خبر اتفاق المساعدات الامنية -يديعوت

الساعة 09:20 ص|27 يوليو 2016

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: عندما تكون الادارة الامريكية مصممة على تنفيذ سياسة تتعلق بلباب مصلحتها القومية، لا يمكن لاسرائيل أن تثنيها - المصدر).

عندما تكون الادارة الامريكية مصممة على تنفيذ سياسة تتعلق بلباب مصلحتها القومية، لا يمكن لاسرائيل أن تثنيها. يمكنها أن تقوم بالمناورات، باستعراض العضلات، ولكنها لن تنجح في تغيير أي شيء. كما أنها لا يمكنها حتى أن تعتمد على رأي عام عاطف او على الكونغرس. هذا درس تاريخي صحيح لكل الادارات، فما بالك ادارة اوباما.

هذا ما حصل حول الاتفاق النووي الايراني، وهذا ما يحصل حول اتفاق المساعدات الامنية. في يوم الاحد القريب القادم سيسافر الى واشنطن يعقوب نيغل، القائم باعمال رئيس قيادة الامن القومي، كي يضع المسودة النهائية للاتفاق الذي سيوقع قبل التاسع من تشرين الثاني، الموعد الذي يتحرر فيه اوباما من قيود التزامه بالمرشحة الديمقراطية ويكون بوسعه عمل كل ما يحلو له. ومرغوب فيه أن يحصل هذا قبل اقرار ميزانية الدفاع في اسرائيل في تشرين الاول وقبل رأس السنة العبرية، بحيث يعرض الاتفاق كهدية لشعب اسرائيل على شرف العيد.

التواريخ هامة، إذ ان كل المفاوضات الصاخبة، كل الدرامات امام الامريكيين والجدالات السياسية في اسرائيل على اتفاق المساعدات للسنوات العشرة القادمة تأتي لخدمة أجندة في توقيت معين. عندما بدأ النقاش قبل اكثر من سنة، كان لاحد ما في اسرائيل مصلحة في خلق احساس بان هذا اتفاق يجب تجديده في أقرب وقت ممكن. هذا ليس صحيحا على الاطلاق. فالاتفاق الجديد على أي حال سيبدأ بالميزانية الامريكية للعام 2018، والتي لن تجمل الا في تشرين الاول 2017.

ما ستحصل عليه اسرائيل هو الى هذا الحد او ذاك هو ما خططت الادارة لاعطائه على أي حال. في المرحلة الاولية عرض الطرفان مبالغ غير واقعية، لم يأخذها احد على محمل الجد. الادارة منذ البداية قررت منح اسرائيل مساعدات بذات الحجم – بمبالغ واقعية – الذي حصلت عليه في عهد ادارة بوش، مع بعض التكييفات والظروف المختلفة.

فقد أعطت إدارة بوش لاسرائيل 3.1 مليار دولار في السنة. وأضاف الاقتصاديون الى هذا المبلغ 20 في المئة بسبب التضخم المالي في العقد الاخير في الولايات المتحدة، والادارة أدخلت الاموال التي أقرها الكونغرس بشكل منفصل لاسرائيل في صالح الدفاع الفاعل. حصلنا على 3.8 – 3.9 مليار دولار في السنة، وهذا ما سنحصل عليه لاحقا. واذا كانت اضافة، فهذه ستكون طفيفة.

في هذه الاثناء أوضح الامريكيون لاسرائيل بانها لن تتمكن بعد الان من التوجه الى الكونغرس وطلب زيادات من خلف ظهر الرئيس. كما ستضطر اسرائيل الى التنازل عن امكانية استبدال ربع مبلغ المساعدات بالشواكل، وفي هذه اللحظة تحاول ان تلغي هذا الاستبدال بالتدريج كي يتمكن الاقتصاد الاسرائيلي من ان يشفى من الاكسجين الامريكي. ويدور الحديث عن 1.2 مليار دولار في السنة – وهو مبلغ يعيل عشرات المصانع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل مقاولين فرعيين للصناعات الكبرى وقسم من الصناعات الكبرى التي لم تستعد للتعاون مع المصانع الامريكي. وفي تقدير غير دقيق يدور الحديث عن امكانية اقالة اكثر من 3 الاف عامل في الاقتصاد.

يمكن لاسرائيل ان تتجاوز ازالة أموال الاستبدال من خلال مبالغ شراء تبادلي مع الصناعات الامريكية. فشركة مثل جنرال ديناميكس، تنتج اليوم عناصر مركزية من مجنزرة « نمر »، تتعهد بان تشتري في اسرائيل بضائع مثلما فعلت « لوكهايد مارتن » بعد صفقة اف 35. وعلى وزارة المالية أن تستعد بما يتناسب مع ذلك، وذلك لانه حسب الاتفاق الجديد يمكن شراء صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية مثلا بمال امريكي في الولايات المتحدة فقط وليس في « رفائيل ».

كان يمكن انهاء هذا الاتفاق منذ زمن بعيد. هكذا يفكرون في وزارة الدفاع، في وزارة المالية وفي الجيش. ولكن الازمات مع الادارة شكلت في السنة والنصف الاخيرتين أداة عمل لتحقيق حاجات سياسية داخلية وخارجية. هذه الاداة على ما يبدو استنفدت دورها، وعليه فان الاتفاق سيوقع. 

كلمات دلالية