خبر مدير الصليب الاحمر بغزة :الأوضاع في غزة صعبة وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يتفهم

الساعة 09:27 ص|04 أغسطس 2016

فلسطين اليوم

طالب مدير الصليب الأحمر في غزة السيد ممادو سو , اليوم الخميس , المجتمع الدولي أن يتفهم مدى جنون خوف طفلة من رفح في العاشرة من عمرها من إندلاع حرب رابعة مع الاحتلال, او حتى تغيير قناعة خريح من مدينة غزة أنه لم يعد شيء يدعو للأمل في هذه الحياة.

وشارك ممادو سو الطلبة وعائلتهم خلال كلمة ألقاها في  الجامعة الاسلامية بغزة بمناسبة تخريج فوج الأمل للعام 2016 , جزءً من خبراته الشخصية, بالإضافة للحديث عن الأوضاع الانسانية في غزة وتشجيعهم ومنحهم الأمل في حياتهم المهنية القادمة

خاطب ممادو سو الطلبة بالقول:« لقد دُعيت منذ شهرين لإلقاء خطاب في الكلية التي تخرجت منها في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبين »ليس لدى الطلبة هناك ما تحسدونه عليه ، لأنكم تتسلحون بنفس أسلحتهم من قوة العلم والدرجة العلمية التي تمتلكونها عبر جامعتكم« .

شارك السيد سو تجربته الشخصية مع الطلبة حين قال : لقد نشأت في اسرة لا يحمل أي أحد منهم درجة جامعية ، لقد اعتدت المشي 12 كيلو متر من البيت الى المدرسة كل يوم , وحين إلتحقت بالجامعة وعلى الرغم من حصولي على مساعدة ، عملت بين الفصول الدراسية ، غسلت الأطباق في المطاعم ، وعملت في دهان المنازل ، وقمت بالعناية بالحدائق .

وتابع »نفس الفتى الذي اعتاد المشي 12 كيلو مترا يومياً كان نفس هذا الشاب الذي يغسل الأطباق هو نفس الشخص الذي يتحدث اليكم الأن كمدير لمكتب الصليب الأحمر في غزة .

وقال ممادو سو :« هنا في قطاع غزة قابلت فتاتين هناء وعائشة, تم تدمير منزليهما في الحرب الأخيرة , في الواقع اعتقد الجميع ان واحدة منهما قد لقت حتفها تحت الردم قبل أن يتم انقاذها. وبعد علاج ، كلا عائليتهما انتقلتا من منزل الى آخر ، حين قابلتهما بعد أشهر على انتهاء الحرب كانا قد انتهيتا من امتحانات الثانوية العامة ولكنهما كانتا من الأوائل على فصليهما ، و حازتا على معدل يفوق 93%.

وبين ممادو سو »لا أُخفيكم ، فالأوضاع في غزة صعبة ، ونسبة البطالة مرتفعة، والحدود مغلقة ، والحياة مليئة بالتحديات , ولكن هذا ما أردت التأكيد عليه من خلال قصتي وقصة هناء وعائشة « ما أنتم عليه اليوم يجب ألا يملي عليكم ما يجب أن تكونوا عليه في المستقبل ، أو أين سينتهي بكم المطاف ».

واسترسل « بقدر صعوبة الحياة اليوم يجب الا يكون هذا مبررا لعدم النجاح. أغلب قصص النجاح التي سمعناها او قرأنا عنها لم تكن لأناس لم يفشلوا مطلقا، وانما لأناس أخذوا من اخفاقاتهم دروسا ومن التحديات الهاما لتغيير  الظروف.

وتابع : لقد علمتكم الجامعة الكثير من الأشياء, لم تتعلموا مواضيع معينة فقط وانما تعلمتم التفكير النقدي ، المنهجيات وتعلمتم تحليل المعضلات من اجل التوصل لحلول لها. لتطبقوا هذا في حياتكم العملية ابتداء من الغد :.

جميع من كان لديه أمل حول فلسطين  يتساءل اليوم، نتساءل ما اذا  كان العالم تخلى عن فلسطين, فمثلا من بين أكثر من ثمانين دولة نعمل بها فإننا نواجه صعوبات في الحصول على الأموال اللازمة لتنفيذ برامجنا هنا ولأننا لا نريد التخلي عن فلسطين فإننا دائما نتمكن من توفير التمويل الذي يرقى لمستوى طموحاتنا.

ووجه رسالة للطلبة » عندما تشعرون أن العالم يتخلى عنكم لا تتخلوا عن أنفسكم، ابتداء من الغد تحملوا مسئولياتكم ، ضعوا أهدافكم نصب أعينكم واعملوا بجد يوما بعد يوم لتحققوها".

وانهى ممادوا حديثة بالقول : مهما كان الليل دامسا ، ومهما يبدو طويلا ,فعاجلا أم آجلا ستشرق  الشمس، وستجدون مكانكم تحت الشمس  بعزة وكرامة .

كلمات دلالية