لفرض آليات رقابة جديدة في مواجهة التهديدات التي تواجهنا، اسميها التدقيق المشدد. دقت ساعة نهج جديد ».

كما وعد بـ« القضاء على تنظيم داعش وأيديولوجية الموت » لديه، متهما سياسة الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بـ« تقديم ميدان عالمي للإرهاب ».

وعرض ترامب « حصيلة قاتمة للإجراءات الدبلوماسية والعسكرية » التي اتخذها الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته كلينتون، واتهمهما أنهما « أحدثنا فراغا يتيح للإرهاب أن ينمو ويزدهر. سياسة هيلاري كلينتون أتاحت تقديم ميدان عالمي لتنظيم داعش ».

من جهته رد عليه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي كان يصطحب المرشحة هيلاري كلينتون في مهرجانات انتخابية بولاية بنسلفانيا في اليوم ذاته قائلاً إن تصريحات المرشح الجمهوري ترامب، التي قال فيها إن الرئيس باراك أوباما أسس تنظيم داعش، « رفعت من التهديدات المتعلقة بسلامة القوات الأميركية في العراق ».

وأضاف أمام حشد أثناء ظهوره مع المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون في سكرانتون بولاية بنسلفانيا « ترامب يجعل بالفعل بلدنا أقل أمناً » وشن عليه هجوما عنيفا ووصفه بأنه « غير المؤهل بتاتا » لدخول البيت الأبيض، لافتا إلى أفكاره « الخطيرة » على الصعيد الدولي محذراً بأنه « لم يسبق وأن كان هناك مرشحا من أي حزب كبير في التاريخ الأميركي أقل معرفة من ترامب، أو أقل استعداداً للاهتمام بأمننا القومي ».

وانضم الرئيس الأميركي باراك أوباما نفس الاثنين أيضاً إلى حملة هيلاري كلينتون كي يحذر الناخبين (خاصة من الحزب الديمقراطي) من مغبة الشعور بالثقة المفرطة بشأن فوز مرشحة الحزب في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، واصفا المرشح الجمهوري ترامب مرة تلو الأخرى بأنه غير مؤهل.

ويأتي تصريح أوباما على الرغم من الأداء القوي التي تؤديه هيلاري في الحملة الانتخابية، ونتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تقدمها على ترامب.

وكان أوباما يصرح خلال حفل عشاء جمع التبرعات للمرشحة الديمقراطية في جزيرة مارثازفينيارد قبالة ساحل ولاية ماساتشوستس التي يقضي فيها عطلة لمدة أسبوعين، لكنه اقتطع منها وقتا لدعم مرشحة حزبه في الانتخابات المقررة في في تشرين الثاني المقبل محذراً حوالي 60 من كبار المتبرعين (حيث تبرع كل منهم بعشرة آلاف دولار لكلينتون « إذا لم نستمر في العمل بدأب حتى اليوم التالي للانتخابات فإننا سنقع في خطأ فادح ».

يشار إلى أن أكثر من 70 جمهوريا نافذا وقعوا على رسالة إلى حزبهم، تطالب بوقف تمويل حملة مرشح الحزب للبيت الأبيض دونالد ترامب، والتركيز على انتخابات الكونغرس التي ستجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.

وكتب الجمهوريون في مسودة الرسالة الموجهة إلى رئيس المجلس الوطني الجمهوري رينس بريباس، نشرتها صحيفة « بوليتيكو » السياسية « إننا نعتقد أن نزعة دونالد ترامب لإثارة الشقاق وقلة كفاءته وتهوره وشعبيته المتدنية إلى مستوى قياسي، قد تحول هذه الانتخابات إلى مد ديمقراطي قد لا يتعافى منه الحزب الجمهوري ».

ودعا الجمهوريون الموقعون على الرسالة إلى « تحويل فوري » لأموال الحزب إلى انتخابات مجلس الشيوخ، الذي سيتم تجديد ثلث مقاعده في الانتخابات المقبلة، ومجلس النواب التي سيتم تجديد كامل أعضائه (435 عضوا)، لمساعدة المرشحين الجمهوريين الذين تضررت حظوظهم بسبب تدني شعبية ترامب.

وتؤكد الرسالة أن « هذا القرار يفترض ألا يكون صعبا، إذ ان فرص دونالد ترامب بالفوز في الانتخابات تتبخر أكثر يوما بعد يوم » بحسب صحيفة بوليتيكو.

ويحذر الذين وقعوا على الرسالة من أن التصريحات المتتابعة لترامب « أبعدت ملايين الناخبين من الحزبين » وأن « هذه الإساءات الأخيرة أضيفت إلى حملته القائمة على الغضب والإقصاء، والتي قام خلالها بالتهكم على ملايين الناخبين وإهانتهم، بمن فيهم المعوقين والنساء والمسلمين والأقليات ».

كما تحذر الرسالة « انه (دونالد ترامب) أظهر كذلك ميولا سلطوية خطيرة، تضمنت تهديدات بحظر ديانة كاملة من الدخول للبلاد، وإصدار أوامر إلى القوات المسلحة بمخالفة القانون بتعذيب معتقلين وقتل عائلات مشتبه بهم في مسائل إرهابية، وإدراج مواطنين مسلمين يمتثلون للقانون في قواعد بيانات، واستخدام أوامر تنفيذية لتطبيق إجراءات غير قانونية ومخالفة للدستور ».

ويأتي ذلك في أعقاب بيان آخر قع عليه 50 عضوا جمهوريا عملوا لسنوات طويلة في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون وأجهزة الأمن القومي، هاجموا به ترامب ووصفوه بأنه « يفتقر للشخصية والقيم والخبرة ليكون رئيسا. إنه يضعف السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة لزعيم للعالم الحر ».

وأضاف البيان أن ترامب يفتقر على ما يبدو « إلى المعرفة الأساسية بالدستور الأميركي، والقوانين الأميركية والمؤسسات الأميركية والإيمان بها بما في ذلك التسامح الديني وحرية الصحافة واستقلال القضاء ».

وفي قضية متصلة أطلق الحزب الجمهوري وللمرة الاولى في تاريخه، أولى حملاته الانتخابية في إسرائيل، الاثنين، في محاولة لإقناع حاملي الجنسية المزدوجة الأميركية- الإسرائيلية بالإدلاء بأصواتهم لصالح المرشح دونالد ترامب.

وقاد ناشطو الحزب الحملة في المدن والمستوطنات ذات الكثافة العالية من الاسرائيليين- الأميركيين، كالقدس ورعنانا ومودعين، ووزعوا ملصقات ومواد دعائية تحمل شعار « ترامب- لصالح إسرائيل » باللغتين العبرية والإنجليزية.

كلمات دلالية