محدث بالفيديو والصور الكساد والركود الاقتصادي عنوان موسمي العيد والمدارس في غزة

الساعة 06:39 م|10 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

ما ان انتهى المواطن الغزي من متطلبات واحتياجات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، واللذان قضيا منذ عدة أسابيع، ليجد نفسه مثقلاً بالأعباء مع قدوم موسمين جديدين متزامنين هما عيد الأضحى وبدء العام الدراسي الجديد، خاصة أولئك المواطنون من أصحاب الدخل المحدود والفقراء.

« كساد وركود اقتصادي يفتك بالمواطن والتاجر »، بهذه الجملة بدأ التاجر محمد أبو الريش من مدينة خان يونس حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم »، مضيفاً « ولا كأنو في رواتب، فمنذ بداية الشهر توقعنا أن تتحسن الحركة الشرائية مثل كل شهر، إلا أننا تفاجأنا بعزوف المواطنين عن الشراء.

وعزى أبو الريش، السبب إلى أن اقتراب موعد المدارس وعيد الأضحى هو السبب الرئيسي في ذلك، مشيراً إلى أن المواطن يدخر أمواله للأيام القادمة، متمنياً أن تتحسن الحركة الشرائية خلال الأسابيع المقبلة .

ويشتكي التجار الفلسطينيون من حالة ركود كبيرة في الأسواق، أرجعوا أسبابها لانتشار الفقر والبطالة في صفوف الغزّيين، واستمرار الحصار »الإسرائيلي« منذ نحو عشر سنوات، وغيره من الأسباب مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

والحال هنا يختلف، فالمواطنة (ل. ع) والتي رفضت ذكر اسمها، لا تذهب إلى السوق لشراء حاجيات أولادها وبناتها في كل الموسم، بل ستنتظر أصحاب الخير والجمعيات الخيرية، لتأخذ نصيبها من المساعدات المدرسية والقرطاسية .

وتضيف (ل .ع): »انه وبعد انقطاع راتب زوجها من رام الله، أصبح حال أسرتها لا يخفى على أحد في الحي الذي تقطنه، موضحة أن عمل زوجها بالكاد يكفي لشراء أساسيات البيت.

وتقول ابنتها والتي تبلغ من العمر (16 عاماً) :« نفسي أشتري ملابس جديدة للمدرسة، فملابس السنة الماضية أصبحت بالية، ووالدي لا يستطيع توفير الزي المدرسي لي » .

أما الموظف محمد عامر وهو أب لسبعة أطفال، يقول « مع بداية كل عام دراسي جديد، أستنزف كل راتبي وأضطر للاستدانة من الأصدقاء أو الأهل لإكمال ما تبقى من المستلزمات المدرسية لأولادي ».

وأوضح عامر، أن ارتفاع أسعار الملابس في بداية الموسم يساهم في تزايد الأزمة المالية لدينا، مشيراً إلى أن بعض التجار يستغلون تهافت المواطنين على البضائع ويرفعون الأسعار.

وناشد عامر، وزارة الاقتصاد بضبط الأسعار في الأسواق والمحلات، حتى يستطيع المواطن التسوق بأسعار مقبولة.

وفي مشهد آخر، المواطنة (م. أبو موسى)، أمامها طاولة صغيرة تبيع عليها الرز والزيت والحليب أمام إحدى عيادات الأونروا، تهمهم ولسان حالها يقول: « خليها على الله، ربنا بيستر الجميع ».

وعند سؤالنا لها حول استعدادها لكسوة أبنائها الـ الثلاثة، أجابت:« نادراً ما تأتينا المساعدات العينية أو النقدية، فـقبل أيام من بداية العام الدراسي، أذهب للمؤسسات المعنية بالأطفال، وأطلب منهم المساعدات في كسوة أولادي وبناتي ».

وطالبت أبو موسى، الجمعيات الخيرية والمؤسسات وأصحاب الخير بتفقد العائلات الفقيرة وذوي الدخل المحدود.

وفي تقرير للأمم المتحدة هذا العاد، فإن 80% من السكان في غزة يعتمدون على المساعدات الانسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية والغذاء والإيواء وحتى البطانيات ومواقد الطبخ.

ويبقى المواطن الغزي سقيماً، يصارع الأزمات تلو الأزمات، ليفيق على حصار « إسرائيلي » من جهة، وانقسام داخلي يفتت عضد المجتمع الفلسطيني من جهة أخرى.

كلمات دلالية