خبر شريط نتنياهو- يديعوت

الساعة 10:14 ص|28 يوليو 2016

فلسطين اليوم

كلامه فُهم جيدا

بقلم: يونتان يفين

(المضمون: بودي أن أصدق ورقة الزيتون التلفزيونية التي يقدمها نتنياهو ظاهرا، ولكني كتمساح مجرب وخائب الامل اسأل نفسي متى سيتراجع، كعادته ودون أن يرمش له جفن - المصدر).

لا يتبقى غير الامل في أن يكون لسكان وقلب نتنياهو متساويين، على الاقل في شريطه الذي يتوجه فيه الى مواطني اسرائيل العرب. ظاهرا، فعل جميل ونادر من المصالحة من جانب رئيس وزراء يميني تنكر حتى الان لـ 20 في المئة من مواطني الدولة.

ولكن رويدا رويدا ترتفع العيون عن سطح الشريط الى السموات الاكثر فهما للغة الجسد. الاذان صماء، إذ لا يوجد في الكلام مع هو حقيقي. فليس لدى مسخن مكان رئيس الوزراء أهمية للمضمون بل للشكل فقط. هكذا اعتدنا على النظر اليه على مدى كل سنوات حكمه الخالد، والذي يخيل بان أحدا لا يتذكر ما سبقها.

ومع ذلك استمعت بامل حذر. فليس في كل يوم يعترف نتنياهو بوجود عرب اسرائيل، بل وبما بدا كاعتذار (وان كان متأخرا) عن تعبير « المندفعون بجموعهم الى صناديق الاقتراع ». ولكن بعد جملة أو اثنتين فهمت بان هذه الحيلة هي الاخرى فارغة. بمعنى، أني لم « افهم » بل « أفهمت »، وذلك لان نتنياهو لا يقول في الشريط: « عشية الانتخابات صنفتكم كأعداء للجمهور كي أزرع الفزع الذي سيؤدي الى انتصاري الانتهازي في الانتخابات »، بل « اعتذرت عن الشكل الذي فُهمت فيه اقوالي ». فُهمت.

ان وعي المواطن المجرب يعرف منذ الان كيف يجعل للشريط عملية تكبير، بمعنى اتخاذ مسافة انتقادية منه وتجاهل الانطباعات الكاذبة التي تمليها الحواس، والنظر الى صورة رئيس وزراء الذي يبدو واثقا من نفسه حسب قيمتها. وأنا أرى ممثلا بتجميل باهظ الثمن وشعر بلون سخيف حين يعود ليحرك يدا واحدة، هي اليسرى بالذات، بحركة طفيفة تركز الى القوة ولكن الى الانفتاح، البراغماتية ولكن الاصرار على المبادىء، وكأنه تعلم في دور « اللعب أمام الكاميرا » لدى افضل معلمي الدراما.

بودي أن أصدق ورقة الزيتون التلفزيونية التي يقدمها نتنياهو ظاهرا، ولكني كتمساح مجرب وخائب الامل اسأل نفسي متى سيتراجع، كعادته ودون أن يرمش له جفن، حتى بثمن كسر قلوب مليون شخص وأكثر. لم أعد اسجل لنفسي تصريحاته عن ضخ المليارات لهؤلاء السكان الضعفاء، فأنا مقتنع بانها لن تنفذ (وسيسرني أن افاجأ). وأسأل نفسي: ماذا تخفي؟ ماذا تنوي؟ ما هو هدف هذا الشريط؟ ماذا تحاول تغطيته مسبقا؟

اوصي بالنظر الى اسبوع – اسبوعين الى الامام ومحاولة تخمين أي قضية توشك على الانفجار وأي فضيحة توشك على الاقتحام. وتخفيفا لمهامة التخمين، يمكن توزيع التقديرات في المجال العائلي وفي المجال الرسمي، وان كان هذا يختلط احيانا دون فصل. وبالطبع ينبغي التوقع لامكانية لا تكون مستبعدة تماما: ان نتذوق المرارة من الجهتين معا.

أقرر مع ذلك أن استمع اليه. فكل امريء يستحق فرصته. الرجل – الذي بالابتسام، بالغمز واللمز يسند العنصرية والعنف تجاه العرب – يتحدث عن اهمية التعددية. بوقاحة يمجد انخراطهم في المجتمع وفي الاقتصاد، الاختلاط الذي لم يحصل على الاطلاق. يجدر بعرب اسرائيل الا يشتروا هذه الاهانة الناجحة وان يتذكروا انه من ناحية البلفور من بلفور هم في أسوأ يوم اعداء، وفي افضل يوم غير مرئيين.

كلمات دلالية