خبر « الإسرائيليون » في مقرّ الأطلسي... تكريس لمسار طويل

الساعة 05:27 ص|09 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

في خطوة تعكس تعاظم مظاهر التعاون والتنسيق مع الحلف العسكري الغربي، افتتحت إسرائيل الأسبوع الماضي مكتباً تمثيلياً لها في مقرّ حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، في تتويج لسلسلة من الخطوات، التي هدفت إلى توثيق التعاون بين الأطلسي وإسرائيل، شملت إجراء مناورات عسكرية مشتركة وتبادل معلومات استخبارية.

وعلى الرغم من أن الأطلسي كان هو من بادر قبل خمس سنوات بالاقتراح على إسرائيل بأن تفتتح مكتباً لها في مقره، إلا أن اعتراض تركيا، العضو في الحلف، حال دون ذلك. وذكرت مجلة « إزرايل ديفنس »، في عددها الصادر، هذا الأسبوع، أن « التوقيع على الاتفاق لتطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، أفضى إلى زوال المعارضة التركية لهذه الخطوة ».

من ناحيتها، تعتبر العقيد المتقاعد حانا كاسبي، التي كانت ملحقة عسكرية لإسرائيل في الأطلسي حتى عام 2010، أن « افتتاح مكتب لإسرائيل في مقرّ الحلف يعزز مكانتها الدولية، في الوقت الذي تصارع على حقها الشرعي في الوجود وتقاوم محاولات لعزلها في الساحة العالمية ».

وتنقل « إزرايل ديفنس » عن كاسبي قولها إن « افتتاح المكتب في الأطلسي يمثل اعترافاً بدور إسرائيل وإسهاماتها، إلى جنب أنه يوفر مظلة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين إسرائيل والحلف ». وتوضح أن « التعاون بين الأطلسي وإسرائيل كان، وما يزال، قوياً في المجال الأمني والعسكري والاستخباري »، مشيرة إلى أن « إسرائيل شاركت في مناورات عسكرية عدة للحلف، على رأسها مناورة (أكتيف أنديفور) البحرية، التي أجريت قبل أربعة أعوام ».

وتشير كاسبي إلى أن « رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت ونائبه، يحرصان عادة على المشاركة في اجتماعات رؤساء أركان الدول المشاركة في الحلف ». وتُشدّد كاسبي على أن « ما يغري الأطلسي بالحرص على التعاون مع إسرائيل هو الخبرات التي اكتسبتها في مجال مواجهة الإرهاب والشهرة التي حققها جيشها بسبب خبراته القتالية، إلى جانب التطور التقني الكبير في المجال العسكري والاستخباري ».

وتعيد كاسبي للأذهان حقيقة أن « الأطلسي استغل التوقيع على اتفاقية أوسلو (1993)، في التمهيد للتعاون مع إسرائيل »، مشيرة إلى أن « الحلف حاول امتصاص اعتراض العالم العربي على هذه الفكرة من خلال تشكيل إطار إقليمي يمثل مظلة للتعاون بين الحلف، من جهة، وكل من إسرائيل ودول عربية من جهة أخرى ».

وتلفت كاسبي إلى أن « الحلف أعلن عام 1994عن تشكيل إطار دول الحوار المتوسطي، الذي ضمّ إلى جانب الحلف وإسرائيل، كلاً من مصر، والأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا »، قبل أن تستدرك قائلة إن « افتتاح مكتب في مقرّ الأطلسي لا يمنح إسرائيل مكانة شريك، التي حازت عليها العديد من الدول الأوروبية، مثل سويسرا، والنمسا، والسويد، وفنلندا ».

وتُذكر كاسبي أن « آلية اتخاذ القرارات داخل الأطلسي تتمّ بالإجماع، مما قلّص من فاعلية الحلف، على اعتبار أنه من الصعب جداً أن يحظى أي قرار بتأييد جميع الدول »، مشيرة إلى أن « الكثير من التوتر يشوب العلاقات بين بعض الدول الأعضاء، سيما كل من تركيا واليونان ». مع العلم أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون، لم يتردد في أوج التوتر مع تركيا بمطالبة الأطلسي، بطرد أنقرة من صفوفه، بزعم أن « القيادة السياسية التركية تساند الإرهاب ».

كما يُشار إلى أن إسرائيل تقيم مناورات عسكرية مع دول في الأطلسي بشكل ثنائي وخارج إطار الحلف. فخلال الأعوام الثلاث الماضية أجرت الجيوش الأميركية واليونانية والألمانية مناورات مشتركة مع الجيش الإسرائيلي داخل إسرائيل، في حين سمحت اليونان لسلاح الجو الإسرائيلي بالتدرب في أجوائها.

على صعيد آخر، توقعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يفضي « التقارب المحتمل » بين روسيا وتركيا إلى دفع الأخيرة لإبطاء وتيرة تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أنقرة وتل أبيب. وينقل المعلق العسكري ألون بن دافيد عن المصادر قولها إن « التصعيد في العلاقات التركية الروسية في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية، كان أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت القيادة التركية إلى الانفتاح على إسرائيل »، مشيرة إلى أن « استعادة العلاقة الروسية التركية زخمها، سيجعل أردوغان في حل من التزاماته تجاه إسرائيل ».

وفي تحليل نشرته صحيفة « معاريف » في عددٍ صادر هذا الأسبوع، يوضح بن دافيد أن « الابتعاد عن إسرائيل قد يكون جزءا من إستراتيجية جديدة قد يتبعها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة (15 يوليو/تموز)، وتقوم على تقليص مستوى العلاقة مع الغرب بشكل عام، بعد الاتهامات الصريحة التي وجهها مسؤولون أتراك للولايات المتحدة بتشجيع الانقلاب ».

كلمات دلالية