بالفيديو حدث غير متوقع أدهش الحضور خلال حفل تخريج الصم في غزة!

فلسطين اليوم

حادثة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن، لقيت اهتماماً كبيراً وترحيباً واسعاً من الجمهور الفلسطيني، تم خلالها تكريم فئة لا تقل أهمية عن فئات المجتمع، فكثيراً ما أصاب تلك الفئة وعائلاتها الضرر والضجر وكثرة التفكير بمستقبلها إلا أن تحقيق الحلم لهذه الفئة أصبح حقيقة في قطاع غزة لا يمكن إغفالها.

114 طالبا وطالبة من « الصم » يتقدمون والسعادة تغمر وجوههم بلباس التخرج الجامعي في موكب مهيب كأول دفعة تخرجها الجامعة الإسلامية للطلبة الصم، ويستعد الطلبة للاندماج في المجتمع بعد حفل التخرج الذي سواهم بغيرهم من الخريجين الأسوياء فكانت مراسم الحفل لا تختلف عن أي مراسم اخرى الا انها تميزت بلغة الإشارة.

« سليم محمود الزق » تخرج من قسم التكنولوجيا التقنية صيانة الاجهزة الذكية برفقة ثلة من أصدقائه « الصم » يقول لمراسل « فلسطين اليوم »: « أشعر بسعادة كبيرة لتحقيق حلمي بالوقوف على مسرح حفل تخرج الطلبة كغيري من الطلبة الفلسطينيين الأسوياء فهذا الاحتفال رفع معنوياتي وأعاد لنا الأهمية والقيمة الكبيرة في المجتمع ».

ويضيف بكلمات الفرح والسعادة: « أقدم خالص شكري إلى الله عز وجل ثم إلى والدتي ووالدي وجمعية أطفالنا للصم وللجامعة الإسلامية ولكل من وقف بجانبي حتى حققت حلمي ».

الفرحة فرحتان ومفاجأة أدهشت الحضور

الفرحة لم تتوقف عند حفل تخرج ثلة من طلبة الصم فقط، بل حدثت المفاجآت الجميلة بإشهار خطوبة الطالب بلال أبو ناموس والطالب محمد مهاني على طالبتين من رفيقاتهم « الصم » ما أثار الدهشة لدى الحضور تعبيراً عن حبهم لهذه الفكرة والإرادة الكبيرة التي تتمتع بها هذه الفئة المميزة.

« أم وليد » أم لطالب من طلبة الصم تقول لمراسلنا: « أشعر بفرحة كبيرة جداً لتحقيق الحلم الذي كانت أرغب في إيصال طفلي لتحقيقه بالحصول على شهادة علمية كغيره من الأسوياء وليعرف أنه ليس غريباً على المجتمع وأن قيمته كبيرة رغم تعرضه للصم ».

بيت أم وليد تحول لساحة أفراح، اشترت الحلوى والعصائر، واستأجرت الكراسي لاستقبال المهنئين بتخرج ابنها « سليم » وأشعرته بأنه لا يقل أهمية عن غيره من إخوته الخريجين.

وأضافت « أم وليد »: « منذ طفولته ونحن نتابع مع جمعية أطفالنا للصم جزاهم الله خيراً التي فتحت مدرسة ابتدائي وإعدادي ثم توقت الدراسة لديها لمدة عامين وخلال تلك المدة كنا نطالبهم بفتح مدرسة للثانوية العامة وتكللت مطالبنا بالنجاح وكان ذلك حافزاً أمام أبنائنا لإكمال مشوارهم التعليمي للاندماج بالمجتمع ».

وأشارت إلى ان افتتاح قسم خاصة لطلبة الصم في الجامعة الإسلامية كان فرحة كبيرة أمام سليم ولم نتردد في تسجيله لتحقيق حلمه.

ولفتت إلى أن طلبة الصم حققوا حلمهم بالحصول على شهادة جامعية علمية والمطلوب الآن من الحكومة أن تهتم بهم وتوفر لهم وظائف حكومية تساعدهم في استكمال حياتهم.

وقد أدخل حفل تخرج نحو 114 طالباً من الصم الفرحة والسعادة والأمل لدى العائلات الفلسطينية التي تُنجب الصم حيث قالت أم جاد بنر على صفحتها بالفيسبوك :« يكفيني فخرا انك (اخي ) .. يكفيني فخرا انني اري مستقبل ابني( جاد) بعينيك الشامختين .. يكفيني فخرا أن والدك هو والدي .. وامك هي امي .. فلا خوف على مستقبلك يا صغيري جاد .. مادام والدك مثل ابي  ..ولك خال مثل سليم ».

اتبعنا طرق تدريسية علمية حديثة لتعليم الصم

منسق دبلوم الصمم بالجامعة الإسلامية بهاء سرحان أكد أن إنجاز الجامعة بتخريجها أول دفعة للصم على مستوى الوطن يعد إنجازا لكل فلسطين، قائلاً: « لقد اتبعنا طرق تدريسية علمية حديثة للطلبة الصم ».

وأشار إلى ان البرنامج اعتمد خلال الدراسة على ما نسبته 80% من الجانب البصري، في حين الجانب النظري وصل إلى 20%، مبيناً ان الجامعة تغلبت على عدة عوائق وصعوبات واجهتها منذ طرح برنامج الدبلوم للصم، من خلال مجال التواصل وتأهيل الجانب الأكاديمي والإداري والتقنيات الحديثة الذي تعامل معها الطلبة.

وأفاد سرحان أن لدي الجامعة دفعة ثانية من الطلبة الخريجين على مقاعد الدراسة، وأن الجامعة ستستقطب الدفعة الثالث من خريجي الثانوية العامة مع بداية العام الجديد.

فضل كراز المترجم والخبير في تعليم الصم في قطاع غزة أكد أن تخريج كوكبة من الأشخاص ذوي الإعاقة سمعيا يمكنهم من الاندماج في المجتمع ويجعلهم قادرين على الاتصال والتواصل والمشاركة في بناء المجتمع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

وأعرب كراز عن أمله في أن يكون يمكن هؤلاء الخريجين من استكمال تعليم العالي وان يكون لهم فرص عمل ما بعد التخرج من خلال تعاون المؤسسات الشريكة والداعمة في اتجاه توفير فرص عمل لهذه الفئة.