تقرير « النسيان ».. حين يتحول الى مرض خطير يصيب صغار السن!

الساعة 07:21 ص|24 يوليو 2016

فلسطين اليوم

« هو نعمة ».. كذلك قالوا عن النسيان، ولكن عندما يتحول النسيان الى مشكلة يومية تصيب البشر جميعاً ولكن على مستويات مختلفة، وتخطّى مستوى معيّناً، فقد يتطوّر ليصبح مرضاً يصعب علاجه والتّخلص منه في أغلب الأحيان، ويتسبب ذلك في العديد من المشاكل وعدم القدرة على الإنتاجية، و خصوصاً لدى الشباب و صغار السن.

فكثيراً ما يناديك شخص ما باسمك ويرحب بك، ولا تستطع أن تتذكر اسمه مع أنك تعرفه، ومرات عديدة تهدر وقتاً طويلاً في البحث عن أغراض خاصة كالمفاتيح أو بعض الملفات والأوراق الرسمية المهمة، كذلك كثيراً ما تنسى سياق الحديث فجأة ولا تعرف أين توقفت، وما الموضوع الذي كنت تتحدث فيه، كما يصاب الكثيرين منا بالحرج عندما ينسى موعداً أو أشياء معينة طلبت منه، أو معلومات مهمة تتعلق بحياتنا اليومية.

« ذهبت الى السوبرماركت المجاور لمنزلي لأشتري غرضاً معينا، ولكني عندما دخلت الى السوبرماركت بدأت في التجول بين اقسامه واجمع بعض الأغراض، وعدت الى المنزل دون أن أحضر الغرض الذي ذهبت لأجله »، يقول المواطن توفيق حمد، 37 عاماً.

وأوضح حمد بأن هذه الحالة تتكرر عندي دائما، فكثيراً ما أنسى أشياءً مهمة، معبراً عن قلقه في أن تزداد حالته لتصل الى حد فقدان الذاكرة، أو الزهايمر.

حال الطفلة شيماء شريف، 14 عاماً لا يختلف عن حال توفيق رغم صغر سنها، الا أن والدتها تشتكي من نسيان ابنتها للكثير من الأمور المختلفة، سواء ما يطلب منها في المنزل أو في احضار بعض الأغراض التي قامت بالاحتفاظ بها، ولا تتذكر اين وضعتها، وتبقى وقتاً طويلاً تبحث عنها.

وقالت بأن هذه الحالة التي تعاني منها شيماء تصيب بعض اشقائها وشقيقاتها، ولكن ليست بنفس المستوى، معبرة عن خشيتها من استمرار هذه الحالة، وأن تؤثر على تحصيلها العلمي مستقبلاً.

ويعزو الأخصائي النفسي، ومدير منتدى الاخصائي النفسي والاجتماعي بخان يونس، أ. زهير عواجة حالات النسيان الى أسباب متعددة، منها وجود عطل في احدى اجزاء الدماغ المسئولة عن استرجاع المعلومات، بسبب جرح ناتج عن حادث ما او مرض ما بالدماغ، أو بسبب صدمة نفسية، او بسب الغذاء الغير متوازن، وخاصة الوجبات السريعة حيث أنّها تكون شبه خالية من العناصر الغذائية المفيدة لتحسين الذاكرة.

وأوضح عواجة في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » بأن هناك أنواع عديدة لنسيان المعلومات السابقة ونسيان الحاضر، النسيان الشامل ونسيان الاحداث التي سجلتها احدى الحواس الخمس والنسيان العابر والنسيان الشامل العابر والنسيان الثابت والنسيان المتزايد.

واستشهد عواجة في سياق حديثه بحالات النسيان التي تصيب فئة الشباب وصغار السن في قطاع غزة خصوصاً، معتبراً أن الحروب التي تعرض لها القطاع، والظروف الاجتماعية والنفسية للمواطنين ساهمت بشكل كبير في تفشي حالات النسيان بسبب الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.

وأشار الى أن علاج حالات النسيان يكون حسب نوع النسيان الذي يعاني منه الشخص، سواء كان ضعف في الذاكرة أو مرض نفسي سببته الظروف المحيطة.

وهنا بعض النصائح التي يوصى بها لمعالجة حالات النسيان و تقوية الذاكرة: -

1. الرياضة: من أهم العوامل التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية بالجسم، واستهلاك الجلوكوز الزائد بالجسم، وإيصال الهيموجلوبين الذي يحمل الأوكسجين إلى المخ، مما يساعد على زيادة التركيز والانتباه.

2.التغذية: ضعف التغذية قد يؤدى إلى الإصابة بالأنيميا أو الضعف العام، وخلاله يكون نسبة الأوكسجين الواصل غلى المخ قليلة، وبالتالي يقل القدرة على التركيز والتذكر، لذلك احرص على تناول وجبة غذائية متوازنة من الخضراوات والفواكه، والدهون الصحية وخاصة أوميجا-3 والتي تتواجد بالمكسرات والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.

 3.وجبة الإفطار: يهمل البعض الحصول على وجبة الإفطار بحجة التأخر على العمل، أو فقدان الشهية، أو بسبب القلق من زيادة الوزن، الأمر الذي يؤدى الى عدم القدرة عل التركيز، والشعور بالجوع سريعا، كما تعتبر وجبة الإفطار من الأمور المنبهة للجسم لبدأ تنشيط الجسم، وتنبيه المخ بدء حرق السعرات الحرارية.

ويُفضل أن تحتوي وجبة الإفطار على البروتين، لأنه يحفز الشعور بالشبع لفترة طويلة، بالإضافة إلى أنه يزيد من القدرة على التركيز والانتباه، وينصح بتناول بيضة ونصف رغيف، أو قطعة من الجبن مع ربع رغيف، كوب من اللبن.

 4.النوم: حتى وقت قريب كان يُعتقد أن النوم لإراحة الجسم وأن الجسم يكون ثابت خلال تلك الفترة، الأمر الذي ثبت عكسه تماما حيث وجد أنه خلال النوم يقوم المخ باستعادة نشاطه ويقلل من إفراز بعض الهرمونات وعلى رأسها هرمون التوتر والقلق، كما أنه ينظم هرمون الجوع، وبالتالي يستعيد المخ نشاطه خلال تلك الفترة لذلك احرص على الحصول على فترة من النوم تتراوح 6-8 ساعات يوميا خلال الليل.

5.التحكم في الانفعالات: التوتر والقلق والغضب والاكتئاب كلها من الانفعالات التي تؤثر على قدرة المخ على العمل والتركيز، لذلك فمحاولة التحكم في الانفعالات وتقليل حدة الغضب يمكن أن يقلل من العصبية.

كلمات دلالية