قائمة الموقع

تقرير « وادي غزة ».. كارثة بيئية و صحية تهدد حياة المواطنين و المرضى!

2016-08-06T16:09:58+03:00
وادي غزة
فلسطين اليوم

ينام المواطنون الذين يقطنون بالقرب من منطقة وادي غزة و يستفيقون يومياً على رائحة دخان الحرائق التي تندلع من أكوام النفايات التي يتم تجميعها في تلك المنطقة، والتي تزايدت في الفترة الأخيرة، و خلقت حالة من الاستياء الشديد في صفوفهم، و لا سيما و أن هذه المشكلة قديمة جديدة، وسط وعودات متكررة من قبل البلديات بالعمل على حلها، و اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع حرق النفايات في المكان.

الوادي الذي أصبح مستنقعاً للتلوث، هو نهاية مجرى مائي طويل يبلغ طوله(77 كم) وينبع من جبال النقب والمرتفعات الغربية لجبال الخليل ويمتد انتهاء إلى البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الوادي داخل القطاع(9 كم).

وخلال فصل الصيف، و مع ارتفاع درجات الحرارة، يتحول الوادي إلى مصدر لأمراض تصيب سكان المنطقة القريبة منه، فمجرد فتح نوافذ المنازل، من أجل دخول الهواء، يهجم البعوض والحشرات، وتنبعث الروائح الكريهة من تجمع المياه العادمة وحرائق النفايات، التي تدفع الناس إلى سرعة إغلاق النوافذ مرة أخرى.

و قد تلقت « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » العديد من شكاوى المواطنين، و خصوصاً المرضى، الذين يتضررون من جراء استنشاق تلك الروائح، و تزيد من معاناتهم، منهم مرضى الصدر و الجهاز التنفسي، و غيرهم.

المواطن عزمي أبو طاحون، من منطقة النصيرات و يعمل موظف بأحد المؤسسات في مدينة غزة، و يضطر للمرور من منطقة جسر وادي غزة غربي المخيم كل صباح قال: « إنه عند المرور من منطقة وادي غزة في كل يوم تصيبني حالة من الاختناق جراء أعمدة الدخان التي تتصاعد من المنطقة جراء احتراق النفايات الموجودة في المكان ».

و أوضح بأن هذه الظاهرة لطالما عانى منها المواطنون، سواء كانوا من السكان في المنطقة المحيطة، أو من المارة، مشيراً الى أنه منذ عدة سنوات يتقدمون بالشكاوى الى بلديات النصيرات و الزهراء للعمل على حل المشكلة، و يتلقون وعودات من البلديات بحلها، و لكن دون جدوى.

من ناحيته قال المواطن، رائد شريف و هو من سكان المنطقة المجاورة لوادي غزة و يعاني من أزمة صدرية:« إنه يضطر في كثير من الأحيان لإغلاق نوافذ منزله في ظل هذا الجو الحار، ليتجنب دخول رائحة حرائق النفايات الى المنزل، و التي تتسبب في ازدياد حدة المرض لديه ».

و أشار الى أنه يعاني من أزمة ربو شعبي حادة، و قد نصحه الأطباء بعدم استنشاق روائح الدخان و الروائح النفاذة، لافتاً الى أن مشكلة حرق النفايات في منطقة وادي غزة، حيث يسكن أصبحت عاملاً رئيسياً في تفاقم حالته الصحية، و أن رائحة حرائق النفايات، تضاف الى رائحة المياه العادمة في المنطقة، مما يضاعف معاناة المواطنين من السكان و المرضى،

مطالباً الجهات المعنية بوضع حل جذري لهذه الكارثة التي تهدد حياة سكان بالمنطقة بأكملها.

و من جهتها قالت بلدية النصيرات بأنها تعد خططاً سيتم تطبيقها خلال الأسبوع الجاري من أجل وضع حد لظاهرة حرق النفايات في المكان المذكور.

و أوضح يوسف أبو اشكيان، مسؤول قسم الشكاوى في بلدية النصيرات في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية »، بأن البلدية تضطر لتجميع النفايات في المنطقة لصحوبة ترحيلها مباشرة الى مكب النفايات الموجود شرق البريج، لافتاً الى أن هناك أشخاص ليس لديهم أي مسؤولية تجاه البيئة المحيطة و السكان يقومون بحرق هذه النفايات قبل أن تقوم البلدية بترحيلها، مشيراً الى أنه لا يوجد بديل عن المكان الذي يتم فيه التجميع المبدئي.

و أشار الى أن البلدية بصدد تعيين حراسة على المكان، و عمال لمنع تكرار عملية حرق النفايات، حيث سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة خلال أسبوع على أبعد تقدير.

اخبار ذات صلة