خبر « لذعة » حزب الله -يديعوت

الساعة 10:19 ص|14 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

درس في الاعلام

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: خدعة تلفزيون « الميدان » الذي أجرى مقابلات تلفزيوني مع مسؤولين اسرائيليين ومع الناجي من عملية الاختطاف تحت غطاء صحافي ايطالي يجري هذه اللقاءات لـ « لاعلام الدولي » - المصدر).

أحد عندنا لا يريد أن يجد نفسه نجما، بالطول وبالعرض، في قناة حزب الله التلفزيونية. ليس صعبا ان نتخيل سيماء وجوه تسيبي لفني، عمير بيرتس، اللواء احتياط ايال بن روبين وجنرالين آخرين وخبراء اسرائيليين في شؤون الامن القومي حين اكتشفوا بانهم خدعوا. فعندما رأوا، أو أروهم، كيف يتحدثون من البطن بالذات في الملعب البيتي لنصرالله عن اختطاف جنديي الجيش الاسرائيلي، الداد ريغف وايهود غولدفاسر.

في الشاشة المنقسمة لمسلسل « 2006 الواقع »، الذي بثت أمس فصله الاخير قناة « الميدان » لحزب الله، نرى بين الحين والاخر  يطل بابتسامة سامة على المشاركين الاسرائيليين المدافعين عن أنفسهم الوجه السمين لعماد مغنية، قائد « عملية » الاختطاف. من صفوه في 2008 كانوا يعرفون جيدا مع من يصفون الحساب.

ولكن من سيدفع غاليا على الخدعة اللاذعة الحالية لحزب الله هو الصحافي الايطالي ميكيلة موني، الذي غازل، ضغط وجر مسؤولينا الكبار الى الكاميرات. أنا لا اعرف الرجل ولم التقِ به في أي مرة. نبشت له قليلا في صفحة الفيس بوك والتويتر ووجدت صحافيا نشطا يتواتد مع الرواية الفلسطينية. مسؤولوه في حزب الله حاولوا في نهاية الاسبوع التجند لمساعدته، وادعوا بان ارسل الى المقابلات بفضل علاقاته الخاصة مع القيادة الاسرائيلية. وجدنا من يرتبط بمصالحنا، كما شرحوا. أما من اجريت المقابلات معهم، ومن أجراها فلم يروا الصورة الكاملة.

 ميكيلة موني في الطريق الى الخارج. فقد جمد من عمله في وكالة الانباء الايطالية « أنسا ». فبفضل هذه الوكالة حصل على البطاقة من مكتب الصحافة الحكومي في القدس. وعندما ارتبط بالخدعة – سواء عرف بان المقابلات مخصصة لحزب الله ام أنهم خدعوه هو ايضا، فانه لم يطلع مدرائه ولم يطلب اذنا بعمل جانبي.

أفترض بانه في المراجعة التي ستجرى له بعد غد، فان كتب الاعتذار والاستجداء من موني لن تجديه نفعا. فهو لم يتصرف باستقامة. وعندما توجه لطلب المقابلات (وبمساعدة مسؤول اسرائيلي مقرب من الاعلام)، عرض وعدين: في المرة الاولى ادعى بان المقابلات مخصصة للبث في قناتي الـ « بي.بي.سي » و « الجزيرة. وفي المرة الثانية وعد ببث »في الاعلام الدولي« . وتبين ان سياسيين، خبراء وجنرال واحد انزلقوا دون ان يتصبب عرقهم نحو الفخ. فمن سيتخلى عن الفرصة للظهور »في الاعلام الدولي« ؟

هذه القضية المحرجة هي درس هام في الاعلام. أفترض أن الناطقين بلسان السياسيين وقعوا في الفخ عندما استخدم الصحافي قبعة وكالة الانباء المحترمة في روما. ولو كانوا اصروا فقط على مكالمة أحد مكاتب »أنسا« في القدس لكانوا أعفوا أنفسهم من الاهانة. فلن تسقط شعرة من رأس ناطق مهني اذا ما بادر، وقلنا فقط بمجرد مكالمة واحدة، كي يفحص اذا كانت طلبت بالفعل مقابلة وفي أي قناة يعتزم بثها. ناطق مهني كان يتعين عليه أن يشم بانه يوجد هنا شيء مشبوه: فلا يوجد شيء يسمى تعاون بين قناتي »الجزيرة« والـ »بي.بي.سي« .

أما المنتج التلفزيوني الفلسطيني أحمد البرغوثي، الذي طلب من موني المقابلات، فقد دفع بسخاء وورط كل المشاركين في القضية، فلم يكن ممكنا ايجاده. وهو لا يرد على الهاتف النقال وآثاره اختفت. وبين زملائي الفلسطينيين في رام الله أحد لم يسمع عنه ولا يعرفه. ومشوق بالمناسبة أن نتبين بان حزب الله لا يحتفل بمناورة »اللذعة" ولم يخرج بعناوين رئيس مرتقبة – كيف خدعنا الاسرائيليين.

وبعد كل هذا، فالقلب يتفطر على تومر فينبرغ، الذي اصيب ولكنه نجا من الاختطاف. فالصحافي الايطالي لذعه دون واسطة الناطقين ومستشاري الاعلام. فقد أخرجه البث في صورة سيئة، وأعاده الى صدمة الاختطاف. وعلى هذه الخدعة وحدها كنت سألقي بالصحافي الايطالي ادراج الرياح.

كلمات دلالية