(المضمون: لقد تضاعف عدد النساء السعوديات المشاركات في الالعاب الاولمبية من امرأتين الى أربع نساء رغم المعارضة الشديدة من رجال الدين لذلك - المصدر).
أربع نساء سعوديات صغيرات يُمثلن هذا العام المملكة في الالعاب الاولمبية في ريو. ماراثون، سيف، ركض لمسافة 100 متر وجودو بوزن حتى 52 كيلوغرام. يمكن اعتبار هذا الوفد تطورا نيزكيا لرياضة النساء في السعودية، هذه زيادة بـ 100 في المئة في عدد المشاركات السعوديات مقارنة مع الالعاب الاولمبية في 2012 حيث مثلت امرأتان فقط السعودية في حينه.
هذا « التطور » ملفت أكثر اذا أخذنا في الحسبان حقيقة أنه في السعودية لا توجد قاعات رياضية رسمية للنساء، ولا توجد ملاعب رياضة رسمية. ايضا مبدأ مشاركة النساء في المسابقات الدولية يشكل قفزة نوعية على خلفية المعارضة الشديدة للجهات الدينية. وحسب الفتوى الذي أصدرها الدكتور محمد العريفي، أحد رجال الدين الكبار فانه « صحيح أن من حق النساء ممارسة الرياضة، لكن اذا دفع ذلك المرأة الى التعامل مع الرجال أو الكشف عن عورتها أو كان يؤدي الى نظر الرجال اليها في الوقت الذي تركض فيه أو تسقط أو تبكي أو تضحك أو كانت تركب الخيل أو المصارعة وكانت عدسات الكاميرا تنقل المشاهد، فلا شك أن كل ذلك محظور ».
وعلى الرغم من هذه الفتوى، سمحت العائلة المالكة في السعودية للنساء بالمشاركة في الرياضة، وبما في ذلك المسابقات الدولية. وذلك بدعم الملك سليمان الذي قام في الاسبوع الماضي بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان في المنصب الأكثر رفعة في هذا المجال وهو رئيسة قسم رياضة النساء في سلطة الرياضة السعودية. ريما هي إبنة من كان سفيرا للسعودية في واشنطن لسنوات طويلة وهي خريجة جامعة جورج تاون في تخصص ادارة المتاحف والآثار. وفي عام 2014 ظهرت في قائمة الـ 200 امرأة العربية الأقوى في العالم حسب « فوربس ».
ما الذي يؤهل ريما لتولي منصب رئيسة قسم الرياضة النسائية في السعودية؟ أولا وقبل كل شيء، قربها من العائلة المالكة. ولكن مشكوك فيه أن يدعم تعيينها اهتمام النساء بالرياضة في المملكة التي لا تسمح لهن بقيادة السيارات أو العمل في مهن كثيرة وتمنعهن من السفر الى الخارج بدون موافقة الوكيل الذكر، ويتم الزامهن بارتداء الحجاب.
النساء في السعودية بدأن بالاهتمام بالرياضة في عام 1966، حيث سنحت لهن قاعة الرياضة في مدرسة البنات الاولى، الفرصة للتدرب. ولكن منذ ذلك الحين اضطررن الطالبات والنساء اللواتي رغبن في ممارسة الرياضة بالاكتفاء بساحات منازلهن الخاصة وانتظار القاعات بعد خلوها من الرجال.
بعد ذلك بعشرين سنة تم انشاء فريق كرة السلة للنساء. وبعدها بعامين تم افتتاح مزرعة للنساء الرياضيات. وطوال ذلك الوقت كانت مجالات الرياضة النسائية تخضع للرقابة المشددة من قبل رجال الدين، الذين ينظرون بشكل سلبي، ليس فقط نحو ممارسة النساء للرياضة، بل ايضا مشاهدتهن في المسابقات بين الرجال. الفتاوى التي تم نشرها في السنوات الاخيرة تحذر من مشاهدة المسابقات الرياضية وخصوصا كرة القدم، حيث أن « ملابس الرجال تكشف سيقانهم ولا تخفي عوراتهم. وهذا الامر قد يُحدث الانفعال لدى النساء ». واذا لم يكن ذلك كافيا « مشاهدة كرة القدم والمسابقات الرياضية هي تضييع للوقت، واذا كان أحد ما يريد التسلية فيمكنه ايجاد ذلك في الصلاة والدعاء ». وهذا المنع يسري فقط على النساء ولا يسري على الرجال الذين وقتهم ليس ثمينا كما يبدو، وهم لا ينفعلون عند رؤية الرجال الآخرين.
إن من يؤيد تطور الرياضة هو الملك سلمان. في خطة 2030 التي قام بوضعها جاء أن أحد الاهداف هو زيادة من يهتمون بالرياضة من 13 في المئة الى 40 في المئة. ولكن لم يذكر هناك بوضوح أن النساء سيحصلن أخيرا على قاعات رياضية خاصة لهن.
المنافسة للسعودية في تقييد النساء في مجال الرياضة هي ايران التي لا تسمح للنساء في التواجد في المسابقات الرياضية بين الرجال. صحيح أن ايران ارسلت الى الالعاب الاولمبية احدى المتنافسات التي وعدت بجلب الميدالية الذهبية. ولكن عندما طلبن النساء الدخول الى ستاد أزادي في طهران لمشاهدة مباراة فريق كرة السلة، اكتشفن أن جميع التذاكر قد بيعت.
إن منع مشاركة النساء في المسابقات كان يمكن أن يؤدي الى منع مشاركة ايران في الاولمبياد، لذلك فقد قام تلفزيون ايران بتصوير عدد من النساء في جزء من الاستاد. ولكن لم يكن واضحا ما اذا كن لاعبات أم نساء عاديات استطعن الحصول على التذاكر.
يبدو أن السعودية وايران ستستمران في التنافس على لقب الدولة ذات رد الفعل الاكبر. وفي الوقت الحالي فان ايران تخسر في هذه المنافسة ليس فقط لأنها تسمح للنساء بالسياقة، بل ايضا لأنها تسمح لهن بالعمل في مجالات أكثر مما في السعودية.