خبر بالفعل، الافعال هي التي تقرر -هآرتس

الساعة 09:25 ص|27 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          لقد استقبل التوجه المباشر لرئيس الوزراء الى المواطنين العرب من خلال شريط الفيديو لدى الجمهور بمفاجأة ممزوجة بالشك. فحكومة اسرائيل ورئيسها لم يفوتا أي فرصة للتحريض ضد الجمهور العربي وممثليه في الكنيست. القول المهين لنتنياهو في يوم الانتخابات « العرب يندفعون بكميات »، والذي اعتذر عنه بشكل جزئي ومتملص جدا حتى في الشريط الحالي؛ تصريحاته تجاه العرب في ساحة العملية في ديزنغوف وحملة نزع الشرعية التي يديرها ضد النواب العرب، التي تترافق ومبادرات مثل قانون التنحية – كل هذه تثير الاشتباه بالنسبة لصدق نواياه.

 

          هل نتنياهو، الذي على حد قوله، « يسعى لان يسير خطوة الى الامام » في علاقات الدولة مع المواطنين العرب، ويدعوكم الى « المشاركة في المجتمع الاسرائيلي »، يقصد بالفعل كلماته التي تفيد بان « حلمي ان يتربى الاطفال والطفلات العرب بأمان بعلمهم بان ليس هناك شيء لا يمكنهم الا يحققوه في دولة اسرائيل، كمواطنين متساوي الحقوق في ديمقراطيتنا »؟ ام ربما هذه حفلة تنكرية تستهدف اغراض الصورة أو مصالح خفية اخرى؟

          ان نتنياهو وحكومته، مثل كل حكومات اسرائيل على اجيالها، يعرفون بان اغلبية مواطني اسرائيل العرب لا يتخلون عن مواطنتهم، ويتطلعون الى الاندماج الكامل في المجتمع الاسرائيلي. ومن اجل تحقيق هذا، يتعين على الحكومة أن تستوفي العديد من المهام: دمج العرب في سوق العمل، تطوير مؤسسات التعليم، تخطيط المدن العربية، التسوية الطوعية للقرى البدوية غير المعترف فيها في النقب، الاستثمار في البنى التحتية، مكافحة الجريمة في البلدات العربية، وغيرها.

          ولكن، الى جانب هذه المجالات الهامة، على رئيس الوزراء والقيادة السياسية أن يعترفوا برواية المواطنين العرب ويكفوا عن العمل من اجل شطب هويتهم. فالاستثمار المدني حيوي ولازم، ولكنه لا يمكنه ان يشكل شرطا لقمع الهوية والرواية الفلسطينيتين، اللتين تتضمنا، مثلا، الشاعر الفلسطيني الوطني محمود درويش، الذي شبه وزير الدفاع شعره الاسبوع الماضي فقط بـ « كفاحي ».

          نتنياهو، على عادته، اختار الحديث في شريط محرر، وليس في مناسبة يدعى اليها مندوبو الجمهور العربي او صحافيون عرب، يصعبون عليه الامر باسئلتهم. ورغم ذلك، ينبغي الامل، الا تكون اقواله مجرد شعارات فارغة. لهذا الغرض، يمكن التمسك بكلماته هو والتي تقول انه « لا تكفي الاقوال عن مساواة الفرص. ما يقرر هي الافعال ». خير يفعل نتنياهو اذا ما قاد الى سياسة مساواة حقيقية بمستوياتها العملية والرمزية، وبالتوازي يسعى الى تسوية سلمية حقيقية مع الفلسطينيين، تبدد التوتر وتسمح بحياة مشتركة حقا بين اليهود والعرب داخل اسرائيل. والا فان الخطاب، على رسائله الايجابية لن يدخل كتاب تاريخ دولة اسرائيل بل يسقط.

كلمات دلالية